فاجأ الجميع بقرار وزارة التربية والتعليم الأسبوع الماضي بسبب حذف مادتي الفلسفة والمنطق وعلم النفس والاجتماع، واللغة الأجنبية الثانية بمواد الثانوية العامة بعد النظام الجديد، واقتصار تدريسهم بالصف الأول والثاني الثانوي، مما يؤثر على حال المدرسين.
وعبّر حسام عبد السلام، معلم مادة الفلسفة، عن صدمته بعد تعب 9 سنوات رأى أنه ذهب في لحظة، قائلًا "عندي إحساس بالعجز لأنها قرارات دولة، وليس لنا يد بها، خاصة أن مرتب المدرسة لا يكفي الأسرة أسبوع "، مُتوقعًا توليه أدوار إشرافية وإدارية، لكنه رفض تمامًا أن تُكلفه إدارة المدرسة بتدريس مادة إضافية بجانب الفلسفة "سيكون الحل تقديم استقالتى أكرم لي، لأن الطالب هيفقد الثقة بنا ويرى أنني بلا قيمة، وأني أسعى للمال وليس للعلم"، مُشيرًا إلى أن الدروس الخصوصية هي مصدر رزق إضافي وليس له بديل آخر.
ويستنكر عبد السلام أن تكون الخطة الجديدة تهدف إلى تطوير منظومة التعليم، مُتسائلًا "كيف ذلك وجرى إلغاء مادتين هما أساس القسم الأدبي"، مُشيرًا إلى أن وزارة التربية والتعليم سمحت بفكرة المجموعات المدرسية في مقابل الدروس الخصوصية، وفيها يحصل المدرس على نسبة لا تتعدى الـ35% “طيب مين مدرس خصوصي كان بياخد نسبة كامل، هيقبل بحاجة زي كدا؟!”، ولا يتمنى عبد السلام سوى أن يعيش هو أسرته حياة كريمة.
يوافقه الرأي عمرو جميل، معلم مادة الفلسفة والمنطق، مُشيرًا إلى أن مدرسي الدروس الخصوصية هم الأكثر ضررًا "نظرًا لأن أكيد دخلهم هيتأثر مع الأعداد الكبيرة من الطلاب اللي كانت بتروحلهم"، مُضيفًا أن مرتبات المدرسة في ظل الظروف المعيشية الحالية هزيلة جدًا.
لا يقبل جميل أيضًا تدريس مادة أخرى "لأن كل مدرس له تخصصه، ده ضد مبادئي الشخصية"، مُستطردًا بقوله "ولا يصح لأن الفكرة مش تجارة بالطلاب، التدريس مهنة محترمة ولها قواعدها التي يجب على الجميع احترامها".
وتوضح معلم أول لمادة الفلسفة بمدرسة 6 أكتوبر الثانوية ببورسعيد، رفضت ذكر اسمها، قائلة إن وقع القرار عليها كان سيئًا للغاية، بسبب تعلقها الشديد بالمادة.
وتتوقع المعلمة استكمال يومها بالمدرسة بمهام إدارية، إذ لا يوجد إداريين كافيين في المدرسة، لكنها تتوقع أيضًا رفض بعض المعلمين لهذه المهام "لأن المعلم اعتاد على الشرح داخل الفصل وتفاعل الطلاب" ، وأشارت إلى أن اتجاه المدرسين إلى الدروس الخصوصية بسبب ضعف المرتب الحكومي.
وأكد معلم أول اللغة الفرنسية، بمدرسة القناة الثانوية بنين، رفض ذكر اسمه، أن تأثير القرار لن يقتصر على المدرسين فقط، بل الطلاب والدولة أيضًا "لأن اللغة الفرنسية أساسية على مستوى العالم"، مُضيفًا "لايوجد دولة بالعالم تعمل على تهميش لغة"، ويرى أن تأثير ذلك سيكون سلبي على مستوى الثقافة اللغوية والتواصل مع الشعوب الأخرى.
ضعف المرتب أشار إليه المعلم أيضًا، قائلًا إنه يحصل على 750 جنيه راتب أساسي منذ عام 2014، وعند غيابه يُخصم منه "ده مش عادل خالص، لأن المرتب الأساسي مش بيكفي حاجة"، ويطالب بزيادة المرتب بشكل عادل يكفي متطلبات الحياة التي ترتفع يوميًا