تخلت أسر تونسية في البلاد ومنها مدينة بني خلاد عن طقوسهم في شراء وإعداد حلوى المولد النبوي الشريف، بعد نفاد نقودهم؛ نظرًا لتزامن العودة المدرسية في 15 سبتمبر الجاري بتونس مع الاحتفالات بالمولد.
ويأتي الاحتفال بمولد سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في 12 ربيع الأول غدًا الأربعاء 27 سبتمبر.
وتصنع التونسيات وجبة عصيدة "الزقوقو" وهي طعام من العادات والتقاليد في المنازل.
وبلغت كمياته في الأسواق 60 طن، حسبما نشرت وزارة التجارة على صفحتها الرسمية، معتبرة أن الأسعار هذا العام لم تزد كثيرًا عن السنة الفارطة.
ورصدت "المشعل" فروق الأسعار بين العامين الحالي والفارط؛ بهدف قياس نسبة الارتفاع، استنادًا لأرقام وزارة التجارة.
تراوح سعر الزقوقو العام الحالي بين 30 و35 دينار، وهي أسعار رآها أهالي بني خلاد مرتفعة وتثقل كاهلهم، خاصة والأسعار كانت العام الفارط تتراوح بين 22 إلى 26 دينار فقط.
أما اللوز فيتراوح الآن بين 32 و36 دينار للكيلوغرام، بزيادة من أربعة إلى ستة دنانير عن العام الفارط، والجوزة بين 45 و50 دينار بزيادة خمسة دنانير.
كما سجلت أسعار البوفريوة ارتفاعًا طفيفًا إذ وصلت لما بين 38 إلى 42 دينار بزيادة من 2 إلى ستة دنانير، وبلغ سعر البندق 180 دينار، وأخيرًا قفزت أسعار الفسدق إلى ما بين 85 إلى 90 دينار بزيادة تراوح بين 20 إلى 27 دينار.
وترى هدى الجويني، أن الأسعار هذا العام مرتفعة جدًا، وقالت : « هذا العام جاء المولد مع العودة المدرسية.. أنا أم لثلاثة أطفال ولن استطيع شراء حلوى وطعام المولد لطبخه لأسرتي".
وظلت ملاك خليفة تحسب تكلفة عمل كيلو من الزقوقو في المولد حتى وجدت أن الأسعار تثقلها وكاهل باقي المواطنين، مضيفة : « الكيلو يتكلف لعائلة من أربعة أفراد بين 180 و200 دينار، بجانب أغراض الزينة والفاكهة الجافة.. هذا المبلغ ليس قليلًا".
ولن يشتري أحمد عبدالواحد العامل باليومية حلوى المولد، ويقول في حزن : « يوم المولد النبوي سيمر كيوم عادي، نحن غير قادرين على دفع النفقات الخاصة بها؛ كل المصاريف ذهبت لمستلزمات العودة المدرسية وهي أيضًا باهظة".
وقاد الارتفاع في الأسعار إلى انخفاض الإقبال على الشراء، حسبما يقول محمد بريمة بائع مستلزمات المولد النبوي : « الإقبال ضعيف جدًا مقارنة بالعام الفارط، الأسر كلها استنزفت مواردها المالية في مصروفات الدراسة، والأسعار الحالية لحلوى المولد تفوق قدرتهم المادية".
وقال أحمد العلوي، بائع، إن التجار أيضًا يعانون؛ لأن سعر الجُملة مرتفع، مضيفًا: "نحاول تقليص خسائرنا قدر الإمكان والبيع حتى نعيش، لكن حركة الشراء ضعيفة جدًا ولم نبع الكثير من الزقوقو ولوازمه الخاصة".