أعتاد صابر فوزي، ولي أمر ثلاثة طلاب في مراحل تعليم مختلفة، على شراء الكتب الخارجية لأبنائه، إلا أنه العام الحالي صُدم نتيجة الارتفاع الكبير في أسعارها، فكانت للصف الخامس الابتدائي 555 جنيهًا لكل المواد، بينما المرحلة الإعدادية 650 جنيهًا، ونتيجة ذلك الارتفاع لم يستطع شراء كتب الصف الثاني الابتدائي لابنه الأخير.
ويوضح صابر أن أسعار هذا العام تختلف تمامًا عن الأعوام الماضية، إذ أصبحت الضعف، فكان يستطيع شراؤها لكل أبنائه، ضاربًا مثالًا بأن كتب الإعدادية كانت بسعر 350 جنيهًا.
تفاجأ صابر وغيره من أولياء الأمور بالأسعار في بداية العام الدراسي، مما دفعهم إلى الاستغناء عن الكتب الخارجية والبعض الآخر لجأ إلى سوق المستعمل، ولكن لم تكن النتيجة التي لاقاها أبناؤهم على مدار الفصل الدراسي الأول جيدة، إلا أنهم -ومع بداية الفصل الدراسي الثاني – يجدون نفسهم في نفس المعاناة، بل إن هناك من الكتب ما ارتفع سعرها عن الفصل الدراسي الأول.
تشتكي فاتن فاروق، لديها طالبتان، أحدهما في الصف السادس الابتدائي والأخرى بالصف الثاني الثانوي، من ارتفاع أسعار الكتب الخارجية: «استغنيت عن أشياء كثيرة في المنزل لشراء الكتب، ورغم ذلك لم أستطع شراءها كلها وأثر الأمر على ميزانية المنزل، إذ بلغت أسعار كتب المرحلة الثانوية 1500 جنيه، أما المرحلة الابتدائية 700 جنيه».
توضح فاتن أن أسعار الكتب زادت الضعف، مقارنة بالعام الماضي، ورغم هذا الارتفاع المبالغ فيه كانت كتب الصف السادس الابتدائي غير متوفرة.
نفس المعاناة تعيشها، إيمان فتحي، ٤٢ عامًا، ولي أمر ثلاثة طلاب في مراحل تعليمية أزهرية مختلفة، موضحة أن أسعار الكتب الأزهرية هذا العام تتراوح من 45 إلى 50 جنيهًا، رغم أنها العام الماضي لم تزد عن 20 جنيهًا.
دفع غلاء أسعار الكتب الخارجية بعض الطلاب وأولياء الأمور إلى الشراء من سوق المستعمل، منهم بسملة صبحي، طالبة بالمرحلة الإعدادية، التي لم تتمكن من شراء الكتب الجديدة كما كانت تفعل في الماضي.
استغنت بسملة عن كتب مثل العلوم والدراسات، مما أثر على تحصيلها الدراسي، حيث كانت الكتب الخارجية تساعدها في التدريب على الحل ومعرفة جميع أنواع الأسئلة.
حاولت وزارة التربية والتعليم حل تلك المشكلة من خلال إتاحة مواد تعليمية وتدريبية للصفوف الدراسية من الرابع الابتدائي إلى الثالث الثانوي، على موقعها الإلكتروني، كي تساعد الطلاب في التحصيل الدراسي وتخفيف الحمل عن كاهل الأسرة المصرية، وذلك وفق بيان لها.
ونوه البيان، أن المحتوى به مواد تعليمية بأسلوب سهل مبسط وشرح واف للمعارف والمفاهيم الأساسية لكل وحدة دراسية من المنهج الدراسي، مع الاستعانة بالأشكال والرسوم التوضيحية في صياغة خرائط المعارف والمفاهيم التي تساعد الطلاب على الربط بينها.
ويبقى السؤال لماذا ارتفعت أسعار الكتب الخارجية؟. يرجع محمد أبو هشام، صاحب مكتبة، السبب إلى ارتفاع أسعار الورق حيث أصبحت رزمة الورق بـ ١٣٠ بدلًا من ٤٠ جنيهًا، لذلك قل إقبال أولياء الأمور هذا العام.
فيما يوضح محمد ربيع، صاحب مكتبة، فرق الأسعار بين الآن والعام الماضي، فكان أسعار الكتب الخارجية للمرحلة الابتدائية للعام الماضي تتراوح بين 40 إلى 70 جنيهًا، بينما المرحلة الثانوية بين 180 إلى 200 جنيه.
ووفقا له حاليًا تبدأ أسعار الكتب للمرحلة الابتدائية من 120 جنيهًا، والثانوية من 750 جنيهًا، فلم يعد كل أولياء الأمور لديهم القدرة على شراء الجديد ويلجأؤن إلى المستعمل.
ويمكن للطلاب اللجوء إلى المولد التعليمية التي أتاحتها الوزارة، إذ حرصت الوزارة على تدريب الطلاب على حل الاختبارات، من خلال توفير عدد كبير من الأسئلة في نهاية كل وحدة دراسية من وحدات المنهج.
وتتنوع الأسئلة لقياس نواتج التعلم المستهدفة بكل مستوياتها المعرفية، من تذكر وفهم بسيط إلى الفهم العميق، كما تشمل الأسئلة جميع المواضيع محل التقييم في الوحدات الدراسية.