«ما يحدث استغلال وليس رفع للأسعار»، يقولها حمادة السيد، أحد أهالي مدينة أسوان الجديدة، واصفًا بها ما يحدث معهم منذ القرار الحكومي برفع سعر البنزين والسولار، من قبل السائقين والذين لم يلتزموا بالتسعيرة الرسمية المقررة وفقًا له، بينما يقف على الناحية الأخرى أحد السائقين الذي يرفض ذلك محتجًا أن الزيادة التي قررتها محافظة أسوان لم تراع الارتفاع الذي يواجهه السائقين في باقي مكونات السيارة، مما يزيد من كلفة الرحلة، مشيرًا إلى أن الزيادة غير عادلة ولماذا عليه هو أن يتحمل ارتفاع باقي التكاليف؟.
أزمة يومية تنشب بين الركاب والسائقين حول أجرة المواصلات العامة في أسوان، وما بين وجهتي النظر، قامت المحافظة بإعلان التسعيرة واكتفت بذلك، دون آليات لتطبيقها أو قنوات للنقاش مع السائقين المعترضين.
من وجهة نظر الراكب يعترض حمادة على تسعيرة الأجرة التي يحصل عليها السائق أكثر من التسعيرة الرسمية ويعتبر أنها "استغلال"، ويضيف: «السائقون يستغلون حاجتنا في التنقل، فبعد رفع السولار من المفترض أن تزيد أجرة خط السيل فقط والخطوط الأخرى تخضع إلى تسعيرة المحافظة، لكن السائقين استغلوا خط أسوان الجديدة ورفع أجرتها من 5 إلى 6 جنيهات، وخط السد العالي من 4 إلى 5 جنيهات، رغم بيان المحافظة أن الأجرة داخل المحافظة وخارجها 3 جنيهات ونصف فقط للخطين».
التسعيرة على الورق
في 21 مارس الماضي، قررت لجنة تسعير المواد البترولية في مصر رفع سعر البنزين والسولار، مبررة ذلك بأنه تماشيًا مع الأسعار العالمية.
وجاءت الزيادة بمقدار جنيهًا واحدًا للتر بنزين 80 ليصل إلى 11 جنيه، وبنزين 92 ليكون 12.5 وبنزين 95 ليكون 13.5 للتر الواحد، ورفع السولار جنيهًا و75 قرشًا للتر الواحد،
وانعكست الزيادة مباشرة على رفع سعر أجرة المواصلات العامة، التي جاءت أكثر من نسبة الزيادة المقررة، فضلًا عن التسعيرة التتي اعتمدتها محافظة أسوان لكل خطوط النقل بها.
ويشرح حمادة نسبة الزيادة التي يواجهها هو وباقي الركاب في رحلته اليومية إلى عمله، ويقول: «لكي أذهب إلى عملي في منطقة السد العالي أدفع 28 جنيهًا يوميًا، وأركب ثلاث مواصلات فأصبحت أدفع أكثر ويضيع وقت أطول، فلا توجد سيارات في موقف الأقاليم وأنتظر بالساعة، لأن السائقين يذهبون إلى أحياء بعينها دون الأخرى لتوفير البنزين».
يوضح أن الوضع أصبح فوضوي لا سيما بعد غياب ضابط المرور عن مكان تجمع سيارات أسوان الجديدة في الموقف، مبينًا أن المشادات الكلامية بين السائقين والركاب لا تتوقف: «حين أذهب إلى كوم أمبو أدفع 15 جنيهًا ارتفاعًا من 11 جنيهًا، كما أن أتوبيسات النقل العام سعتها قليلة ومزدحمة لذلك أفكر في الإبلاغ عن هؤلاء السائقين».
حال حمادة، يحدث لكل أهالي المحافظة، الذين يشعروا بالغضب وأنهم يواجهون ارتفاع أسعار يصفونه "استغلال" من السائقين، منذ زيادة أسعار السولار والبنزين، بسبب عدم التزام اصحاب السيارات بالسعر الموحد الذي أقرته المحافظة في بيان رسمي لها، حددت فيه سعر كل خط داخل المحافظة، إلا أنهم يزيدونه إلى قرابة الضعف بحسب حديث لـ«عين الأسواني» مع الأهالي.
نفس المعاناة تعيشها، دنيا صلاح، من أهالي منطقة السد العالي، وتقول: «قبل الزيادة كانت الأجرة المقررة من المحافظة 3 جنيهات ثم ارتفعت إلى 4 جنيهات، لكن السائقين لا يلتزموا بها، فأصبح هناك تسعيرة للأجرة بأوقات النهار وهي 4 جنيهات، وأخرى بالليل بعد الثامنة مساءً 5 جنيهات، وتكون من 7 – 10 جنيهات بعد الساعة العاشرة».
وتوضح دنيا أن الركاب حينما يتحدثون مع السائقين عن عدم الالتزام بالتسعيرة يخبرونهم إن ساعات الليل لا يوجد بها أحد وسيعود بمفرده دون زبائن وأن ذلك خسارة له، مضيفة: «تزداد رغبة الأهالي في التنقل بعد الإفطار وفي أوقات الصلاة، ولا نعمل ماذا سيحدث للأجرة بعد رمضان».
بينما ترى إسراء إسماعيل، إحدى قاطنات منطقة السد العالي، أن اختلاف الأجرة بين الليل والنهار يعود إلى ضعف الرقابة من المحافظة على تطبيق التسعيرة الموحدة التي أقرتها، تقول: «الوضع سيزداد سوءً إن لم تكن هناك رقابة من إدارة المرور بالمحافظة على التزام السائقين بالتسعيرة».
زيادة لا تراعي السائقين
على الجانب الآخر، يرى إسماعيل يوسف، أحد سائقي خط السد العالي، أن التسعيرة التي وضعتها المحافظة لا تتناسب مع المسافة المقطوعة وسعر البنزين حاليًا، مؤكدًا أنه لا يزيد في سعر الأجرة فهي 5 جنيهات سواء بالليل أو بالنهار.
وأتفق معه أحمد رجب، سائق آخر في خط السد العالي، الذي يرى أيضًا أن تسعيرة المحافظة لا تتناسب مع القرار الحكومي برفع سعر البنزين والسولار: «الراكب يأخذ المسافة من موقف السد الموجود بمنطقة السيل ولا ينزل سوى آخر الخط عند السد العالي أي لا يصعد مكانه آخر بأجرة أخرى».
يضيف: «يختلف الأمر عند خط السيل أسوان وخط التأمين وسعرهما 3 جنيهات ونصف، ولكن في مسار الخط ينزل راكب ويصعد أخر لمرتين أو ثلاثة خلال رحلة الخط، مما يعني أجرة أخرى للراكب؛ لذلك سعر أجرة ذلك الخط منخفضة».