شارك 17 مزارعًا وعارضًا في فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان المانجو بأسوان بحديقة الشيراتون بكورنيش النيل، والذي تخلله تنظيم عروض فنية من قصور الثقافة في أسوان، بحضور اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان.
وقال، أحمد سعيد، مسئول المعارض بالمحافظة، لـ"عين الأسواني"، إن المهرجان لا يقتصر على عرض وبيع منتجات المانجو، إذ يُعرض أيضًا محصول البرتقال والبطاطس بأسعار مخفضة، موضحًا أن المهرجان مساحة لتسويق منتجات المزارعين في أسوان وبيع المحصول بدلًا من السفر إلى القاهرة.
"عين الأسواني" رصدت أجواء المهرجان هذا العام، وتحدثت إلى عدد من العارضين والجمهور.
محمود سعيد، مزارع من مركز إدفو، يشارك في المهرجان للمرة الثانية، ويعرض أنواع مختلفة من المانجو مثل: “العويسي، الجولك، الزبدة"، وعلى الرغم من تنوع المحصول؛ فإن سعيد قال إن الموسم هذا العام أضعف نتيجة للتقلبات الجوية مما خفض ناتج المحصول.
وحافظ سعيد على الأسعار - رغم ضعف الموسم – ليضمن الإقبال، فسعر المانجو يتراوح بين 20 إلى 30 جنيه للكيلو الواحد، والأعلى هي المانجو العويسي.
وأشار سعيد إلى أنه كان يفضل نظام العرض في العام الماضي، فالمهرجان مغطى بالكامل وبداخله المزارعين، بخلاف هذا العام كل مزارع في منصة بمفرده مما يُضيق الرؤية ويجعل العرض في اتجاه الشمس التي تتعرض لها المانجو طوال اليوم.
فؤاد حسين، مزارع من مركز إدفو، يشارك هذا العام بثمانية أنواع منها: "الجولك، الصديقة، سكري"، وتتراوح الأسعار بين 17 إلى 20 جنيه للكيلو الواحد هذا العام، وأكثر الأنواع إقبالًا هي "العويسي، الجولك"، والأنواع الأجنبية كـ"الياسمينا، وهايدي"، ومحصولها قليل الإنتاج، "لكن بصفة عامة أسعار الأجنبية أعلى قليلًا عن 20 جنيه"، يقول فؤاد.
وأكد حسين، أن سعر المانجو في السوق عامة هذا الموسم لم يرتفع بدرجة كبيرة؛ نظرًا للإقبال الضعيف على المنتج فالمشتري الذي اعتاد على شراء 10 كيلو أصبح يشتري 5 فقط.
وأوضح حسين أن ارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة رفع الأسعار، فنقل المحصول بالسيارة ارتفع من 500 إلى 1000 جنيه، بجانب أزمة العملة الصعبة التي أثرت على الأسعار.
وعن مميزات محصول المانجو في أسوان، قال حسين: “هو من أفضل الأنواع لزراعته في أرض خصبة على النيل، على عكس التربة الرملية في المناطق الأخرى، بجانب أسبقية الحصاد".
وهذه الأسبقية، لم تمنع حدوث مشكلات في موسم الزراعة هذا العام، يوضح حسين: “عانينا من حشرات الفاكهة التي تأكل المحصول، لكن استطعت الحفاظ على محصولي مع الرش المستمر، وأنتجت هذا العام 100 طن من المانجو بنسبة هدر بين 5 إلى 10 طن، وأتمنى أن تساهم مديرية الزراعة في مساعدة المزارعين للنهوض بالمحصول".
ومن إدفو أيضًا، يعرض محمد هلاوي، مزارع محصول المانجو بأسعار تتراوح بين 18 إلى 20 جنيه بخلاف العام الماضي والذي تراوحت فيه الأسعار بين 15 إلى 16 جنيه، فيما يصل سعر الأنواع الأجنبية المزروعة حديثًا مثل: "هايدي، الناعومي، الكيتو الكينت، تومي"، والتي تتميز بانخفاض طولها ويتراوح سعرها بين 30 إلى 80 جنيه فأكثر وتتميز بانخفاض طولها، يقول: “كل صنف له زبونه، فالمانجو العويسي حجمها صغير وقد لا يتقبلها البعض لكن هي أفضل الأنواع، وهناك نوع آخر يسمى الكوبانية ويشهد إقبالًا لتميزه بحجمه الكبير، برغم مذاقها المر حتى بعض إضافة السكر له".
