تعاني حاليًا معظم المناطق في منطقة الوحيشي من نقص أو غياب كامل لوسائل النقل بسبب قلة أعداد الحافلات التابعة لشركات النقل الكبرى.
"ننتظر الحافلات في منطقة مزنين لساعات وعندما تأت الحافلة أخيرًا تمتليء بالركاب في ثوان معدودة، حيث يصل عدد الركاب إلى 23 راكبًا من شدة الازدحام خاصة يوم السبت لأنه يوم السوق"، هكذا قالت بسمة، أصيلة منطقة مزنين، مشيرة إلى أن حافلات النقل متوفرة في جميع الأوقات في منطقة بئر دارسن على عكس مزنين التي تعاني من وضع كارثي بسبب عدم توفر وسائل النقل.
يواجه محمد، 57 عامًا، أزمة يومية خلال ذهابه للعمل في العاشرة صباحًا بسبب عدم توفر وسائل النقل سوى يوم السبت، مشيرًا إلى أن المعاناة تتفاقم خلال عودته إلى المنزل في الرابعة عصرًا بسبب تكالب الأشخاص على الحافلة التي تأت نادرًا، موضحًا أنه كان من الممكن تفادي هذه الأزمة إذا سمحت كل حافلة بوجود العدد المسموح للركاب على متنها.
ليس كبار السن فقط من يعانون من أزمة النقل، فتواجه مروة، 30 عامًا، هذه الأزمة أيضًا فهي تنتظر أكثر من ساعة صباحًا ومساءا كي تستطيع إيجاد حافلة تقلّها من وإلى العمل في إحدى المصانع بمعتمدية بني خلاد، مشيرة إلى وجود 3 سيارات فقط للنقل الريفي يسمحون بركوب 9 أشخاص على متنهم، مما يجعل البقية ينتظرون دورهم والذي قد يأت بعد ساعات من الانتظار.
لا يعاني مواطني منطقة الوحيشي من نقص الحافلات فقط بل يعانوا أيضًا من ارتفاع تذكرتها التي تبلغ 1250 مليمًا، فيقول معز، أصيل منطقة الوحيشي،: "لا يوجد أوقات محددة للحافلات، كما يوجد دوامة نسميها دوامة الثلاثة وعشرين راكبًا حيث تمتليء الحافلات بالناس فور وصولها بسبب ندرتها وهذا الازدحام سيء جدًا".
تؤثر أزمة النقل على المدارس أيضًا، فتنزل فردوس، 17 عامًا، من منزلها في السادسة من صباح كل يوم حتى تستطيع الذهاب إلى المعهد في الموعد المحدد، العاشرة صباحًا، وبالرغم من هذا المجهود تصل فردوس إلى معهدها متأخرة، وتبدأ معاناة جديدة في الخامسة مساءا حيث تقف منتظرة الحافلة لأكثر من ساعة حتى تستطيع الذهاب إلى المنزل.
تواصل المشعل مع رضا العايش، معتمد الجهة، الذي أوضح أن سبب الأزمة هو عدم توفير خطوط شركة النقل لحافلات في بعض الطرق مثل طريق المدارس الذي تتوفر فيه حافلة واحدة فقط لنقل التلاميذ، مشيرًا إلى أن وسائل النقل أصبحت تقتصر فقط على سيارات الأجرة الخاصة مما جعل الأزمة تتفاقم ويعاني منها المواطنين.