يمثل شراء ملابس العيد الجديدة مصدرًا للبهجة والسعادة في تونس، حيث يرتدي الأطفال هذه الملابس ويتنزهون بها في وسط المدينة لشراء الألعاب بالعيدية، ولكن سببت ملابس العيد مؤخرًا ضغطًا نفسيًا على الأهالي نظرًا لارتفاع أسعارها المبالغ فيه.
أعلن المرصد الوطني للتزويد والأسعار بوزارة التجارة وتنمية الصادرات في بيان له، أن ملابس العيد شهدت زيادة في الأسعار تتراوح بين 4 و17% مقارنة بأسعار العام الماضي.
وأوضح رمزي الطرابلسي، مدير المرصد الوطني للتزويد والأسعار، في لقاء إذاعي سابق، أن أسعار ملابس العيد للفتيات اللاتي يبلغن أقل من 6 سنوات تتراوح بين 73 و140 دينارًا في محال الملابس الشعبية، بينما يبلغ سعرها 245 دينارًا في المحال المتوسطة، ويتراوح سعرها بين 181 و407 دينارًا في المحال الراقية، مشيرًا إلى أن ملابس الفتيات اللاتي يبلغ 6 أعوام فيما فوق تتراوح بين 73 و417 دينارًا.
أما الفتيان الذين تبلغ أعمارهم أقل من 6 سنوات فتتراوح أسعار ملابسهم بين 88، 138، 219، و419 دينارًا بحسب خامة الملابس، بينما يتراوح سعر ملابس الفتيان الذين تبلغ أعمارهم 6 سنوات فيما فوق بين 88، 224، و424 دينارًا، هذا بحسب ما أوضحه الطرابلسي الذي أشار إلى أن الإقبال على شراء ملابس العيد هذا العام كان متوسطًا.
قررت العديد من الأسر مقاطعة شراء ملابس العيد لأطفالهم مثل سميرة بوستة، ربة منزل وأم لثلاثة أطفال، فهي تقول لـ"المشعل": "لا أستطيع شراء ملابس العيد لأطفالي هذا العام نظرًا لارتفاع أسعارها، فراتبي لن يكفي لشراء الملابس لثلاثة أطفال، ولذلك سأجعلهم يلبسون ملابس العام الماضي حتى تنخفض الأسعار وأستطيع الشراء".
أما نهى خليف، معلمة، فاشترت ملابس العيد قبل حلول شهر رمضان حتى تستطيع شراءها بسعر مناسب قبل ارتفاعها بسبب الموسم.
"راتبي 500 دينارًا فقط فلا يمكنني شراء الملابس مرتفعة السعر لأبنائي ولذلك سألجأ إلى سوق الملابس المستعملة حتى أسعد أطفالي بلبس جديد في العيد وفقًا لمقدرتي المالية"، هكذا قال محمد زعينين، عامل وأب لولدين.
تأثر أصحاب محال الملابس بالأزمة الاقتصادية أيضًا، فأوضحت لبنى بريمة، صاحبة محل ملابس، ضعف الإقبال على الشراء هذا الموسم، مشيرة إلى أن الأهالي يدخلون لمعاينة الملابس ثم يخرجون بعد معرفة أسعارها قائلة: "لدي مسئوليات كصاحبة محل ملابس مثل إيجار المحل وتوفير الرواتب للعمّال، فكيف أقوم بتخفيض الأسعار؟".
وعلى العكس قامت حنان الشوك، صاحبة محل ملابس، بالإعلان على صفحة المحل على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن تخفيضات على الملابس خلال بيعها لبعض القطع في اللايف، فهي قررت التكيف مع الظروف الاقتصادية الحالية وعدم الاكتفاء بعرض ملابسها في محلها فقط، بل أصبحت تعرضها على خاصية البث المباشر عبر فيسبوك، مشيرة إلى أن أهم شيء بالنسبة لها هو إسعاد الأهالي بملابس العيد.
ومن ناحية أخرى، أوضح لسعد مناصري، صاحب محل أحذية، أنه تم استنزاف المواطن التونسي ماديًا خلال شهر رمضان، ولذلك لم يستطع شراء ملابس العيد حاليًا، متمنيًا تحسّن الأوضاع الاقتصادية في المستقبل.