يوم الإثنين الماضي بدأ تطبيق قرار الحكومة الخاص بقرار غلق المحال التجارية في العاشرة مساء، لترشيد استهلاك الكهرباء، وتُعدّ محافظة أسوان ذات خصوصية في هذا الشأن بسبب ارتفاع درجات الحرارة بها، مما يدفع بعض أصحاب المحال التجارية إلى فتح محلاتهم في مواعيد مُتأخرة نسبيًا.
يُذكر أن القرار مُستثنى منه الصيدليات ومحلات البقالة والمطاعم، وينتهي تنفيذه في 26 سبتمبر المُقبل.
اعترض محمد خيري، صاحب محل للملابس النسائية، قائًلا لـ"عين الأسواني": "الناس في أسوان، يخرجون للتسوق في فترة ما بعد العصر نظرًا لحالة الطقس وارتفاع درجة الحرارة، والأغلبية يخرجون بالليل، وقرار الغلق سيُقيد أكثر حالتنا المادية، نظرًا لزيادة الأسعار وتضخم السوق الاقتصادي".
الأمر ذاته يعيق خيري مصطفى عن عمله كصاحب بازار سياحي، فالأفواج السياحية تأتي إليه في الثامنة مساء، أي أن ضغط عمله يُصبح أكثر في الفترة المسائية، مُضيفًا "مفيش ناس بتيجي الصبح، وفي الحالة دي أنا والعمال معايا هنشتغل في حدود ساعتين فقط"، ويتعجّب مصطفى من القرار لأنه يأتي مصاحبًا مع انقطاع التيار الكهربائي عن منطقته لمدة تصل إلى ساعتين "وبالتالي أنا مش بشتغل كتير أصلًا".
يتفق معه عمار خالد، صحاب محل عطارة، فالزبائن لا تأتي إليه سوى في الفترة المسائية، نظرًا لارتفاع درجات الحرارة التي تصل في محافظة أسوان إلى 45 درجة مئوية "المواطنون غير قادرين على التسوق في النهار، مما يؤثر على الأرباح التي أحصل عليها من المحل"، وأكد على ذلك الحديث، حسن مبارك، صاحب محل للأواني الفخارية، لأن كثافة حركة البيع والشراء مساءً.
وتساءل حسن عن سبب استثناء المقاهي والمولات التجارية من القرار، ففي رأيه أنها الأكثر استهلاكًا للكهرباء "ده بالإضافة إن لانقطاع الكهرباء لساعتين يوميًا، وأحيانًا تلات ساعات، وبسببها بيحصل تلف في الأجهزة زي التكييف أو المروحة، وفي النهاية أضطر إني أقفل بدري"، وتابع بقوله "طب ازاي أقدر أصرف علي بيتي وطلبات ولادي والأجهزة اللي تلفت؟ وأنا أصلا المحل بتاعي مبيجيش دخل كفاية!".
لا يتفق أيضًا محمد جلال، صاحب مغسلة، مع قرار غلق المحال التجارية، فعمله لا يتضرر فقط بالغلق المبكر، لكن أيضًا يتضرر بسبب انقطاع الكهرباء، مما يؤدي إلى تقليل عدد ساعات عمله، واضطر جلال هذا الأسبوع للانصياع للقرار الحكومي "وإذا تأخر الزبون عن استلام ملابسه، بضطر أقفل وأنتظره أمام المحل".
على الجانب الآخر يوجد بعض أصحاب المحال التجارية الموافقين على القرار، فيقول معاذ خالد، صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة، "زبائني يأتون بعد العصر بساعة تقريبًا، أي في الخامسة، أقدر أبيع لهم في خمس ساعات، وده وقت كافي بالنسبة لي، وأكيد مع الوقت المواطنين كمان هيبقوا عارفين بالقرار وهييجوا بدري شوية".