عاليا، ليلة مقتل الحاوي، والقاهرة الحمراء، هي مجموعة روايات كتبها دكتور"علاء عمر"، أستاذ جراحة القلب والصدر بكلية طب قصر العيني، وأحد مؤسسي صالون دار الحكمة الثقافي، الذي أقيمت على شرفه، أولى ندوات مشروع "أطباء مصر يقرأون"، أمس الأحد، بالتزامن مع انطلاق معرض الكتاب، في نادي اتحاد المهن الطبية بسوهاج.
حضر"أهل سوهاج" الندوة، التي ناقشت، تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الناس، وكيف ساهمت في رفع مستوى طموحهم أحيانًا، وإصابتهم بالإحباط أحيانًا أخرى.
ناقشت الندوة أيضًا عدة أمور مجتمعية، منها الطريقة الصحيحة لتنشئة الأبناء، والخرافات المتوارثة عن التربية، والتي قد لا تكون مناسبة لهذا الزمن، كما انتقدت الندوة الصورة التي تُقدم عن الأطباء في الإعلام، وخاصة الدراما، حيث يظهر الطبيب في معظم المسلسلات كشخص جشع، خالي من المشاعر، بينما يوجد في الحقيقة العديد من الأطباء الرحماء، الذين يساعدون غيرهم دون مقابل.
أما بالنسبة لضيف الندوة، دكتور "علاء عمر"، فقد تحدث عن حبه لنشر الثقافة في المجتمع، وذلك من خلال تأسيس صالون دار الحكمة، مشيرًا إلى أنه كان هاويًا للكتابة منذ صغره، وكان يتمنى الالتحاق بكلية الإعلام، إلا أن والده أصرّ على أن يصبح طبيبًا.
تحدث "عمر" أيضًا عن كواليس كتاباته، بدءا من السيرة الذاتية لدكتور جلال السعيد، دكتور أمراض القلب، ووصولًا إلى رواية "عاليا" التي كتبها في 3 أشهر فقط، لتتصدر قائمة أفضل الكتب مبيعًا، على مدار 6 أشهر في دار الشروق.
سادت الندوة العديد من اللحظات الإنسانية، خاصة عندما تحدث "عمر" عن روايته "أُحادي"، التي كتب فيها عن معاناته الشخصية مع ابنه، الذي كان مصابًا بمرض في القلب، يستوجب إجراء عملية جراحية خارج البلاد، لم يستطع "عمر" إجراءها له بسبب تكاليفها الباهظة، مما نتج عنه وفاة ابنه، مشيرًا إلى أن كتابة الرواية، والتحدث عن مشاعره الشخصية على صفحاتها، هو ما جعله يستطيع إكمال حياته.
تحدث "أهل سوهاج" مع رانيا الباهي، مقرر اللجنة العلمية والثقافية بنادي الأطباء، التي قالت:"هذه الندوة نظمتها نقابة أطباء دار الحكمة بالقاهرة، ضمن إطار حملة أطباء مصر يقرأون، وبالرغم من الاسم، إلا أن الندوات غير مخصصة للأطباء فقط".
وأضافت:"كان هدفنا من هذه الندوة، هو حضور جميع الفئات المجتمعية من سوهاج إليها، فأصعب تحد يواجه المجال الثقافي حاليًا، هو عدم تقدير الناس لأهمية الثقافة، وهو الشيء الذي نعمل على تغييره".
أوضح "محمد مرتضى"، أحد الحضور، أن سوهاج كانت متعطشة للندوات الثقافية، مشيرًا إلى أن هذه الندوة أفادته كشخص يحب الكتابة، أكثر من كونه قاريء عادي، لأنه تعلم من خبرات دكتور "عمر" ككاتب، لافتًا إلى أنه تأثر جدًا بتجربته الشخصية، خاصة بعد وفاة ابنه، وقراراه بتحويل هذه المأساة إلى رواية، استطاع من خلالها تغيير شعور الغضب بداخل قلبه، إلى طاقة من التسامح.
"ندوة اليوم كانت مختلفة عن جميع الندوات السابقة، لأنها لا ترتبط بموضوع معين، وإنما كانت تشبه جلسات المثقفين، التي من الصعب أن نجدها هنا في سوهاج"، هكذا قالت "هدى عكاشة"، أحد الحضور.
يذكر أن مشروع "أطباء مصر يقرأون"، هو مشروع ثقافي ضمن الأنشطة الثقافية للنقابة العامة للأطباء، وهو يهدف إلى نشر الثقافة في جميع محافظات الجمهورية، ومن المقرر أن يعقد المشروع عدة ندوات ثقافية مختلفة، خلال الـ10 أيام المقبلة، على هامش فعاليات معرض الكتاب.