أقامت مكتبة مصر العامة في محافظة أسوان، أمس الأربعاء، معرضًا للوحات التخرج من العام الأول للدفعة الأولى بمدرسة خضير البورسعيدي لفنون الخط العربي والزخرفة، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية.
بدأت فعاليات المعرض في السابعة والنصف مساءً، إذ عرض الطلاب لوحاتهم على الحضور وشرحوا تفاصيلها، قبل أن تُفتتح الفعاليات بقراءة آيات من سورة "العلق"، لتعكس روح المناسبة التي تحتفي بالخط العربي.
وألقى المهندس عمرو لاشين، نائب محافظ أسوان، كلمة افتتاحية أبدى فيها إعجابه الكبير بشغف الطلاب وإبداعاتهم في مجال الخط العربي، مُشيدًا بمجهودات المدرسة، كما اقترح تنظيم عرض دائم للوحات الطلاب في المكتبة كوسيلة للترويج وتشجيع المواهب.
مشروع ثقافي جديد لدعم التراث والفن
وكشف لاشين عن مشروع جديد تحت مسمى "المحكى"، الذي يهدف إلى إحياء التراث الأسواني من خلال قصص تُروى من أهل أسوان أنفسهم، داعيًا طلاب مدرسة خضير البورسعيدي للمشاركة فيه لتسليط الضوء على جماليات الخط العربي وأنواعه.
كما ألقت مديرة المكتبة، إيمان خفاجي، كلمة أكدت فيها استمرار دعم المكتبة للمواهب الفنية والمشاريع الخدمية، مُؤكدة أن هناك مشروع سيُنفّذ قريبًا يتعلق بالسيرة النبوية للأطفال برعاية مكتبة مصر العامة.
عرض فني لإبداعات الطلاب
وخلال الفعالية عُرض فيديو تسجيلي لأهم أعمال المدرسة خلال العام، بما في ذلك أعمال سبق عرضها في دار الأوبرا، واختُتم الجزء الفني من المعرض بأداء غنائي للطالبة جنى عصام من مدرسة "عزيز إبراهيم"، التي قدمت أغنية "عظيمة يا مصر" وأبهرت الحضور بصوتها.
كما استجاب نائب المحافظ لمقترح أحد الطلاب بشأن تنظيم ملتقى للخط العربي والحرف اليدوية في أسوان، على غرار الملتقيات التي تقام في القاهرة، في خطوة تهدف إلى تعزيز هذا الفن محليًا.
تكريم المبدعين والقصص الملهمة
وفي ختام المعرض كُرّم الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بمدرسة خضير البورسعيدي، من بينهم أسماء خالد، التي قالت لـ"عين الأسواني": "لم أكن أحب الخط العربي في البداية، لكن خالي كان مشجعًا لي لأن صديقه خطاط، وأراد أن أتعلمه لما رأى فيه من رِفعة لشأن صاحبه، لذلك التحقت بمدرسة الخط العربي لمدة أربع سنوات، ثم حصلت على دبلوم الخط العربي وكنت الأولى في دفعتي".
أوضحت أسماء أن انضمامها إلى مدرسة خضير البورسعيدي في أسوان مكّنها من تطبيق دراستها عمليًا والمشاركة في معارض فنية، مُضيفة: "مدة الدراسة في المدرسة عامين ندرس فيهم 6 خطوات مختلفة هم الديواني والكوفي والثلث والفارسي والنسخ والرقعة، بالاضافة إلى الزخرفة".
تطمح أسماء في الوصول إلى مستوى محترف بكتابة الخط العربي، وتتمنى أن ترى لوحاتها تُعرض بجانب رواد الخط العربي مثل خضير البورسعيدي وعباس البغدادي وزكي الهاشمي.
وتضم مدرسة الخط العربي كبار السن أيضًا، منهم سيد الدرديري، 61 عامًا، طالب بالمدرسة، قال: "أحب الخط العربي منذ صغري، وكنت أتمنى الالتحاق بمدرسة السعيدية بمصر للدراسة تحت إشراف الأستاذ خضير البورسعيدي، لكن الظروف لم تسمح، واليوم تحقق حلمي بدراسة الخط العربي عبر هذه المدرسة في أسوان".
أبدع الدرديري في لوحة تخرجه في العام الأول بالمدرسة باستخدام ستة خطوط مختلفة، بدأ بالثلث واختتم بالكوفي الفاطمي، إذ تضمنت اللوحة أول خمس آيات من سورة "الواقعة".
إعجاب واسع وإقبال جماهيري كبير
ولاقت لوحات الطلاب إعجابًا شديدًا من الحضور، إذ عبّرت إسراء عاطف، 16 عامًا، عن إعجابها بالأعمال الفنية المعروضة قائلة: "أحب الخط العربي وجئت إلى المعرض لرؤية الإبداع، ولم أصدق أن هذه الأعمال هي نتاج دراسة لمدة خمسة أشهر فقط، ولديّ شغف كبير لتعلم هذا الفن".
أما أميرة عبدالعظيم، 30 عامًا، أثْنت على التنظيم ومستوى الأعمال، قائلة: "أعشق فن الخط العربي، وما رأيته اليوم من أعمال الطلاب مذهل، كما أن التنظيم رائع، لا سيما معرض اللوحات في المدخل، وأتمنى أن ينتشر هذا الفن أكثر في أسوان لأنه غير معروف بالشكل الكافي".
واختُتم المعرض بتكريم المشاركين والإشادة بجهودهم في إحياء فن الخط العربي وتعزيزه كجزء من الهوية الثقافية المصرية، وحمل الحدث رسالة واضحة عن أهمية الحفاظ على التراث الفني ونقله إلى الأجيال القادمة، ليبقى الخط العربي رمزًا للهوية والجمال.