العنف والتمييز، والقمع الاجتماعي الذي تعيشه بعض فتيات المجتمع الجنوبى على مختلف مستوياتهن التعليمية، والثقافية، والاجتماعية، كانت مؤشرات لخروج ناشطات يحاولن مساعدة بنات جنسهن وتمكينهن في المجتمع.
محاولات عدة انتهت بخروج "جنوبية حرة" في أكتوبر 2015، مؤسسة نسوية تحاول مساعدة الفتيات، وتحلم بمجتمع جنوبى، مناهض للتمييز على أساس الجنس.
بدأت الفكرة كمبادرة تقدم التدريبات، وورش للحكي، وتنظيم حملات للسيدات في أسوان.
تشير سهام عثمان ـ ناشطة بالمؤسسة ـ إلى أنها عانت من إنكار بعض الناس لوجود عنف تتعرض له النساء بكل أشكاله، بالإضافة إلى قلب المفاهيم والمغالطات.
عانت سهام من التنمر والسخرية من عملها في المؤسسة، فتقول: "بعض الناس استهانت بكلامنا وعدم جدية الحديث الذي نقوله، وتعرضنا لهجوم من الرجال الذين اعتقدوا أن هدفنا هو معاداتهم".
تحكي سهام أحد المواقف التي تعرضت لها المؤسسة داخل العمل في المجال العام، فبعد الاتفاق على تنظيم ندوة بإحدى القرى مع نسائها،عن قضايا التمييز في الأجور والعنف، قرر الأمين العام للجمعية إلغاء الندوة، لاعتقاده أن النساء لا تتعرض لعنف أو تحرش.
أما أماني مأمون ـ محامية ومسؤولة قانونية داخل مؤسسة - جنوبية - فترى أن السنوات الأخيرة ازداد فيها الوعي بين الناس، نظرًا لزيادة الحملات المناهضة للعنف ضد المرأة.
وتتابع: "مش عيب" هو أسم حملتنا الجديدة، وهي حملة خاصة بالأمراض المنقولة جنسيا، والتوعية بضرورة التوجه لطبيب النساء، وعدم اقتصار ذلك على المتزوجات فقط، كما هو سائد".
كما توضح أن حملة (حدود بالطباشير) هي حملة أخرى، أطلقتها الجمعية للتوعية بالحدود الوهمية التي تُصنع للنساء لمنعها من تحقيق ذاتها، فالحملة نشرت شهادات لفتيات تعرضن لعنف، والتعريف بالمصطلحات التي يخلط بينها الناس مثل التحرش وهتك العرض وهو ما يفيد في قضايا للناجيات.
وتستطرد: "نسعى إلى تغيير مفاهيم الناس على قدر الإمكانيات، ونحاول العمل على عدة قضايا خاصة للفتيات الصغيرات، فالعمل على أرض الواقع يحمل صعوبة بعض الشيء لكن منصات التواصل الإجتماعي ساعدتنا في الوصول لجمهور أكبر".
وتؤكد أماني إلى أن هناك طالبات بجامعة أسوان تواصلن مع المؤسسة بعد تعرضهن للتحرش بالجامعة، لكنهم لم يملكن الأدلة الكافية، لذلك كان المكان الأمثل للشكوى هي وحدة مناهضة العنف بالجامعة، لامتلاكها الحق في حماية المبلغات والتحري في الشكاوى والتأكد منها.
وتسترسل: "طالبنا الجامعة عبر منصات التواصل الاجتماعي بسرعة التحقق من الشكاوى، وفوجئنا بطالبات تراسلنا لإخبارنا عن تعرضها لمواقف مشابهة في جامعاتهن، لذلك وجهنا بضرورة إنشاء وحدة مناهضة للعنف، في كل جامعة".
"في جامعة أسوان موجودة لكن غير مفعلة بشكل كامل والتشكيل غير مكتمل، فتتطلب وجود دكتور واحد من كلية الآداب قسم صحة نفسية، وآخر حقوق وممكن خدمة إجتماعية". تشرح لنا أماني كيف هو حال الوحدة داخل الجامعة".
وعن وقائع التحرش، تشير إلى أن الجامعة جلبت محققًا من جامعة بني سويف للتحقيق في الشكاوى، إلا ان الطالبات لم تحصلن على صور لمحاضر التحقيق، ولم يتم الإعلان عن أي نتائج للشكاوى التي بدأت في يوليو الماضي.