حين عرفت إسراء موسى، الطالبة في كلية التربية الفنية في جامعة أسوان، بأنباء تنظيم صالونًا للفن التشكيلي في أسوان، لم تتردد، وفورًا أعدّت لوحة فنية خاصة للصالون، لتنضم الآن إلى 80 فنانًا يعرضون لوحاتهم بالتزامن مع افتتاح الصالون الخميس الماضي.
بين جدران مسرح "فوزي فوزي" على كورنيش النيل في أسوان، عرضت إسراء وباقي الفنانين لوحاتهم، منذ أخبرها أساتذة كليتها بالصالون، ليصبح هو المعرض الأول الذي تعرض فيه لوحاتها خارج أسوار كليتها، وخارج قصر ثقافة أسوان.
المرأة النوبية "الكنداكة"، كان موضوع لوحة إسراء، التي صنعتها خصيصًا ضمن فن الكولاج مع الرسم والتصوير، و"الكنداكة" تعني المحاربة، وتظهر اللوحة على هيئة ورقة كوتشينة "ورقة الملكة" وهي ورقة قوية، هكذا تقول لـ"عين الأسواني".
الصالون يضم إبداع 80 فنانًا، من 12 محافظة، وهو أول صالون للفن التشكيلي للشباب، التنوع كان سمة الصالون الذي يقدم أشكال الفن المختلفة مثل: "الرسم، والتصوير الزيتي، والنحت، والخزف، والجرافيك، والتصوير الضوئي"، والذي انطلقت فعالياته 25 مايو الجاري ويستمر إلى 5 يونيو القادم، برعاية أشرف عطية، محافظ أسوان، والفنان هشام عطوة، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ونجوي أحمد، مدير عام قصور الثقافة أسوان.
"عين الأسواني" كانت هناك، وتعرفت عن قُرب على تفاصيل المعرض، حسبما يقول طارق صبحي، المسؤول عنه، موضحًا أن الصالون يُنسب اسمه إلى خنوم أحد رموز مصر القديمة، والذي له معابد هنا في أسوان قبل بناء السد العالي، ومعبد خنوم في مدينة إسنا بمحافظة الأقصر، بجانب كونه رمز من رموز أسوان.
ويقول صبحي، إن الصالون يحمل عنوان "خُلق مبدعًا"، وهو يعبر عن الفنان الذي خُلق بالفطرة، حيث يعتني بتسليط الضوء على الفنانين الشباب، بهدف الارتقاء بالذوق العام.
واستعرض صبحي، مرحلة التجهيز للصالون، إذ تقدم 180 فنانًا للمشاركة، ثم تم الاختيار من بينهم ليصلوا إلى 120 فنانًا، ثم بالنهاية أرسل 80 فنانًا لوحاتهم، واختارت لجنة التحكيم المراكز الأولى.
وعانى المشاركون في إرسال أعمالهم، واضطروا إلى الحضور شخصيًا إلى أسوان بلوحاتهم، خاصة التي تحتوي على زجاج وأعمال النحت والخزف، لأن شركات الشحن ترفض شحن هذه الأعمال، هكذا يقول صبحي، وهو ما قد يُفسر قوله بأن معظم المشاركين من محافظات أسوان والأقصر وقنا، والبعض من الوجه البحري.
وتحدثت "عين الأسواني" لعدة مشاركين، منهم نور علاء، القادمة من سوهاج، والتي تشارك للمرة الأولى في الصالون بأسوان، لكنها شاركت سابقًا في معارض بالأقصر، ومعارض في كلية الفنون الجميلة بالأقصر التي تدرس فيها، وكان مشاركة نور عن طريق صديقتها التي أخبرتها بالإعلان.
على نفقتها الخاصة سافرت نور إلى الصالون من سوهاج إلى أسوان، حاملة لوحة تتحدث فيها عن ذكريات الماضي والأشياء المتعلقة به، ويظهر باللوحة عجوز وهو منسجم.
أما محمد عبدالستار، من أسوان، فهو أحد المشاركين للمرة الأولى، عبر مجال التصوير الضوئي في أسوان، لكنه شارك سابقًا في معرض فني في القاهرة في نقابة الصحفيين، وحين عرف بصالون أسوان، قدم صورته من داخل معبد خنوم في إسنا، وحين وصل إلى التصفيات طبع الصورة.
لكن محمد غاضب، لأن صورته عُرضت بشكل رأسي، رغم تصويره لها أفقيًا، معربًا عن دهشته لعرض الفنون المختلفة بجانب بعضها، بالإضافة إلى أنه في تقييم الأعمال الفائزة لم يتم اختيار المراكز لكل فن، بل بشكل مختلف، "كيف يتم المقارنة بين الرسم الزيتي وبين الرسم بالقماش وغيرها"، هكذا يسأل.
نوفل عرفة، أحد المشاركين من الأقصر، والحاصل على المركز الأول، أوضح أنها أول مشاركة له في صالون فني خارج الأقصر، فسبق مشاركته في معارض فنية داخل كلية الفنون الجميلة بالأقصر مجال دراسته ومعرض "أون لاين".
وتجسد لوحة نوفل، تصوير زيتي لعازف ناي دائم الجلوس على كورنيش الأقصر، يقول "قررت رسمه وتجسيد الحالة الخاصة به".
وعاب نوفل، ما وصفه بعدم تنظيم الصالون بشكل منضبط، يقول: “جئت من محافظة الأقصر، وكان موعد المعرض السابعة مساء، لكن مرت ساعة ونصف دون إخباري بأي تفاصيل خاصة أن الوقت تأخر".
أما أحمد يوسف، من الأقصر، فهذه أول مشاركة له في صالون فني في الصعيد، بخلاف المعارض الفنية التي تقام داخل كليته الفنون الجميلة بالأقصر، وصالون الشباب الذي يقام في القاهرة، ولوحته تعبر عن أسطورة لوكي آلة الخداع من أساطير العصر الإسكندنافي.