عبر التعريف برحلة كفاحه.. قصر ثقافة أسوان يحتفل بذكرى العقاد الـ61 

عباس محمود العقاد

كتب/ت يمنى موسى
2025-03-12 23:08:59

 

احتفل نادي أدب أسوان بقصر الثقافة، أمس الثلاثاء، بالذكرى الحادية والستين لرحيل الأديب والمفكر عباس محمود العقاد، أحد أعمدة الفكر والأدب العربي في القرن العشرين، والذي تحول من شخص لم ينل حظًا وافرًا من التعليم إلى واحد من أعظم الكتّاب والشعراء في تاريخ الأدب العربي.

وقد بدأت الفعالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، قدّمها الأديب حسني الإتلاتي، رئيس نادي أدب أسوان، الذي أكد أهمية الذكر والتسبيح في حياة الإنسان، مشيرًا إلى قول الله تعالى "فاذكروني أذكركم"، بعدها قام بعض الأطفال بإلقاء الشعر ضمن البرنامج الإبداعي لنادي الأدب.

أما الفقرة الرئيسية للاحتفال، فقد كانت محاضرة شملت لمحة عن حياة العقادد، الذي توفي عام 1964، بهدف تعريف الحاضرين بشخصيته وإرثه الثقافي؛ فقد كان العقاد أديبًا وشاعرًا وفيلسوفًا، وتعدّت كتبه ومؤلفاته المائة، ومن أشهرها سلسلة كتب "العبقريات" التي تناول فيها عبقرية النبي محمد والنبي عيسى، وبعض صحابة الرسول مثل عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان. 

واستعرض رئيس نادي أدب أسوان لمحات من حياة العقاد ورحلة كفاحه، فقد كان له أثر عظيم في تطوير الحركة الأدبية العربية عبر مؤلفاته، كما ذكر الإتلاتي أن العقاد أسس "مدرسة الديوان" مع الشاعرين إبراهيم عبد القادر المازني وعبد الرحمن شكري، التي أحدثت نقلة نوعية في الشعر العربي خلال القرن العشرين. 

وأشار الإتلاتي إلى أن العقاد ولد بمحافظة أسوان عام 1889، ولم يُكمل تعليمه، إذ اكتفى بالحصول على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه علم نفسه بنفسه، حتى أصبح من أهم رموز الفكر والأدب، وأضاف أن صاحب العبقريات عمل في مصنع للحرير بدمياط، ثم موظفًا بالسكك الحديدية، كما التحق بوظائف كتابية في قنا والشرقية، لكنه رفض الوظائف الحكومية مُفضلًا الاعتماد على قلمه، الذي أصبح مصدر رزقه الأساسي. 

وقد صرحت علية طلحة، رئيسة قسم الثقافة العامة بقصر الثقافة، لـ"عين الأسواني"، أن قصور الثقافة تحتفل سنويًا بذكرى العقاد، حيث كان يُنظم مؤتمر أدبي موسّع يمتد لثلاثة أيام، لكن منذ عام 2020، بات الاحتفال يأخذ طابعًا مصغرًا نتيجة ترشيد النفقات.

وأضافت أنه في السنوات الماضية، كان الاحتفال يقام بالتعاون مع جامعة أسوان، وبحضور أساتذة جامعيين، بل إن أحد الأعوام شهدت حضور الباحث السعودي الدكتور عبد الرحمن المحسني، الذي قدم بحثًا مهمًا عن العقاد، على حسب قولها. 

وفي نهاية الفعالية ذكر الإتلاتي لـ"عين الأسواني" أنه واجه تحديًا في تنظيم الاحتفالية، بسبب تزامنها مع مباراة الأهلي والزمالك، ما أدى إلى تأخير الأمسية وقلة عدد الحضور من الشعراء، لكنه عبّر عن سعادته بحضور وجوه جديدة لنادي الأدب، حيث كان معظم الحضور في السنوات الماضية مقتصرًا على أعضاء النادي القدامى فقط.

تصوير: يارا سليمان - نادي أدب أسوان يحتفل بالذكرى الـ61 لرحيل الأديب عباس العقاد