فازوا بجائزته.. تجارب مميزة لـ"شعراء أسوان" مع مشروع النشر الإقليمي

مشروع النشر الإقليمي

كتب/ت أمنية حسن
2025-02-09 12:37:06

منذ طفولته، أحبّ الشاعر الأسواني، سمير طُلب، كتابة الشعر، وانضم إلى الحراك الثقافي في أسوان خلال فترة الألفينات من خلال الجلسات الثقافية في نادي الأدب بالمحافظة، أهلته ليكون له تجارب في نشر قصائده في الجرائد.

في العام 2017 بدأ طُلب مرحلة جديدة، حين فاز في مسابقة برنامج النشر الإقليمي ونشر ديوانه الشعري الوحيد وقتها "مبقاش يأذن زي الأول"، الذي لاقى استحسانًا كبيرًا من النقاد والجماهير على حد سواء، بسبب تميزه بجمال اللغة وسلاستها.

ما هو برنامج النشر الإقليمي؟

برنامج النشر الإقليمي هو مسابقة تنظمها وزارة الثقافة سنويًا؛ بهدف دعم الإبداع الأدبي في مجالات متنوعة تشمل: "الشعر الفصيح والعامي، القصة القصيرة، الرواية، النقد الأدبي، أدب الطفل، المسرح"، بالإضافة إلى قضايا وأفكار أدبية متنوعة.

يُشترط فيها أن يكون العمل المقدم جديدًا ولم يسبق نشره، مع إعطاء الأولوية للأعمال غير المنشورة سابقًا، وتُفرز الأعمال من قبل لجنة تحكيم مختصة.

يشرح حسني الإتلاتي، رئيس نادي الأدب بأسوان، فكرة مشروع النشر الإقليمي: " تقوم الفكرة على وجود فرع لقصور الثقافة في كل محافظة، حيث تشمل مديرية الثقافة جميع قصور الثقافة المنتشرة في المدن المختلفة ضمن المحافظة".

ويضيف لـ"عين الأسواني": "وفي شهر أكتوبر من كل عام، يُعلن كل قصر ثقافة عن مسابقة للنشر الإقليمي، ويستقبل الأعمال الأدبية من جميع المبدعين في المحافظة، سواء كانوا أعضاء في نادي الأدب أو ليس لهم علاقة بقصور الثقافة".

يُشترط أن يكون المتقدم مقيمًا في أسوان، إذ يقتصر النشر الإقليمي على المقيمين في كل محافظة بهدف تعزيز نشر الإبداع الثقافي المحلي.

رحلة الشاعر سمير طُلب

أثر المشروع على الشاعر الأسواني سمير طُلب. يصف تجربته لـ"عين الأسواني": "مشروع النشر الإقليمي يحمل قيمة خاصة لأنه يعتمد على الموهبة في المقام الأول ويمنح فرصة لدعم المواهب واكتشاف الأقلام الجديدة؛ لأن دور النشر الخاصة تتطلب تكاليف مالية ضخمة، وأنا  أؤمن أن الموهبة هي البوصلة الحقيقية لأي مبدع".

يُلاحظ الشاعر الأسواني أن مشروع النشر الإقليمي لا يعطي اهتمامًا كافيًا لعملية التوزيع، حيث تظل النسخ متوفرة في هيئات قصور الثقافة بأسعار رمزية تناسب الجميع، مما يحد من الوصول إلى جمهور أوسع، لذلك يتعين على المشروع أن يتجاوز هذه الأماكن، ويتسع نطاقه بزيادة النسخ.

ويرى طُلب أنه من الضروري مراعاة اللجان المحلية الدقة في اختيار الأعمال، حتى تتجنب المجاملات أو المحسوبية، ومنح الفرص لأفضل الأعمال الأدبية بشكل دقيق.

يعلق الإتلاتي على ذلك قائلًا: "يتهم البعض لجان التحكيم بأنهم يختارون الأعمال وفق سياسة المجاملات، لكن الاختيار يعتمد على ما يُقدم في المسابقة، والنظر في المقام الأول إلى جودة العمل الأدبي وتحسين الأسلوب الكتابي".

ويوضح : "عقب استلام الأعمال، تقوم مديرية الثقافة بتكليف لجنة تحكيم مكونة من الأدباء البارزين لتقييم الأعمال واختيار ثمانية فائزين، ثم تُرسل هذه الأعمال إلى لجنة تقييم أخرى في إقليم الجنوب الثقافي بالأقصر، التي تختار منها أربعة كتب فقط للنشر، وقد لا تجد اللجنة سوى كتاب أو اثنين فقط يستحقان النشر، وتُرفض الكثير من الأعمال التي لا تتناسب مع المستوى المطلوب".

وفيما يتعلق بحجم النسخ، يوضح الإتلاتي أن الدولة تطبع 500 نسخة من الكتاب الفائز، وتُوزع في السوق على مستوى الجمهورية بسعر جنيه واحد فقط، مبينًا: "المشروع يعد فرصة كبيرة للمبدعين والموهوبين في محافظة أسوان".

مميزات الفوز في المشروع

كان لدى الشاعر محمود عطا، تجربة مختلفة مع المشروع، إذ حاز على جائزة النشر الإقليمي في عام 2024 عن ديوانه "ارتباك" الذي ينتمي إلى شعر العامية.

يحكي عطا لـ"عين الأسواني": "بالنسبة لتجربتي في العمل الأدبي، تعاملت مع دار نشر خاصة في الوجه البحري لكنني تحملت تكاليف الطبع بنفسي وقررت الترويج للعمل بشكل شخصي، أما في المرة الثانية، شاركت في مشروع النشر الإقليمي وفزت، وما جذبني له هو أنه يوفر فرصة للتقييم والمراجعة ويعتمد على جودة محتوى العمل الأدبي".

ويضيف: "أرى أن هذه التجربة رائعة لأنها تسهل توزيع الكتب، كما أن تكلفة النسخة تكون منخفضة، لكن المشكلة تكمن في ضعف الترويج، لذلك على الكاتب الترويج لعلمه، ويشتري النسخ ويتولى توزيعها، لتحقيق أقصى استفادة".

يكتسب الفائز في مشروع النشر الإقليمي عدة مميزات، بسحب رئيس نادي أدب أسوان حسني الإتلاتي؛ لأنه يصبح عضوًا عاملًا في نادي أدب أسوان، مما يمنحه الفرصة للمشاركة في المؤتمرات الأدبية والتمثيل في الفعاليات الثقافية المختلفة، مبينًا أن هذه العضوية تتيح له الانخراط بشكل أكبر في المشهد الأدبي على مستوى المحافظة.

ويرى أن مشروع النشر الإقليمي يُعد مكسبًا حقيقيًا للمبدع، حيث يفتح له بابًا للنشر والانتشار، لكن بشرط أن يكون الكاتب موهوبًا بالفعل ليحظى بهذه الفرصة.