لا تزال أزمة ارتفاع الأسعار تؤثر على جيوب المواطنين، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى التي ارتفع فيها سعر الأضاحي، مما أثّر على حجم التبرعات التي تصل إلى الجمعيات الخيرية، وزيادة أعداد المستحقين في الوقت ذاته.
يقول أحمد هاشم، رئيس مجلس إدارة جمعية شباب سوهاج، إن عدد المستحقين ازداد عدده، مما أعاق عمل الجمعية الخيرية لتغطية احتياجات كافة المستحقين، فنسبة التبرعات انخفضت أيضًا مُسببة ذلك الضعف.
ويوضح هاشم أن نسبة التبرعات انخفضت إلى النصف مُقارنة بالعام الماضي، بسبب قلة عدد المتبرعين بنحو 60%، وأرجع السبب إلى الأزمة الاقتصادية المستمرة، وتستهدف الجمعية نحو 500 أسرة سنويًا، لكن هذا العام استهدفت حوالي 200 أسرة فقط نظرًا لقلة التبرعات وارتفاع أسعار اللحوم.
ويتراوح سعر كيلو اللحم حاليًا ما بين 320 إلى 350 جنيهًا، مما دفع الجمعية إلى شراء عجل واحد هذا العام ليُوزّع على الأسر الأشد فقرًا على عكس العام الماضي، إذ نجحت الجمعية في توزيع عجلين في السنة الماضية.
وبحسب بوابة أسعار السلع المصرية التابعة لمجلس الوزراء المصري، فأسعار أغلب المواد الغذائية ارتفعت بنسب لم تتجاوز الــ 5٪ خلال شهر مارس الماضي، مُقارنة بشهر فبراير الماضي.
كما تراجعت واردات مصر من اللحوم بنحو 25.2% خلال أول 10 أشهر من 2023 لتُسجّل 1.1 مليار دولار، مقابل 1.46 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام قبل الماضي، وفقًا للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.
الأزمة طالت أيضًا محمد البطش، مسؤول مكتب صناع الحياة بمركز ساقلتة بسوهاج، إذ وصل سعر السهم هذا العام 320 جنيهًا، مما يعادل سعر كيلو لحم، فسعر السهم فى العام الماضي كان بـــ 220 جنيهًا، أما الذي يليه كان لا يتجاوز الـ 120 جنيهًا.
ولجأ البطش هذا العام إلى تقليل عدد اللحوم التي ستوفرها الجمعية، وتنوي توزيعها، وذلك بناءً على تحديد الأسر الأشد احتياجًا، إذ تستهدف الجمعية هذا العام 5000 أسرة على مستوى المحافظة، وتستهدف من مركز ساقلتة 500 أسرة على عكس العام الماضي التي استهدفت خلاله ما بين 7000 إلى 8000 أسرة.
على جانب آخر، كان مصطفى وهبة، عضو شعبة القصابين باتحاد الغرف التجارية، قد صرّح، مطلع الشهر الماضي، في مداخلة له ببرنامج "كل يوم" المُذاع عبر قناة "ON E"، أن ارتفاع أسعار اللحوم البلدية والمستوردة "أزمة مفتعلة"، مُوضحًا أن تكاليف الإنتاج لم تشهد أية زيادات كبيرة، كما أن ارتفاع سعر الدولار بالسوق الموازية لم يكن مُبررًا لتضاعف أسعار اللحوم.
وأرجع عدم تناسق ارتفاع أسعار اللحوم مع ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي إلى ما وصفه بحالة غياب الوعي لدى التجار؛ نتيجة ارتفاع سعر الدولار بالسوق السوداء.
ولفت النظر إلى أن مصر تنتج 40 % فقط من احتياجاتها من اللحوم، بينما تعتمد على الاستيراد لتغطية الـ 60 % المتبقية، سواء من رؤوس العجول الحية أو المجمدات.
جمعية صناع الحياة كان لديها العديد من التحديات أيضًا، على رأسها قيمة التبرعات، كما هلال العزايزي، المسؤول التنفيذي للأضاحي.
وحتى الآن تواجه الجمعية صعوبة في جمع التبرعات، بعدما قلّت نسبتها، ويُكمل العزايزي قائلًا "اللي كان بيتبرع السنة اللي فاتت بـ100 جنيه، بيتبرع دلوقتي بخمسين جنيه"، مما اضطره إلى تكثيف جهود المتطوعين بالجمعية، سواء عن طريق الدعاية على الفيسبوك والواتساب لجذب عدد أكبر من المتبرعين.
وبالنسبة لجمعية بلدي لتنمية المجتمع، فإن تقسيم حالات المستفيدين، كان الطريق الوحيد أمام محمد أبو الحسين، رئيس مجلس إدارة الجمعية، إذ قال إنه يحاول تخطي أزمة قلة التبرعات عن طريق تقسيم الحالات إلى مستويات، بحسب الاحتياج، حتى يستفيد بها الأشد احتياجًا، مع تقليل الكمية التي تصله من لحم الأضحية "لأن سعر السهم زاد مقارنة بالعام الماضي خمسة أضعاف، مع ازدياد أعداد المستحقين أيضًا".