تتعرض محافظة أسوان اليوم لموجة حارة جديدة، بدرجة حرارة 47، وتصل ذروة الموجة يوم الاثنين القادم، إذ أنها ستصل إلى 49 درجة مئوية.
تلك الموجة ليس الأولى، فقد سجلت أسوان الجمعة الماضية، أعلى درجة حرارة في العالم وهي 49.6 درجة مئوية في الظل، مما أدى لنشوب بعض الحرائق وسبب أضرارًا مادية، وسقوط ضحايا بسبب ضربة الشمس، ونتيجة لذلك طالب العديد من المواطنين عدم قطع الكهرباء بمحافظة أسوان، مثل مثيلاتها من محافظات الحدودية مثل شمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر ومرسي مطروح.
ومن الحرائق التي نشبت إثر ارتفاع درجات الحرارة؛ حريق داخل مقهى بالقرب من محل النساجون الشرقيون، ويقول مصطى أمين، شاهد عيان إن الحريق اندلع بسبب ارتفاع الحرارة لأنه لم يبدأ من داخل المقهى، وكان الحريق بالباب الخارجي للمقهى الزجاجي وبجانبه خشب، لكن أصحاب المحلات استطاعوا احتواء الموقف، إذ أنهم اتصلوا بالمطافي التي سيطرت على الحريق في خلال ساعتين تقريبًا، أما بالنسبة للخسائر فكانت متوسطة بالنسبة لحجم الحريق، ولم يكن هناك خسائر بشرية أو مصابين،وأثر الحريق على مجموعة من الكراسي والمناضد الخاصة بالمقهى، وطالب أمين بعدم تطبيق تخفيف الأحمال في المحافظة.
وبسبب ارتفاع درجة الحرارة وانقطاع الكهرباء نتج تلف بالأجهزة الكهربائية والمنزلية داخل منزل هيام محمد، التي تقول "نظرًا لمساحة شقتي الصغيرة أضطر لوضع الثلاجة في البلكونة، وبسبب ارتفاع درجة الحرارة تعرضت الثلاجة لأشعة الشمس طول اليوم، فوجئت بذوبان الجزء المواجه للشمس وتلف المحرك، وعندما أحضرت الكهربائي أوضح لي أنها تحتاج إلي محرك جديد والهيكل الخارجي لا يستطيع إصلاحه"، مُضيفة أنه لا يوجد حل سوى شراء ثلاجة جديدة، "وفي ظل هذه الظروف من ارتفاع الأسعار لن أستطيع شرائها في الوقت الراهن"، كما تقول.
انقطاع الكهرباء وارتفاع درجة الحرارة لم يؤد فقط إلى حرائق أو تلف بالأجهزة، لكنه أدى أيضًا إلى هبوط مفاجئ في مستوى الضغط لدى محمد رجب البالغ من العمر 60 عامًا، ويقول "كنت في المنزل في حالتي الطبيعية أمام التكييف، لكن بعد فترة من انقطاع الكهرباء بدأت أتصبب عرقًا، وعندما حاولت الوقوف لإحضار بعض المناديل من على الطاولة وقعت، ولم أستيقظ إلا في المستشفى، ووجدت أن العرق الكثير الذي أنزلته أدى إلى انخفاض حاد في درجة الحرارة".
وافقت إحدي طالبات بالثانوية العامة، مها جمال، على تأثير درجة الحرارة على صحتها مع ما أدلاه محمد، إذ أنها كانت في طريقها إلى إحدى الدروس الخصوصية بصحبة صديقتها، وبعد انتهاء الدرس قررت السير إلى موقف صحاري الذي يبعد ربع ساعة عن مكان الدرس، وأضافت قائلة "لكن عندما اقتربنا من الموقف شعرت بدوار شديد، ووقعت مغشيًا عليّ، واصطحبتني صديقتي إلى أقرب عيادة لإسعافي".
حريق آخر شبّ في منزل إبراهيم محمد بمنطقة السد العالي، ويروي الحادث "كنا متواجدين في الصالة والتكييف شغال، فجأة سمعنا صوت فرقعة في لوحة الكهرباء الموزعة للمنزل، بالإضافة إلى ريحة شياط"، فاتصل محمد بعامل صيانة الكهرباء الذي أوضح للأسرة أن ارتفاع الحرارة أثر على ضغط الكهرباء مما أدى إلى عمل "قفلة" بكهرباء البيت، وحمد محمد الله بأن الحادث كان بسيطًا، ولم يتطور إلى أكثر من ذلك "لأن لو مفتاح الكهرباء منزلش، كان ممكن يحدث ماس كهربي والمنزل يحترق، ووصانا الكهربائي بشراء نوع سلك معين ليتحمل الحرارة نسبيًا، ويكون آمن حتى تمر موجة الحر".
وعبر موقع "الفيسبوك" ناشد المواطنون عدم قطع الكهرباء، على صفحات مثل صفحة أبو الريش بحري وقبلي والأعقاب وبهريف، كذلك مجموعة سكان المحمودية بأسوان، وصفحة معًا من أجل أسوان، بالإضافة إلى صفحاتهم الشخصية، حيث رصدت "عين الأسواني " بعض هذه المناشدات عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
وذكرت إحدى رواد موقع الفيسبوك أن كتابة منشورات ليست الحل، بل الحل تقديم شكاوى جماعية إلى وزارة الكهرباء بعدم انقطاع الكهرباء بمحافظة أسوان، أو تقليل مدة الانقطاع إلى ساعة.
المطالبات لم تأتْ فقط من المواطنين، بل إن النائبة ريهام عبد النبي، عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بمحافظة أسوان، تقدمت ببيان عاجل إلى مجلس الوزراء بسبب سقوط ضحايا نتيجة ارتفاع درجة الحرارة.
كما تقدّم أعضاء في مجلس النواب المصري بطلبات إلى الحكومة لاستثناء محافظات الصعيد من خطة قطع الكهرباء.
وكشف مصدر مسؤول بشركة مصر العليا لتوزيع الكهرباء، لإحدى المواقع الصحفية، أن استثناء أي مكان من خطة تخفيف الأحمال من سلطة مجلس الوزراء، مُشيرًا إلى أنه حتى اللحظة لم ترد أي تعليمات بوقف تخفيف الأحمال عن محافظة أسوان.
ولفت النظر إلى أن ما يتم استثناؤه في محافظة أسوان هو المناطق الاستراتيجية من مستشفيات وأقسام ومراكز شرطة ومعابد أثرية ومتاحف.