من بين التراث الشعبي التونسي، يظهر الخبز الملاوي واحدً من أبرز الأكلات الشعبية التي ترتبط بالحنين إلي طعام الأجداد.
عرف صنع "الملاوي" عن أمازيغ القصرين في الصحراء، و ظهرت في تونس قبل الفتح الإسلامي وكانت تؤكل في مائدة الإفطار مع الزيت والزيتون، لتصبح من الأكلات الشعبية الشهيرة في تونس يحبها كل الناس، ومن ألذ الأكلات الخفيفة التي لا تكلف كثيرا من المال.
"المشعل" طلب سر خلطة الخبز الملاوي من السيدة نفيسة بن عيسية عمرها 90 سنة ـ أًصيلة بني خلاد ـ، و قالت: "الملاوي تصنع في البيوت والمطاعم ومرغوبة من الكبار والصغار في نفس الوقت، وكونها نوع من الخبر بحجم رفيع جدا وتكون رقيقة، طريقة إعدادها تكون من خلال خلط الفارينة مع السميد، والخميرة، وبعض الملح مع إضافة الماء بعد ذلك تقسم العجينة إلى كريات صغيرة من أجل تشكيل عجينة متماسكة، ثم تفرد في زيت الزيتون للحصول على عجينة رقيقة وتفرد دائريًا أو في شكل مربعات وتطهى فوق المقلاة حتى تنضج وتصبح جاهزة للتقديم".
وأضافت: "رائحة الملاوي تملأ البيوت عندما تدخل المرأة المطبخ لإعدادها لأفراد عائلتها".
تفوح رائحة الملاوي أشهر أكلة شعبية في تونس في العديد من أزقة بني خلاد، حتى أنها تصنع في المحال ولا يكلف شراؤها كثيرًا؛ حيث أن سعرها يتراوح ما بين دينار واحد و3 دينار في المحلات حسب النكهة والإضافات فيها.
تقول نفيسة: "تعلمنا طريقة إعداد الملاوي من الجدات وطريقة تجهيزها في البيوت ولكن الآن أصبح "خبز الملاوي" مورد رزق للعديد من الناس وتصنع في المحال".
يقبل على شراء الخبز من المحال التلاميذ والطلبة والعمالة في الصباح الباكر، أو خلال فترة الغداء بإعتبارها أكلة شعبية، لا تكلف الكثير من المال وتجهز في وقت سريع والإضافات الخاصة بها تختلف من شخص إلى آخر حسب الاختيار، وممكن أن تكون هريسة، أو جبن، أو تونة، أو عظم، أو اسكالوب، أوسلطات.
وقالت سعاد السماري (ربة بيت)، إنها تعودت على إعداد الملاوي في بيتها دائما كل آخر أسبوع لتكون فطور غنيًا وصحيًا في الصباح لعائلتها مع زيت الزيتون أو العسل، وهكذا أصبحت عادة مكتسبة في بيتها غنية بالحب والصحة.
تعلم علي الشناوي طريقة صنع خبز الملاوي من جدته، حتى أصبح مصدرًا للدخل بعدما افتتح محلا لبيع الخبز.
ويقول لـ " المشعل": "ستعد دائمًا في الصباح الباكر لتحضير الخبز في المحل حتى يتمكن الحرفاء من التمتع بهذه الأكلة، لأن مطلق الناس يحبونها".
ويضيف: "أشعر بالراحة وأفرح حين أجد الحرفاء في حالة رضا تام عن الخدمة حتى أصبحوا زبائن دائمين للمحل ويأتون بشكل دائًا".
وقالت بشرى الشنوفي تلميذة (15 سنة): "أنا من المحبين للملاوي لأنه لذيذ جدا، ولا يكلف الكثير من المال عوض الساندويتشات الموجودة في المطاعم، والتي يكون ثمنها مرتفع لذلك أكل الملاوي كل اليوم أثناء فترة الراحة في المعهد حتى أصبحت عادة يومية لي".