في شارع السوق السياحي بأسوان، يقف البائعين أمام جوالات التمور بأنواعها المختلفة، مثل تمور الملكابي، السكوتي والبارتمودي وغيرها، وهي أشهر الأنواع التي ينتجها نخيل أسوان.
ووسط حالة إقبال يشير الباعة أنها أزيد قليلًا من الاعوام الماضية، لا تبدو الكميات المعروضة كبيرة، بينما يتردد كل حينِ وآخر تساؤلات من المشترين حول ارتفاع الأسعار هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
في أسوان؛ لا تعتبر التمور من السلع الأساسية التي تلقى إقبالًا من أهالي المحافظة إلا في رمضان تقريبًا، ولكن هذا لا يبرر إرتفاع الأسعار، الذي قارب الضعف تقريبًا من 30 إلى 35 جنيه سعر كيلو العام الماضي إلى ما يزيد عن 60 جنيهًا هذا العام، خصوصًا أن المحافظة تنتج ما يقارب ربع انتاج التمور تقريبًا في مصر التي تتصدر بالأساس الدول المالكة للنخيل على مستوى العالم.
يبرر منتجي التمور وبائعيها ارتفاع الأسعار بما لاقته الزراعة نفسها من ارتفاع التكاليف، أما تفسيرهم بخصوص انخفاض المعروض يعود إلى تفضيلهم التصدير إلى خارج المحافظة وخصوصًا القاهرة لما فيها من ثبات الطلب وزيادة الربح.
أمام محله يقف أحمد حسين أمام جوالات التمور. يقول: "نضطر إلى إرسال كميات كبيرة من التمور إلى القاهرة لأن ضمان بيعها للجمهور هناك أكثر من ضمان بيعها في أسوان، كما أن القاهرة يوجد بها سوقًا مخصصًا لبيع التمور على عكس أسوان التي يقبل فيها الزبائن على شراؤه في رمضان فقط، مع أننا كتجار نفضل بيع جميع منتجاتنا داخل المدينة توفيرًا لنفقات التنقل، ولكن في النهاية يجد زبون أسوان أمامه نسبة محدودة من تمور بلده".
وبسبب ارتفاع الأسعار على المستهلكين، يقول حسين أن بعض التجار عرضوا تمور كانت متبقية لديهم من العام الماضي بأسعار رخيصة.
ويوضح حسين أن سعر كيلو البلح بالجملة يتراوح بين 30 و35 جنيهًا، بينما يصل إلى 40 و50 جنيهًا في المحال التجارية.
فكيف يصل سعر الكيلو إلى 60 جنيهًا أو أكثر من ذلك داخل أسوان وخارجها؟
يجيب على الأمر ما يقوله سيد فتحي الذي يصف نفسه بأنه "مقاول تمور"، فبعدما يجمع انتاج نخيله ويجففه لمدة ثلاثة أشهر، يسافر لتسويقه في القاهرة كمركز بيع يصفه بأنه "مضمون".
"عملاء القاهرة ثابتين والتجار لديهم التزامات مادية، لذا أغلبنا يفضل أن يصدّر انتاجه، خصوصًا مع فارق المكسب ما بين 2 جنيه لو بعته في أسوان و10 جنيه لو بعته في القاهرة"، يعلق فتحي.
ويضيف: "ننفق على عملية تجهيز البلح وتعبئته وتخزينه تكاليف مرتفعة لمدة تستغرق ثلاثة أشهر، ولذلك لا نستطيع أن نتحمل أي خسارة مادية أخرى خلال البيع، فمقابل مكسب 2 جنيهًا على بيع الكيلو في أسوان، نكسب 10 جنيهات لبيع كيلو التمور في القاهرة وهو فارق كبير".
يشير فتحي أن البلح الذي ينتجه النخيل نوعين؛ بلح رطب وهو لا يحظى بإقبال كبير من الجمهور ولذلك يباع في أي وقت، أما النوع الثاني فهو البلح الجاف وهو الأكثر طلبًا للبيع بالجملة في القاهرة.
يتفق معه رضا جمال، بائع تمور، مشيرًا إلى أنه يبيع التمور للمشترين بالطن وليس بالكيلو، ولذلك يتنوع زبائنه بين المعارض الكبرى والأسواق السياحية، وهو يعتبر أن مكسبه الأساسي يأت من الزبائن الموجودة خارج أسوان.
يخصص جمال نسبة قليلة من تموره لبيعها في محله لأهالي أسوان، مشيرًا إلى زيادة نسبة الإقبال على شراء التمور في رمضان هذا العام عن العام الماضي، حيث يشتري الزبون جميع أنواع التمور بأسعار تتراوح بين الـ40 والـ50 جنيهًا.
يوافقه في الرأي البائع أحمد رجب، الذي أوضح أن تمور الملكابي والبارتمودي الأعلى سعرًا في سوق التمور والأكثر إقبالًا من الجمهور نظرًا لأنهما يحتويان على نسبة سكر ولحم مرتفعة، مشيرًا إلى أن سعر الكيلو الواحد يتراوح بين 50 و60 جنيهًا لكل منهما.
يقول رجب: “يوجد أنواع تمور أرخص من الملكابي والبارتمودي ولكل نوع منهم زبونه الخاص، وسبب ارتفاع الأسعار هذا العام هو زيادة تكلفة الزراعة، فالمزارع باع المحصول بسعر أغلى للتاجر وبالتالي اشترينا من التاجر التمور بسعر أغلى من العام الماضي".
تحتوي مصر على ما يقرب من 15.5 مليون نخلة تنتج 18% من الإنتاج العالمي للتمور على مساحة إجمالية تقدر بـ 135 ألف فدان وهي المساحة المزروعة بنخيل التمر في محافظات مصر، مما يجعله واحدًا من أهم المحاصيل الاستراتيجية بالدولة، وهذا وفقًا لـإنفوجراف نشره مركز المعلومات الصوتية والمرئية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، شهر سبتمبر الماضي.
فيما نشرت الصفحة الرسمية لمحافظة أسوان على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بيانًا سابق أوضح احتواء أسوان على 3.3 مليون نخلة تنتج أكثر من 120 ألف طن بلح سنويًا، مشيرًا إلى أن أسوان لديها أكثر من 20 نوعًا من أنواع البلح أشهرها الملكابي، السكوتي، البارتمودي والشامية.