ورغم أسبقية أسوان في إنتاج المانجو "ملكة الفواكة" وتصدرها السوق لشهرين دون منافس فإن هلاوي يقول: “لا أحد يتبنانا… نحن بلا سند.. وبحاجة إلى جمعية لمزارعي المانجو لتكون حلقة وصل بيننا والمُصدرين"، مضيفًا: "هذا العام في قرية الرمادي بمركز إدفو كان العام الأول الذي يتواصل معنا فيه مُصدرين من الأردن نظرًا للمشكلات التي عانى منها محصول المانجو في الإسماعيلية، بعكس أسوان والتي نظرًا لاختلاف المناخ فالمحصول بها جيد جدًا وبدأ حصاده منذ شهر مايو".
وأشار: "وصل نسبة الهدر في محصولي إلى 25% وهي نسبة ثابتة تقريبًا كل عام والهدر يكون في وقت الحصاد، نظرًا للطرق التقليدية لجمع المحصول مثل تحريك الشجرة حتى تسقط المانجو، ورغم ارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة والتي تتطلب الإنفاق على المحصول إلا أن الإنتاج الجيد يغطي على هذا الارتفاع وكل مزارع إذا اهتم بالإنفاق على محصوله لن يتأثر بأي عوامل".
ويطالب هلاوي بتوفير محطة تفريز وتغليف وتبريد ووقف احتكار تجار سوق العبور والتي تشتري المانجو وتغلفها وتبيعها بأعلى سعر، داعيًا لضرورة توقف تجار المانجو في أسوان عن تخزين المانجو في أقفاص بالشكل التقليدي وتوفير طرق حديثة للتغليف، خاصة مع ارتفاع سعر الكرتونة.
ومن مركز إدفو، قال حمدي حسين، لـ"عين الأسواني"، إن إنتاج محصوله من المانجو هذا العام أفضل من الماضي بمقدار النصف، والشجرة الواحدة تنتج بين 50 إلى 200 كيلو.
وأضاف: "زرعت أنواع مختلفة من المانجو منها الأجنبية كالرومانسي والقشطة والكيتو والتي يتراوح سعرها من 25 إلى 60 جنيه، والأنواع البلدي التي تبدأ من 10 حتى 25 جنيه والأعلى العويسي".
وعن مقارنة الأسعار بالعام الماضي أوضح: "الأسعار هذا الموسم أقل من العام الماضي فهناك الكثير من المزارعين بدأوا في الاتجاه لزراعة المانجو"، خاصة أن المناخ لم يؤثر على المحصول كالعام الماضي للاستعانة بالرش والمواد الزراعية اللازمة لمواجهة تلك المشكلة.
من جانبه أوضح الدكتور الحسيني حمد، باحث في معهد بحوث الفاكهة الاستوائية بمديرية الزراعة بأسوان، لـ"عين الأسواني"، أن أسوان تتميز بصفة التبكير عن المدن الأخرى في حصاد محصول المانجو، وتصل الأنواع المزروعة إلى 56 نوع من بينها نماذج فردية يصل عددها للنوع الواحد بين 10 إلى 15 شجرة، مشيرًا إلى أن المانجو يحتل المركز الثاني بين الفاكهة الأكثر إنتاجًا في أسوان.
وتابع قائلًا: "إن إنتاج هذا العام من المانجو جيد وهناك بعض الأصناف لم تتأثر بالتغيرات المناخية كالصديقة والجولة والعويسي والزبدة، وإنتاج هذا العام أفضل من العام الماضي، بالاضافة للأصناف الأجنبية التي تميز إنتاجها هذا العام كالكينو والتومي، متوقعًا أن يصل الإنتاج في نهاية الموسم لأكثر من 130 ألف طن، أما بالنسبة للأسعار فارتفعت أول الموسم لاحتكار المانجو الأسواني للسوق؛ لعدم وجود منافس لنا لكن مع بداية حصاد المانجو في الوجه البحري أصبح إنتاج المانجو في السوق أكثر وبالتالي انخفض السعر".
واجتذب المهرجان عددًا من الجمهور، بينهم أمنية ياسر، التي عرفت بالمهرجان من خلال لافتة مُعلقة على كورنيش النيل، تقول: “قررت شراء المانجو العويسي والياسمينا بعد اعتيادي شراء المانجو من المحلات دون السؤال عن نوعها"، أما هناء محمد فقررت مشاهدة المنتجات والعروض الفنية والتريث في الشراء لنهاية المهرجان؛ خاصة وقد زارته في السنوات الماضية.
وذكر بيان حديث صادر عن محافظة أسوان أن الهدف من تنظيم المهرجان تعريف السوق المصري بأسبقية وتميز أسوان في إنتاج محصول المانجو على مستوى الجمهورية، إذ يوجد ما يزيد عن 100 ألف طن مانجو يتركز زراعتها بإدفو وفارس وبنبان والمنصورية وتصل قيمتها السوقية إلى نحو 2 مليار جنيه.
وبلغت المساحة المزروعة لمحصول المانجو في أسوان 30 ألف فدان بمراكز المحافظة المختلفة، حسب أرقام الدورة الماضية للمهرجان.