اعتاد المصريون شراء الأسماك المملحة بالتزامن مع شم النسيم، كواحد من مظاهر الاحتفال به، لكن مع ارتفاع أسعار الأسماك منذ شهر رمضان الماضي، اضطر المواطنون في نهاية أبريل الماضي إلى شن حملة مقاطعة الأسماك "خليها تعفن"، امتدت إلى 14 محافظة.
ورصدت أهل سوهاج أسعار الأسماك المملحة الموجودة في السوق بمركز المراغة بسوهاج، فيقول محمد ابراهيم، 52 عامًا، صاحب محل للأسماك المملحة، إن أسعارها تختلف على حسب الأنواع، فسعر كيلو الفسيخ العادي والبوري بـــ٤٠٠ جنيهًا، وسعر كيلو الفسيخ المملح ملح خفيف بـــ 450 جنيهًا.
وبالنسبة لأسعار الرنجة، فتصل الرنجة الهولندي البرطمان الـ 300 جرام بـــ١٨٠جنيهًا، والرنجة المخلية البرطمان الــ 300 جرام بــ ١٥٠ جنيهًا، والرنجة المدخنة بــ ١٨٠ جنيهًا، فيما يبلغ سعر كيلو السردين المستورد بـ100 جنيه.
ويذكر إبراهيم أنه يقوم بصنع السمك المملح بنفسه مُعلقًا على ذلك "دي حرفة ورثتها عن أبويا"، ويوضح إبراهيم أنواع الأسماك التي يُقبل عليها الناس؛ الملوحة والرنجة والفسيخ والبساريا والبطارخ، أما بالنسبة للأوزان يشتريها المستهلك بحسب عدد الأفراد، ففي الأعوام السابقة كان الــ 3 كيلو هو أكثر الأوزان التي أقبل عليها الناس، أما العام السابق فالإقبال كان على وزن الــ 9 كيلو.
ويستطرد في حديثه، إقبال الناس هذا العام قلّ عن الأعوام السابقة؛ بسبب انتشار حملة "خليها تعفن" على اللحوم والأسماك، مما أثر على دخل المحل مقارنة بالأعوام السابقة، لذلك قام إبراهيم بشراء كمية قليلة من الأسماك هذا الموسم تجنبًا للخسارة، نتيجة قلة حركة البيع، مُضيفًا "الناس هتشتري بكميات كبيرة لو الأسعار معقولة".
ويُرجع إبراهيم أن سبب ارتفاع أسعار الأسماك بنسبة كبيرة عن العام الماضي، والذي أثّر على إقبال الناس على الشراء، هو توريد أغلب كميات الأسماك المستورد إلى القطاع السياحي، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار تكاليف النقل والتخزين ورفع سعر الجمارك، وارتفاع سعر العلف والجاز المستخدم في المراكب والسفن المخصصة للصيد.
إقبال منخفض
ويوضح رشاد عبدالحميد شراقة، بائع في محل أسماك مملحة بمنطقة القيسارية بسوهاج، أن الناس أقبلت هذا الموسم بشكل كبير على كلب البحر وسمك الراية والرنجة، وغالبًا ما يكون الوزن المقبل عليه هو نصف كيلو.
ويضيف شراقة أن إقبال المستهلك أقل من العام الماضي بنسبة 70%، إذارتفع سعر الرنجة عن العام الماضي 60 جنيهًا، وكان يتراوح بين 120 إلى 160 جنيهًا، أما هذا العام تترواح الأسعار بين 160 إلى 200 جنيهًا، وكان سعر كيلو الملوحة يتراوح ما بين 200 إلى 260 جنيهًا.
وأشار شراقة إلى أن إقبال العام الماضي أفضل، لسبب آخر؛ وهو تزامن عيد الفطر العام الماضي مع عيد شم النسيم، أما هذا العام فيفصل بينهما عدة أسابيع. ويستطرد البائع في حديثه قائلًا إنه أصبح يشتري الفسيخ من أسوان بعدما كان يقوم بتصنيعه بنفسه، وذلك بسبب قلة إقبال الناس على شرائه، فضلًا عن استغراق صُنعه وقتًا وجهدًا، وكانت تكلفة إنتاج كيلو الفسيخ في العام الماضي تبلغ 250 جنيه، أما في الوقت الحالي فقد وصلت إلى 340 جنيه.
وأشار أصحاب محل آخرين إلى ارتفاع أسعار السلع المستخدمة أثناء التصنيع؛ كالزيت والسمك والملح، وأن هذا انعكس على التكلفة الاجمالية لإعداد السمك المملح ورفع سعر البيع.
تقليل الكميات
وتشتكي سلوى السيد، ربة منزل، من ارتفاع أسعار السمك، فسعر الكيلو من السمك ارتفع من 100 جنيه إلي 200 جنيهًا، حتى وصل إلى 400 جنيهًا، لذا ستقلل سلوى من كميات السمك التي تشتريها، مُعلّقة على ذلك "السنة اللي فاتت كنت بشتري كيلو رنجة وكيلو ملوحة وكيلو فسيخ، لكن السنة دي ممكن أشتري نص كيلو من الفسيخ والرنجة والملوحة فقط".
وتوافق حديث سلوى، نفيسة عبد اللطيف، ربة منزل، التي ترى أن ارتفاع الأسعار يطول كل شيء؛ من السمك وكل أنواع السلع الرئيسية، بالإضافة إلى الملابس. وتقوم نفيسة بصنع السمك المملح بنفسها وشراء السمك الطازج فقط من بداية العام وتقوم بتمليحه، مُعلقة على ذلك "زيادة الأسعار مش هتخلينى أغير عادتي، وبعدين عيالي وأحفادي بيحبوه من إيدي، فمقدرش أقلل في الكمية"،لذلك تنصح المتضررين من غلاء الأسعار، بقولها "يملحه بنفسه أو يشتري بكمية قليلة لو دا مناسب له".