لشهر رمضان فرحة ونظامًا خاصًا يغير عادات الأسر وحساباتها، لكن يبدو أن الثانوية العامة كما "تشقلب" حياة طالبها على مدار العام رأسًا على عقب، لا يفرق معها رمضان أو غيره من المناسبات الأخرى.
رصد أهل سوهاج اليوم الدراسي لمجموعة من طلبة الثانوية العامة في شهر رمضان المبارك، فيروي معاذ أحمد، الطالب في المدرسة العسكرية كيف يقضي وقته في شهر رمضان ما بين الدراسة والعبادة قائلًا: “أبدأ اليوم بالذهاب للدروس صباحًا، ثم أصلي التراويح ليلًا وبعدها استذكر دروسي في فترة الليل، وأقضي وقت السحر حتى صلاة الفجر في قراءة القرآن الكريم”.
لا يؤثر الصيام على تحصيل معاذ الدراسي بسبب مذاكرته ليلًا حيث الطقس المعتدل وتناول الطعام والشراب، كما أنه قلل من وقت ممارسته لهوايته وهي رياضة كرة السلة، فأصبح يلعبها يومًا واحدًا فقط في الأسبوع.
حاول أحمد ضاحي، طالب في مدرسة سيتي الخاصة، تنظيم وقته في شهر رمضان حتى يستطيع استذكار دروسه وإبقاء معدل تحصيله الدراسي ثابتًا، فخصص فترة الليل بعد أدائه لصلاة التراويح للاستذكار، بداية من الساعة التاسعة مساءا وحتى الساعة الواحدة صباحًا.
عندما لا يذهب أحمد إلى دروسه الخصوصية، يفضل الاستذكار ساعتين عصرًا، ثم يقرأ القرآن قبل الإفطار مباشرة، ولكي يحافظ على وقته، قرر أحمد عدم الخروج للتنزه إلا يوم الجمعة فقط.
فضّل بعض الطلبة عدم التنزه خلال شهر رمضان نهائيًا مثلما فعل يحى ولي الدين، فهو نادرًا ما يخرج من منزله في رمضان لكي يركز على المذاكرة والعبادة فقط.
لم يشعر يحى بتأثير الصيام على مذاكرته، بل على العكس وجد أنه ساعده على التركيز بشكل أكبر حيث أصبح أكثر إنجازًا لأنه يذاكر من الساعة العاشرة مساءا وحتى الساعة السادسة صباحًا يوميًا، مع الحفاظ على الصلاة وقراءة القرآن في مواعيدهما.
لم يستطع جميع الطلبة التأقلم مع ظروف الشهر الكريم، فتعاني أروى محسن من عدم قدرتها على تنظيم وقتها بين الدراسة والعبادة، حيث أثر الصيام عليها بشدة فتقول: "حاسة اليوم متلخبط، مفيش وقت للصلاة ولا لممارسة هوايتي أو الخروج، فقمت بإلغاء جميع الخروجات في رمضان، وحتى المذاكرة مبقتش أذاكر زي الأول، فأنا أذاكر حاليًا من الظهر إلى المغرب فقط".
رتب كريم شلبي أولوياته في رمضان حيث أصبحت أولويته الأولى للعبادة، فهو يحرص على الصلاة وقراءة القرآن الكريم أكثر من الاستذكار الذي تأثر بالصيام، لأن كريم لا يستطيع التركيز وهو صائم، ولذلك خصص فترة بعد صلاة الفجر للاستذكار.
وضع الطالب يوسف محمد حسن لنفسه جدولًا محددًا، فهو يستذكر معظم دروسه منذ الصباح وحتى قبل الإفطار بساعة واحدة، ثم يستكمل الاستذكار ليلًا حيث قرر عدم ممارسة هواياته أو الخروج من المنزل في رمضان والتركيز على العبادة والاستذكار فقط.