لممارسة الحياة الطبيعية.. أهالي أسوان يطالبون باستمرار قرار وقف "تخفيف الأحمال"

تصوير: أمنية حسن - انقطاع الكهرباء في أسوان

كتب/ت أمنية حسن
2024-07-23 15:19:23

 

طُبّق قرار وقف تخفيف الأحمال على مستوى الجمهورية، أول أمس الأحد، الذي أعلن فيه دكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، وقف انقطاع الكهرباء خلال فترة الصيف بداية من 21 يوليو، حتى انتهاء موسم الصيف في شهر سبتمبر المقبل.

واستقبل أهالي مدينة أسوان القرار بين شعورين مُتناقضين؛ الأول فرحة توقف خطة تخفيف الأحمال، والثاني قلق من عدم تطبيق القرار، بعدما تداول كثيرون انقطاع الكهرباء في عدة مناطق مُتفرقة على مستوى الجمهورية.

وكان قد أوضح أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء عبر مداخلة تلفزيونية، في أول يوم لتنفيذ القرار، أن انقطاع الكهرباء نتيجة أعطال طارئة وليس تخفيف أحمال، إلا أن بعض المواطنين كانوا أكثر حظًا باستمرار تشغيل التيار الكهربائي دون انقطاع، وتحدث "عين الأسواني" مع ثلاثة منهم.
"وقف للمعاناة مؤقت"

بسمة حسن، طالبة ينتظرها ثلاثة أشهر لتبدأ المرحلة الأخيرة في المرحلة الثانوية، تروي لعين الأسواني أن القرار جاء مخيبًا للآمال، خاصة أن تخفيف الأحمال سيتوقف حتى شهر سبتمبر فقط، في نفس المدة التي ستبدأ فيها الدروس الخصوصية. مُوضحة :"مررتُ بعام دراسي صعب، السنة الماضية انقطع التيار الكهربائي خلال ساعات الدرس، وعانيت من أوقات بدون إضاءة أو نسمة هواء، خاصة أن مدينة أسوان ترتفع بها درجات الحرارة أكثر من غيرها من المدن، حتى وإن فكرت في تغير موعد الدرس، فالتيار الكهربائي ينقطع في أوقات غير ثابتة، وعانيتُ منها مرارًا".

ففي البداية انقطعت الكهرباء لدى بسمة من الثانية عشرة صباحًا وحتى الثانية صباحًا، ولم يمرّ شهرين حتى تغير الموعد من الخامسة حتى السابعة مساءً، وبعض الأحيان انقطع في أوقات مختلفة من اليوم لأقل من ساعة.

وتمتد مشكلة الدراسة إلى البيت، حيث تتلقى بسمة نظام الدراسة بواسطة التابلت، الذي تعتمد عليه في المذاكرة وتلقى الدروس الخصوصية الـ"أون لاين"، لكن انقطاع التيار يُعيق ذلك، ورغم انتهاء العام الدراسي بسلام، إلا أنها لا تعرف كيف ستقضي السنة الأخيرة في الثانوية العامة في حال تعرضها لنفس المشكلة ومشاعر التوتر التي ستزيد عليها خلال العام مع ضغوط الدراسة، مثل التي تعرّض لها زملائها هذا العام في الثانوية العامة، الذين أطلقوا على أنفسهم "دفعة تخفيف الأحمال"،سُخرية من الوضع الصعب الذي عانوا منهم.

وأعربت فوزية سيد، ربة منزل، عن سعادتها بالقرار الذي سُينهي معاناتها اليومية المُستمرة لعدة أشهر داخل وخارج المنزل في أوقات غير ثابتة، فعلى الرغم من تحديد موعد انقطاع التيار في منطقتها بين الواحدة والثالثة ظهرًا وفقًا لجدول تخفيف الأحمال الذي أصدرته وزارة الكهرباء، إلا أن الموعد الثابت لم يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، بعدها انقطع في أوقات مختلفة من اليوم، ولا تنْس من بين تلك الأيام، نهاية إحدى الأيام الذي الذي صادف حضورها لحفلات زفاف خيّبت آمال الحاضرين.

