انتشرت بداية سبتمبر الجاري، حالة من القلق بين مستهلكي البن، بعد تصريح حسن فوزي، رئيس شعبة البُن بالغرفة التجارية، الذي أعرب فيه عن خشيته فقدان المواطن فنجان القهوة، وأن الكمية المتوفرة تكفي لمدة تتراوح بين شهر وشهر ونصف الشهر.
رصدت "عين الأسواني" حالة نقص مخزون البن وتأثير الأزمة على أصحاب المحلات، وفي هذا السياق يقول "هيثم أحمد"، صاحب محل بن، لـ"عين الأسواني"، إن قيمة الزيادة التي اعتدت عليها تصل لـ20 جنيها على السعر الأصلي للكيلو، وكنا نبيع كيلو البن بـ 100 جنيه للسادة، و110 جنيهات للمحوج، لكن نسبة الزيادة وصلت الآن إلى 50% تقريبا، ونسبة الزيادة في السعر بدأت في فبراير الماضي، عندما كنت أشتري الكيلو بـ34 جنيها، وأشتري الآن الكيلو بـ 100 جنيه، بزيادة تصل إلى 60 جنيها، لا أستطيع أن أحمّل تلك الزيادة للزبون، فاليوم لا أسمع بأذني كلمة "كيلو"، فالزبون اليوم يقول إنه يريد شراء ثُمن كيلو، فهناك خسارة كبيرة لنا كأصحاب محلات بيع البن، فشوال البن الواحد يفقد 20% من قيمته عبارة عن زيوت ومياه.
ويضيف قائلا: كل تاجر لديه مخزون من البن يحرص عليه بجانب أزمة التغيرات المناخية التي أثرت عليه، فأزمة الاستيراد المتوقف زادت من الأزمة، وعن أنواع البن المستهلكة يقول هيثم، إن أقرب مكان لنا لاستيراد البن هو أثيوبيا، ولكن الاعتماد عليه قليل حيث تمثل حصة المستورد منها 4% من إجمالي البن المستورد، وحتى البن البرازيلي نسبة الاعتماد عليه 20%، والاعتماد الأكبر على البن الإندونيسي والهندي فهذان النوعان هما الأساسيان لدينا.
ومن جانب آخر، يقول هيثم أن هناك نوعا آخر للزبائن، وهم أصحاب المقاهي الذين يتعاملون معي لشراء كميات من البن، وهم يشترون أرخص الأنواع بغض النظر عن الجودة، لكن المشكلة لو صاحب مقهى واحد طلب مني 10 كيلو بن للمقهى الخاصة به، لا أستطيع أعطاءه حتى لو الكمية متوفرة لدي، فهي الكمية الموجودة بالمحل فإذا بعتها له لن أجد مخزونا لبيعه للزبائن، فهذا يعني أن الزبائن سوف تعتقد أنني لا أمتلك بُنّا، ولن يأتي للمحل مرة أخرى، فكيلو البن الواحد يشتريه تقريبا أربع زبائن، والكميات المتوفرة بالسوق قليلة، فالتجار عند سماعهم وجود أزمة، تبدأ في رفع سعر البن خاصة مع قلة المخزون المتوفر لديهم، ففي الماضي عندما كنت أذهب إلى مخازن التجار كانت ممتلئة بأشولة البن، الآن أجد على الأقل 40 شوالا فقط، لكن أتوقع عند بداية العام الجديد أن تنتهي الأزمة عند فتح باب الاستيراد.
وأفادت "فريدة أشرف"، تعمل بأحد محلات بيع البن، لـ"عين الأسواني"، أن الأزمة أثرت على الإقبال لشراء البن، فالزبون الذي يشتري مرتين وثلاثة في الشهر يشتري الآن مرة واحدة، خاصة أن سعر البن في زيادة سريعة ومستمرة، فنضطر إلى البيع بسعر أقل عن السوق وتحمل الخسارة حتى نستمر في جذب الزبائن، فسعر كيلو البن يتراوح بين 120 و140 جنيها.
وبالنسبة للإقبال تقول "فريدة" إن أغلب الزبائن تتجه لشراء البن السادة من النوع الحبشي والبرازيلي واليمني، وننتظر قدوم فصل الشتاء الذي يزداد فيه الإقبال على شراء البن.
وفقا لإحصائية اللجنة الدولية للشاي، أوضحت أن المصريين استهلكوا في الشهور الأولى من سنة 2021 نحو 273 مليار لتر من الشاي والقهوة، وأن مصر في المرتبة الثالثة بين الدول العربية استهلاكاً للشاي والقهوة، ويصل استهلاك الفرد إلى 0.9 كيلوغرام سنوياً.
في أغسطس الماضي قرر"وليد عابدين" أن ينشئ مشروع سيارة ثابتة لبيع المشروبات الساخنة، كمشروع بدأ الشباب في التوجه إليه لتحقيق مصدر رزق لهم، إلّا أنه خلال الشهر الأول له تفاجأ بأزمة البن والشاي، فيقول محمود لــ"عين الأسواني"، إنه خلال الشهر الأول من عمله زاد سعر كيلو البن ثلاث مرات، والزيادة مستمرة لم تتوقف، ويضيف قائلا: أبيع كوب القهوة الواحد ب7 جنيهات، ولا أستطيع أن أرفع من سعر الكوب أكثر من ذلك على الزبون، والمشكلة ليست في ارتفاع سعر البن فقط، فهناك مشكلة في توفير الكمية التي تحتاجها في عملك، فالتاجر يرفض إعطائي الكمية التي أريدها، فكنت أشتري 5 كيلو بن لكن الآن لو طلبت منه 10 كيلو يرفض إعطائي، ويقول لي إذا بعت لك تلك الكمية لن أبيع لباقي الزبائن، وهذا يعني أن التاجر أفلس محله عن بيع البن ولن تعود الزبائن إليه مرة أخرى.
تقول "آية سيد"، مواطنة، لـ"عين الأسواني"، سعر البن يزداد في كل مرة أردت شراء البن فيها، لكن ليس لدي بديل، ولا أستطيع التوقف عن شرب القهوة، لذلك أتوجه لشراء النوع الأقل سعرا وجودته جيدة في نفس الوقت، لأني لدي التزامات أخرى ولا أملك رفاهية دفع 140 و160 جنيها في كيلو البن.