الطلاب في حيرة بشأن اللغة الأجنبية الثانية.. والمدرسون: "الرزق على الله"

أرشيفية

تلقّى أحمد جمال، مدرس  اللغة الألمانية، قرار وزارة التربية والتعليم بشأن احتساب اللغة الأجنبية الثانية مادة نجاح ورسوب فقط لصفوف المرحلة الثانوية العامة بالضيق الشديد، فبعد القرار بدأ يلمس إهمال الطلاب للمادة، مما أثّر على عمله بالدروس الخصوصية، مما دفعه إلى توجيه جهده لعمل كورسات لمن يُريد تعلم اللغة، كعمل إضافي يُمكّنه من العيش.

وكانت قد أعلنت وزارة التربية والتعليم خطة إعادة هيكلة الثانوية العامة، يوم الأربعاء الموافق 14 أغسطس، يدرس فيها طلبة الصف الأول الثانوي 6 مواد، بدلًا من 10، وطلبة الثاني الثانوي يدرسون فيها 6 مواد أيضًا بدلًا من 8، وألغيت مادة الجغرافيا ودُمجت مواد الكيمياء والفيزياء والأحياء في منهج واحد باسم "العلوم المتكاملة"، وأصبحت اللغة الأجنبية الثانية مادة خارج المجموع.   

على النقيض من جمال لم يهتم محمد فتحي، مدرسة اللغة الفرنسية بمدرسة الحاج حداد الثانوي بقرية أدفا بسوهاج، حينما سمع هذه القرارات قائًلا "الرزق على الله"، لكن في الوقت نفسه اتجه فتحي إلى تقديم طلب للعمل موجهًا بوزارة التربية والتعليم "عشان أواجه مشكلة الدروس الخصوصية اللي قلّت بعد القرار".

تشتت و"فلوس على الأرض"

تبعات القرار أثرت على المدرسين والطلاب، فتستنكر مارڤيل نشأت، الطالبة بالصف الثالث الثانوي، ما حدث، فقد اشتركت الكتب الخارجية لمادة اللغة الفرنسية، وحتى الآن لا تدري ماذا تفعل بشأنها "خايفة أعيدها للمكتبة، يحصل قرار معاكس وأحتاجها مرة تانية". 

فقد تفاجأت  مارڤيل وقت إعلان القرار، حيث كانت الطالبة بدرس اللغة الفرنسية، وخلال الدرس تحدث مدرسها عن استحالة إلغاء اللغة الأجنبية الثانية "ولما وصلت البيت عرفت القرار الوزاري، وحسيت بحزن شديد على المدرس لأن ده قطع عيش"، على حد تعبيرها، وتتخوف الفتاة في الوقت نفسه من زيادة صعوبة الامتحانات بعد تطبيق القرارات الوزارية. 

أما دينا رأفت فترى عكس ذلك، فالطالبة بالصف الثاني الثانوي تعتقد أن القرار مفيد لأنه سيساهم في تنظيم الوقت وتخفيف العبء عليها، كما سيُمكنها من مراجعة دروس باقي المواد، فيما ترى أن منهج اللغة الفرنسية عبارة عن قشور، وليس له أهمية مثل منهج اللغة الإنجليزية. 

وتستطرد دينا في حديثها قائلة إنها تلقيت القرار أثناء ذهابها لدرس اللغة الفرنسية "عندما أخبرتني أمي بالقرار، عدت إلى المنزل ولم أذهب إلى الدرس". 

"قرار سلبي"

لم تذهب منة جمال، طالبة بالصف الثالث الثانوي، إلى الدرس أيضًا، إذ قررت أنها ستستذكر اللغة الألمانية بمفردها، وعند اقتراب موعد الامتحانات ستحصل على مراجعات حتى تستطيع التفرغ إلى المواد الخمس المتبقية، وتبحث منة حاليًا عن حل لإعادة الكتب الخارجية الخاصة باللغة الألمانية، وتقول مستاءة "دفعنا فلوس كتير لشراء الملخصات وفلوس في الدرس، وكله اترمى على الأرض في لحظة!".

الأمر بالنسبة لآلاء ناصر كان حزينًا، فالطالبة بالصف الثاني الثانوي وصفت القرار أنه "سلبي"، لأن اللغات من المواد الأساسية التي لا يجب الاستغناء عنها، ولها فائدة في المستقبل، على حد قولها، وتعتقد الطالبة أن تبعات القرار ستقلل من اهتمام الطلبة باللغة الأجنبية الثانية، من جانب آخر ترى آلاء أن من إيجابيات القرار تخفيف المصاريف عن كاهل أولياء الأمور.

طلبة وخريجي كلية الألسن كان لهم رأي آخر، ففاطمة محمد ويوسف أيمن يريان أن تقديم اللغة الأجنبية الثانية في المرحلة الثانوية كان تأسيسيًا فحسب "اللغات مهمة وتعلمها ممتع"، كما تقول فاطمة، وتضيف الطالبة بقسم اللغة الألمانية، إن سبب إضافتها للمجموع "رفع درجات الطلاب"، وهو ما يتوافق مع رأي أيمن.