"أكثر من مليون شخص".. هو آخر تحيين لعدد المصابين بفيروس كورونا "كوفيد 19" في تونس، فيما عادت المخاوف بعد ظهور متحور جديد دق أبواب التونسيين خلال فصل الصيف الماضي، ودارت التساؤلات إلى الآن حول مدى خطورته، ومدى تشابهه مع نسخه خلال السنوات الماضية وأعراضه وكيفية التعامل معه.
بحسب منظمة الصحة العالمية، ظهر متحور جديد لفيروس كورونا الصيف الماضي، أطلقت عليه المنظمة اسم "ايريس EG5 "، تتلخص أعراضه في السعال والحمى واحتقان الحلق والإسهال وسيلان الأنف والرشح وضيق التنفس، والصداع والغثيان والتقلصات والألم في البطن وفقدان حاستيّ التذوق والشم.
علي الصمعي، عامل يومي، أصيب مؤخرًا بالمتحور الجديد، يقول: "مررت بفترة صعبة جدًا، إذ تسبب لي في مشاكل صحية وخيمة بالجهاز التنفسي".
لم يعلم علي وغيره ممن أصيب بالفيروس أنه متحور جديد، فمنذ ظهور كورونا أو "كوفيد 19" وبات هو الاسم الرائج لأي إصابة بأعراض دور البرد، إلا أنه على مدار السنوات الثلاث الأخيرة عقب بدء الجائحة في العالم، صارت الأعراض أكثر وأشد.
ولم تشعر نورشان العبيدي، بنفس أعراض "الصمعي" حين نال منها المتحور، إذ ظنت أنه دور برد تلقيدي عادي، كما تصف.
وتُرجِع "العبيدي" ذلك إلى مداومتها على تناول الأطعمة المغذية مثل البسيسة وهي طحين من القمح، والفواكه الجافة، والخضراوات، مما ساعد جهازها المناعي على مقاومة الفيروس، ناصحة الناس باعتماد نظام غذائي صحي ومفيد للجسم يقدم لهم الوقاية المناسبة.
ويوضح عبدالستار المهذبي، الطبيب المختص في الطب العام، أن أعراض فيروس كورونا ومتحوراته تتشابه مع نزلات البرد سواء صيفًا أو شتاءً، موضحًا: "ارتفاع درجات الحرارة صيفًا لا يمنع من الإصابة بنزلات برد، والإفراط في استخدام أجهزة التكييف يعد من أسباب زيادة الإصابات".
وينصح الطبيب، كبار السن والأطفال بضرورة تلقي لقاح الأنفلونزا خلال فصل الخريف؛ للوقاية من المرض والتخفيف من آثاره، خاصة المصابين منهم بأمراض مزمنة.
ولا تزال تعاني مريم تريكي، المصابة بالمتحور الجديد، من ضيق في التنفس وألم في الصدر، ما ألزمها المنزل، مع مواجهة صعوبة في النطق؛ رغم تلقيها لقاح كورونا وتعافيها بالأساس من الإصابة لاحقًا.
وتلقت "تريكي" اللقاح المطروح من جانب الدولة التونسية على ثلاث جرعات، وتشير إلى أنه بجانب الأدوية، يحتاج الشخص إلى تقوية جسده عبر المغذيات الصحية مثل العسل، والأكلات التقليدية التونسية لمواجهة المتحور الجديد.
ويعتقد عماد طعم الله، الخبير الاجتماعي، أن سلوك الفرد ربما يقود للإصابة بالمتحور الجديد، يوضح ذلك ويقول: "قلة وعي الفرد والتحية بالقُبلات عند التقاء الناس بشكل عشوائي، والحضور في الأماكن المكتظة كثيرًا، كل هذا يجعل النتيجة سلبية؛ لأن هذه تحديدًا العوامل التي أدت في الأساس لانتشار الفيروس في بداية ظهوره".
فيما أضاف محمد خدي، خبير آخر، وقال إن بعض الخبراء يفسرون تواتر الإصابات بعدم أخذ الاحتياطات الكافية في الفضاءات المغلقة، أو من خلال التحول إلى حضور بعض التظاهرات الثقافية والترفيهية مثل العروض والحفلات الغنائية والمهرجانات الصيفية التي تشهدها مختلف مدن تونس.
وسجلت البلاد أول إصابة بالمتحور الجديد لدى رضيع، حسب ما أثبته أخر تقطيع جيني قام به قسم الأمراض الفيروسية بمستشفى شارنيكول بالعاصمة، ووفق ما أفاد به، الهاشمي الوزير، عضو اللجنة العلمية لمجابهة كورونا، لوسائل الإعلام في 4 سبتمبر الماضي، وحالة الرضيع مستقرة بعد مغادرته المستشفى.
وكانت قد أكدت منظمة الصحة العالمية أن المتحور الجديد لا يمثل خطرًا على الصحة العامة على صعيد العالم.
ولم يتم نشر أرقام أو إحصائيات لحصر عدد المصابين بالمتحور الجديد، وإنما ذكرت المنظمة أنه انتشر في الولايات المتحدة ,كوريا ,اليابان ,كندا، أستراليا، فرنسا وإسبانيا.
وتوصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية، وهي مجموعة مراكز طبية أمريكية متخصصة في الأوبئة، بالانتظار 11 يومًا على الأقل قبل الاختلاط بمن أصيبوا بكورونا، وكان ذلك في الفترة الأولى التي ظهر فيها الفيروس.