معاناة أصحاب الأمراض المزمنة والأطفال الخُدّج

بالإضافة لدرجات الحرارة المرتفعة بشكل غير مسبوق، وحمدت فوزية الله لأن أسرتها لا يعانون من أمراض مزمنة، وليس من بينها أطفال حديثو الولادة، إذ إنها رأت بنفسها كيف عانى بعض جيرانها ممن لديهم أطفال خُدّج، وآخرين مصابين بانخفاض ضغط الدم.

لكن وقف التيار الكهربائي أثر أيضًا على أدائها الأعمال المنزلية، بالإضافة إلى خوفها من تلف الأجهزة الكهربائية "لأن الكهرباء كانت بتقطع ساعات خمس مرات في الدقيقة الواحدة"، مما يضطرها لفصل الاجهزة لفترة طويلة، حتى تتأكد من عودة التيار. 

أما رحلة السوق فلا تخلو من إحباطات، وأوضحت قائلة إنه في ظل انقطاع التيار وجدت بعض المحلات خارج الخدمة، خاصة محلات الجزارة لشراء اللحوم المفرومة، مما اضطرهالتغيير الوجبة التي كان من المقرر طهوها، إلى جانب السلع المُعلّبة التي بدأت في ملاحظة تغيّر طعمها وجودتها عند محلات البقالة نتيجة الانقطاع المتكرر للكهرباء، وتتمنى فوزية استمرار القرار حتى تتمكّن من عودة حياتها الروتينية، دون اضطرارها لحمل مشاعر سلبية خلال مشوارها اليومي للسوق.

ويوضح خالد محمد الذي يعمل بمحل جزارة في منطقة السيل لـ"عين الأسواني"، أن انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر وغير ثابت هّدد عمله طيلة الأشهر الماضية، لخوفه الدائم على اللحوم التي يبيعها من التلف، خاصة مع ارتفاع أسعار الماشية، ويُفسّر قلقه بقوله إن العمل في تلك المهنة يعتمد على السمعة، وأنه بحاجة لحفاظه على زبائنه. ويتمنى خالد استمرار تطبيق القرار لمواصلة العمل دون خوف.

يُذكر أن قرار تخفيف الأحمال مرّ بعدة وعود من الحكومة، إذ بدأ في يوليو 2023، حين أعلن دكتور مصطفى مدبولي استمرار تخفيف الأحمال حتى 24 يوليو 2023 بعد استعادة الشبكات ضغوطها من الغاز نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن القرار استمر وزادت المدة المقررة عن ساعة، ونشر مجلس الوزراء في 29 أكتوبر 2023، بيانًا أعلن فيه تمديد خطة تخفيف الأحمال، وأوضح البيان أن تمديد الخطة نتيجة إلى ارتفاع درجات الحرارة، مُوضحًا أن القرار مستمر لحين عودة الحرارة إلى معدلاتها الطبيعية، رغم أن درجات الحرارة في ذلك الوقت لم تزد عن 31 درجة مئوية، باستثناء محافظات جنوب الصعيد.

واستمرت الأزمة وطالت مدة انقطاع الكهرباء إلى ثلاث ساعات حتى يونيو 2024، فيما اشتكى البعض من مناطق متفرقة بأنحاء الجمهورية أنها تزيد عن ثلاث ساعات، إلى أن أعلنت رئاسة الوزارة وقف تطبيق خطة تخفيف الأحمال حتى شهر سبتمبر المقبل، بعدما تعاقدت الحكومة على شحنات غاز كافية لتشغيل محطات الكهرباء خلال تلك الفترة المؤقتة.

تصوير: أمنية حسن - انقطاع الكهرباء في أسوان