لطلاب القدامى يستعيدون ذكريات العودة للمدارس في بني خلاد

تصوير: صورة أرشيفية

كتب/ت دعاء الحمامي
2021-09-09 00:00:00
 
تعم الأجواء رائحة العودة للمدارس، وتستعد بيوت بني خلاد للعام الدراسي الجديد الذي سيبدأ بعد 7 أيام من الآن، فتجد الأمهات تبادر بشراء الحقائب المدرسية، ومستلزمات الفطور الصباحي، ويترقب التلاميذ الاستيقاظ المبكر، والاصطفاف في الطابور تحيةً للعلم.
وربما ارتبطت بداية العام الدراسي الجديد في ذاكرة بعض الأجيال برائحة الطباشير، واللوحة السوداء، وأكياس البلاستيك التي حوت كتب بعض الطلاب وغيرها من المظاهر التي اختفت الآن.
ويسترجع "المشعل" ذكريات الأجيال السابقة في الاستعداد للعام الجديد؛ إذ يقول محمد الهاني ـ أصيل الجهة ـ 58 عامًا ـ :"لم تكن هناك تحضيرات كبيرة قبيل العام الجديد، فكان الطباشير وسيلة المعلم للكتابة على السبورة، وأكياس البلاستيك الشفافة أسلوب الطلبة لتغليف الكتب والكراسات لتبقى جديدة".
ويكمل: "كان الأب والام يسهران الليالي في أول أسبوع من الدراسة لتغليف الكتب، وكنا نكتب بنوع واحد من الأقلام، وهو قلم الريشة؛ لكن اليوم أصبح هناك تطورًا واختلافًا كبيرًا، فأشكال الكراسات غير محدودة، وأغلفتها خيالية، وأنواع الأقلام متعددة، فضلًاعن اختلاف الأسعار".
أما زهور بومعيزة ـ 60 عام ـ فتعتبر أن الاستعداد للعودة المدرسية يكلف طاقة ومجهود ومال كبير، فهو إجراء سنوي لا مفر منه، وقد يكون ذي خصوصية معينة لدى الأسر التي ترسل أبنائها لأول مرة للدراسة.
وتتابع: "تكون السعادة والفرحة كبيرة، حيث يتم شراء ملابس جديدة وكل اللوازم الخاصة بالدراسة من كتب، وكراسات، وأقلام وغيرها، وتكون في زينات متنوعة ومتغيرة على خلاف الأجيال القديمة كان يتم كتابة الاسم فوق الكراس بالقلم الواحد".
وترى هادية الصيد ـ 40 عام ـ أن الاختلاف بين القديم والحاضر كان على مستوى الكم ونوعية التحضيرات الخاصة بالعودة المدرسية، قائلة: "لم تكن هناك كثير من الخيارات، ولا يتم شراء غير الضروريات، وبعد تفكير وتدقيق، عكس ما يحدث اليوم".
أما محمد الزين ـ 27 سنة ـ فيرى أن مشهد العودة المدرسية اليوم أصبح يركز بالأساس على جذب العين والتسويق التجاري المتطور، معتبرًا أن العائلات تشتري الآن أكثر من اللازم في بعض الأحيان، لمجرد أن المشهد جذب أعينهم ـ بحسب تعبيره ـ.
وترجع زينب الزرولي ـ 38 سنة ـ زيادة استهلاك الأدوات الدراسية بالمقارنة حاليًا مع الأجيال الماضية، إلى غياب الرفاهية في الوقت السابق، بعكس ما قد يبذله أولياء الأمور الآن لأبنائهم شكلًا وموضوعًا، ظنًا منهم أن ذلك قد يساعد الطلبة في زيادة التحصيل الدراسي.