يومٌ لا يُنسى

تصميم: محمد صلاح

كتب/ت هاجر أحمد
2025-03-20 12:40:41

في صباح يوم مشرق، استيقظتُ على صوت أخي الأكبر وهو يناديني:"استيقظي يا كسولة! ألا تذكرين أن اليوم عيد الأم؟"

كنتُ في السابعة من عمري، وهو في العاشرة، لكنه كان دائمًا يتصرف وكأنه الأكبر والأكثر مسؤولية.

صرختُ في وجهه عندما استوعبتُ ما قاله، وشعرتُ بالخجل لأنني نسيت، قفزتُ من السرير بسرعة، وأنا أتساءل عمّا يمكنني تقديمه لأمي في هذا اليوم المميز.

نظر إليّ أخي بابتسامة، وقال: "لا تقلقي، لقد أعددتُ لها الهدية"، ثم أخرج من جيبه باقة صغيرة من زهور اللوتس، وأضاف: "لقد قطفتُها لأمنا من الحديقة المجاورة لمنزلنا".

شعرتُ بامتنانٍ شديدٍ لأخي، لكني سرحتُ لثوانٍ في أفكاري "هل سنقدم لها باقة زهور فقط؟ أمي تحتاج إلى شيء آخر مع الزهور..."، فجأة، حرّك أخي يديه أمام وجهي، وقال مازحًا: "إلى أين ذهبِتِ أيتها الصغيرة؟".

كنتُ أفكر أننا نحتاج إلى تقديم شيء آخر مع باقة الزهور، شيئًا تحتاجه أمي بالفعل، بدأنا نتشاور حول الهدية التي سنجلبها لها، وكيف سنشتريها، وهل نملك تكلفتها أم لا، حتى قررنا الذهاب إلى أحد المتاجر القريبة لشراء حقيبة، خرجنا من الغرفة ببطء حتى لا أوقظ أمي، وذهبنا سويًا إلى المتجر واشترينا الحقيبة.

في طريق عودتنا، لاحظ أخي متجرًا صغيرًا لبيع الشموع. نظر إليّ وقال: "انتظريني هنا قليلًا، سأشتري شيئًا وأعود فورًا"، دخل المتجر واشترى شمعتين باللون الأحمر تحملان عبارة "عيد أم سعيد"، نظرتُ إليهما بحب وقلتُ له مبتسمة "هيا لنرتّب كل شيء قبل أن تستيقظ أمي".

وصلنا إلى المنزل، ودخلنا إلى غرفتها بخطوات هادئة، ووضعنا الحقيبة وباقة الزهور بجانبها على السرير، ثم أشعلنا الشموع ووضعناها في أرجاء الغرفة، وهمسنا:"عيد أم سعيد يا أمي".

خرجنا من الغرفة منتظرين ردة فعلها عندما تستيقظ، وما إن استيقظت أمي ورأت الزهور والحقيبة التي كانت تتمناها، حتى ابتسمت وقالت بصوت مسموع "يا له من صباح جميل! شكرًا لكما يا أحبائي".

جرى أخي إلى غرفتها وأنا خلفه، فاحتضنتنا بقوة وقالت:

"أنتم أفضل هدية يمكن أن أحصل عليها في عيد الأم".

في ذلك اليوم، أدركتُ أن عيد الأم ليس مجرد مناسبة لتقديم الهدايا، بل هو فرصة للتعبير عن حبّنا وتقديرنا لأمّنا، كما تعلّمتُ أن الإخوة الحقيقيين هم من يدعمون بعضهم البعض في كل الظروف.