يبدو أن محلات بيع ملابس "البالة" هي التي تتصدر حركة البيع والشراء هذا العام، خصوصًا مع ارتفاع الأسعار الكبير الذي تشهده الملابس في مصر، في محاولة أخيرة للحفاظ على عادة "لبس العيد" وعدم قطعها .
يُعلّق محمد عبد العزيز، بائع بمحل للملابس البالة بمدينة سوهاج، قائلًا إن أسعار الملابس بمحلات البالة غير مرتفعة بشكل كبير مُقارنة بمحلات الملابس الجديدة، حيث تتراوح أسعارها الملابس بداخلها ما بين 80 إلى 170 جنيهًا.
ويستطرد عبد العزيز في حديثه قائلًا، إن السيدات يُقبلون على الشراء، ويُعدّ إقبال هذا العام بالنسبة له أكبر بكثير مقارنة بالعام الماضي بسبب ارتفاع أسعار الملابس، ويضيف أن شراء ملابس البالة تتيح للناس اقتناء أكثر من قطعة بدلًا من قطعة واحدة جديدة بسعر مرتفع.
ولاحظت أميرة جمال، بائعة بمحلات البالة بمنطقة كاذلوفا بسوهاج، ارتفاع الأسعار الكبير الذي وصل إلى الضعف مما قلل من إقبال الناس للشراء مقارنة بالعام الماضي، حيث تقول "في العام الماضي كانت المحلات في مثل هذا الوقت مكتظة بالناس لشراء ملابس العيد، أتمنى في الأيام القادمة يتغير الحال ويزيد عدد الناس".
تبرر جمال سبب عدم إقبال الناس على شراء ملابس العيد هذا العام خلال هذا الموسم، بسبب اعتقاد البعض أن الأسعار ستنخفض بعد انتهاء موسم العيد، خاصة أن الأسعار لم ترتفع في الملابس الجديدة فقط، بل ارتفعت حتى في ملابس البالة، مما جعل الإقبال ضئيل هذا الموسم.
وتشير إلى أن سبب اتجاه الناس حاليًا إلى الشراء من محلات البالة هو انخفاض سعر الملابس بداخلها وجودتها المرتفعة مقارنة بملابس الجديدة.
كما توضح حبيبة مجدي، بائعة بمحلات البالة في منطقة المجمع بسوهاج، أن الارتفاع في أسعار ملابس البالة يتراوح ما بين 10 إلى 20 جنيهًا مقارنة بالعام الماضي.
يحاول، محمد طلعت، صاحب محل ملابس "استوكات"، تخفيض الأسعار بقدر الإمكان للتناسب مع الجميع، إذ يذكر أن الأسعار زادت بنسب ضخمة مقارنة بالعام الماضي "بعض الملابس زادت الضعف، وأخرى زادت بنسبة 70% و100%".
أما عن مصدر الملابس، يوضح طلعت أنه يشتري بقايا التصدير القادمة من دول أوروبا، وتُشحن إلى جمرك بورسعيد، ومنها إلى سوهاج.
وعلي الجانب الآخر تقول روان، إحدى الزبائن، إنه على الرغم من ارتفاع الأسعار الملحوظ، إلا أن فرحة العيد لا تكتمل إلا بشراء ملابس جديدة بدلًا من محلات البالة على الرغم من ارتفاع الأسعار "لأن الملابس الجديدة أقيم وأفضل جودة".
بخلاف روان فإن نجلاء علي تقتني ملابس العيد من محلات البالة منذ سنتين، وتقول السيدة إنها لم تجد أي عيوب في تلك الملابس، خاصة أن متوسط سعر القطعة نحو 80 جنيهًا، فيما لا تقل أي قطعة جديدة عن 400 جنيهًا.
واضطرت ميرفت علي، أم لثلاثة أبناء، شراء قطعة ملابس واحدة فقط لكل طفل، على الرغم من اعتيادها شراء ثلاثة أو أربعة قطع، فضلًا عن ملابس البيت.
وتقول عبير هاشم، ربة منزل، إن زوجها اضطر إلى السفر إلى القاهرة والإسكندرية لشراء ملابس العيد، بسبب غلاء الأسعار في محافظات الصعيد، على عكس وجه بحري "الأسعار هناك أرخص بكثير مقارنة بمحافظات الصعيد".
وتذكر عبير أن أسعار الملابس في الصعيد باهظة، حيث يتراوح سعر البنطال من 500 إلى 700 جنيهًا، مُضيفة أن أسعار ملابس الدلتا أقل ثمنًا "سعر الفستان يتراوح ما بين 250 إلى 390 جنيه، والبنطلون الولادي يتراوح سعره ما بين 175 و200 جنيه".