منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، كانت تونس بين أوائل البلدان العربية التي تحدثت عن القضية الفلسطينية، وأرسلت 12 طن من الإعانات والأدوية وجميع الضروريات، وحملت على طائرة من طائرات الخطوات الجوية التونسية وتم إقلاعها يوم 15 أكتوبر بأمر رئاسي، حيث وصلت إلى مطار العريش منذ أيام تمهيدًا لتوصيلها إلى قطاع غزة.
كما شهدت القضية الفلسطينية دعمًا رسميَا في تونس، من خلال تخصيص وزارة التربية التونسية يوم 8 أكتوبر و9 أكتوبر لرفع العلم الفلسطيني في كل المدارس والمعاهد في كامل الجمهورية.
وتنوعت الصور المساندة لفلسطين من قبل الشعب التونسي على وسائل التواصل الاجتماعي، كما خرج أفراد الأمن رافعين علم فلسطين في بعض المدن.
وتبنى قيس سعيد رئيس الجمهورية خطابًا تبناه للدفاع عن فلسطين أيضًا، حيث نشرت رئاسة الحكومة بيان رسمي، جاء نصه : « تعبر تونس عن وقوفها الكامل وغير المشروط إلى جانب الشعب الفلسطيني و تدعو تونس كل الضمائر الحية في العالم إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، كما تدعو تونس المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته التاريخية لوضع حد للاحتلال الغاشم لكل فلسطين ولإمعان قوات الاحتلال الصهيوني في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني في تحدٍ كامل لكل الشرائع الدينية والقيم الإنسانية".
وتضامنت أيضًا عدة أحزاب سياسية مع الوضع العام في فلسطين، وخرجوا في وقفات احتجاجية، وفي بني خلاد انطلق الهلال الأحمر التونسي بالجهة في حملة لجمع التبرعات العينية لفائدة غزة وهي تركز على الأغذية والأدوية الناقص مخزونها في فلسطين، وأطلقت إذاعة جمعياتية ببني خلاد أيضًا على صفحتها الرسمية دعوة لجمع التبرعات العينية لفائدة فلسطين.
وخرجت أول أمس تظاهرات تونسية في عدة جهات وولايات - من بينها العاصمة تونس.
والتظاهرات شملت معظم الولايات مثل "نابل، تونس، قابس، جندوبة، قبلي".
ورفع المتظاهرون شعارات : "فلسطين حرة، بالروح نفديك يا فلسطين، الله أكبر"، كما رُفع العلم الفلسطيني.
واجتمع قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية مع مجلس الأمن القومي صباح أمس، واستهدف الاجتماع الأوضاع حول فلسطين، فيما قال خلاله إن الشعب الفلسطيني والعربي لن يستبطن ثقافة الهزيمة، مؤكدًا أن الشعب التونسي من حقه أن يعبر عن مساندته الثابتة لفلسطين، ودعا سعيد التونسيين لمواصلة المساندة، دون التعرض إلى أحد في جسده أو ملكه أو عرضه.
ونظمت الجامعة العامة للتعليم الثانوي وقفة احتجاجية أمس، والتي استمرت ساعتين في جميع المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية، تطورت إلى مسيرات خرجت لدعم القضية الفلسطينية، استجابة لدعوة الاتحاد العام التونسي للشغل للمربيات والمربين.
وفي أعقاب ذلك أغلقت المعاهد أبوابها وتوقفت الدراسة ليوم كامل، ونددت التظاهرات بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، فيما امتلأت الشوارع بمسيرات تلمذية في كل الولايات.
وشهدت العاصمة التونسية مساء أمس الأول تظاهرة أمام السفارة الفرنسية، وطالب فيها المتظاهرون بطرد السفير؛ بسبب تصويت فرنسا ضد قرار روسي في مجلس الأمن لوقف فوري وإنساني لإطلاق النار في قطاع غزة، وذلك ضمن 4 دول عارضت القرار وهي : « الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، اليابان".
وخرج اليوم تلاميذ مدينة "منزل بوزلفة" بولاية نابل في مسيرة داعمة للقضية الفلسطينية، ومنددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والمجازر التي يواصل الاحتلال القيام بها منذ أكثر من عشرة أيام.
وتوجهت المسيرة إلى قصر البلدية بالمدينة، ورفع فيها التلاميذ شعارات داعمة لفلسطين ولحق شعبها في مقاومة المحتل.
وقال التلاميذ إنهم يساندون الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة ولن يتخلوا عنه وسيواصلون دعمهم؛ لإيمانهم بحجم الصعوبات والتضحيات التي يبذلها الفلسطينيون والظروف القاسية التي يعيش أقرانهم من الأطفال، وقالوا في المسيرة : « أمر محزن جدًا ما يحدث".
كما انطلقت مسيرة من المعاهد رفقة جمع من التلاميذ الذين خرجوا إلى الشارع محتجين على العدوان الإسرائيلي.