مارس قدماء المصريين عديدًا من الألعاب والرياضات المختلفة، ونسبها إليهم التاريخ؛ ومن أهمها رياضة التجديف إذ يمكن توثيق ذلك بالنقوش التي تزين جدران المعابد في وجه قبلي، وبالمراكب الشمسية المتواجدة في المتاحف، والتي تشبه مراكب التجديف الحالية.
ولعل من الصدف الجيدة أن الرياضة التي مارسها الأجداد منذ آلاف السنين في منطقة النوبة تعود من جديد لأسوان؛ فقد انتشرت مؤخرًا في أسوان رياضة التجديف، ونالت استحسان الجمهور، وانضم إليها كثير من اللاعبين في سنتين فقط، وحققوا مراكز وميداليات من خلال نادي التجديف والرياضات المائية بأسوان.
وعن سبب حب لاعبات التجديف لتلك الرياضة غير المألوفة، أجابت آلاء عماد هاشم -15سنة -: "بدأت منذ أربع سنوات، و قد أصبح التجديف جزءًا لا يتجزأ من حياتي، تعرفت على أصدقاء كثيرة وكنا يدًا واحدة مع بعضنا البعض، لم نعترف بالأفعال الفردية كـ"فزت او خسرت" و كنا إما نفوز جميعًا أو نخسر جميعًا".
وأكملت:"لم تؤثر حالة الجو أو الوقت على أدائنا، طالما وضعنا هدفًا ونريد الوصول إليه، فمثلًا بعد التدريبات والاستعدادات لبطولة العلمين الجديدة، حققنا ميدالية برونزية، خصوصًا و أننا نطمع في أن نكون في الأولمبياد أيضًا و نحقق أهدافًا أكبر".
و قال محمد حاتم -16 سنة -:"بدأت في التجديف منذ أربع سنوات، رشحها لي أحد أصدقائي لأجربها، كانت في البداية رياضة صعبة بالنسبة لي، سواء بسبب الجهد الكبير الذي نبذله فيها، و لكنني شعرت بمتعة في تلك الرياضة و أنني و اللاعبين أصبحنا شلة واحدة مع بعضنا البعض، وأحببت التجديف أكثر بسبب تشجيع مدربي -محمد يسري- على ممارستها وحبها".
وأكمل حديثه قائلًا: "حصدنا في سباق الأرجوميتر المركز الثالث، وآخر بطولة في أبريل الماضي، حصدنا بها المركز الرابع من أصل 11 مركب مشارك، و حقًا أرشح تلك الرياضة لأصدقائي، خصوصًا وأنها تُعلم الالتزام و تساعد على الاسترخاء".
أما ريماس -13 سنة - فقالت:"بدأت مؤخراً، ولكنني أحببت التجديف بسبب تشجيع المدرب وتحفيزه لنا".
وذكرت آلاء تامر-16 سنة - أنها كانت تمارس رياضة السباحة قبل أن تأتي للتجديف و تقرر ممارسته هي و أخواتها الأربعة.
و بالنسبة لمحمود عادل - 17 سنة - فقد بدأ بممارسة التجديف منذ 4 سنوات، ولا يمارس رياضات أخرى إلى جانبه ، شجعه والده على ممارستها، ومن بعدها تعلق بها و أراد ممارستها بشغف وأحب أيضًا تشجيع المدرب له و لزملائه في الفريق.
وقال:" في بادئ الامر كانت صعبة لأني بدأت في سن صغير، و من بعدها اعتدت واعتاد جسدي على بذل المجهود بشكل أفضل، وقد حصدت المركز الثالث العام الماضي على مستوى الجمهورية وعدة مراكز أخرى على مدار السنوات التي لعبت بها."
وأوضح محمد يسري- مدرب تجديف - :" لدى كل رياضة من الرياضات طابع مختلف يميزها عن أقرانها، ففي التجديف يتعامل اللاعب مع الطبيعة بشكل مباشر في المياه، وسط الخضرة من حوله، و ليس في ملعب مغلق أو صالة محددة الأبعاد، و كسائر كل الالعاب إن لم يشجع المدرب اللاعبين، و يحتويهم سيتعامل اللاعبون مع الرياضة على أنها مادة دراسية ويكرهونها، لذا كنت أشجعهم أكثر عن طريق ذهابنا إلى غرب سهيل، والبيوت النوبية؛ وإن كنا في مدينة أخرى فيجب أن أحرص على استمتاع اللاعبين بتلك المدينة ومعالمها لأضمن تأديتهم في السباق بشغف و ليس كواجب".
وأكمل :"قبل أن يوزع اللاعبون على مراكبهم أقوم بدراسة شخصية كل لاعب لأستطيع توقع رد فعله على سطح الماء، وقبل أن نكون أنا واللاعبين موجودين فقط تلك الرياضة فنحن اصدقاء، لايحقق اللاعب تلك الميدالية أو المركز للنادي المشترك به أو مدربه، بل يحققها لنفسه، ومستقبله ويفخر بها في حياته".
وتابع:"حتى وإن كنا أنا و اللاعبين أصدقاءً فهذا لا يمنع أن أكون حازمًا في التدريبات معهم ليبذلوا أقصى ما عندهم".
و قال ايضًا:"أسست الفريق وكان رصيد النادي صفرًا، لذا كنت أعلم اللاعب عن رياضة التجديف ، والحمدلله كان الفريق في البداية 30 لاعب و الان لدي 125 لاعب منهم 90 لاعبًا مسجلين في الاتحاد، و كلما زادت شهرة التجديف زاد لاعبوه، و زادت أعداد المراكب".
وبين أن من الشروط الأساسية لقبول اللاعب طوله، وقدرته على السباحة، واستعداده لبذل أقصى جهده.