حالة من الحماس كانت تسيطر على مواطني تونس خلال الأيام الماضية، لاسيما مشجعي كرة القدم، بسبب مباراة المنتخب التونسي ضد نظيره من ناميبيا في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تعقد بكوت ديفوار حاليًا.
كانت المباراة بالأمس، ولكن مُني المنتخب التونسي بهزيمة هدف نظيف أمام نظيره منتخب ناميبيا، وذلك في أولى مباراياته في البطولة. "المشعل" رصد في التقرير الحالي الأجواء الحماسية التي سبقت المباراة للمواطنين ثم خيبة الأمل التي أصابتهم بعد المشاهدة والهزيمة.
حسام اليعقوبي، تونسي يعمل في محل بيع المصوغات، قال قبل انعقاد المباراة، إن تونس منذ العام 2004 لم تحقق فوز أو تصل إلى النهائيات في بطولة كأس الأمم الأفريقية: "لذلك نحن ننتظر منذ 20 عامًا استقبال فرح الفوز ورفع الراية التونسية كفخر لكل الجمهور والمحبين الذين ينتظرون نتيجة مميزة في نهاية هذا اللقاء، لأن لدينا الكفاءة والمهارة للفوز وبالتالي".
أما بلحسن إبراهيم، 45 عامًا، عامل في مصنع، قال إنه يتمنى من كامل الفريق والمدرب أن لا يخيبوا آمال التونسيين، الذين ينتظرون الاستمتاع بشعور الفرحة على نار منذ سنوات عديدة وبالتالي سيتابع المباراة في المقهى مع أصدقائه.
وعلى المقاهي كانت نفس الحالة الحماسية للمشجعين قبل المباراة، إذ قال أمير الأحمر صاحب مقهى في بني خلاد، هذه التحضيرات تكون فرصة لاستقبال أكبر عدد من الأهالي والمواطنين، الذين يتوجهون للمقاهي من أجل مشاهدة المباراة.
وأضاف: "وخلال ساعات المباراة تكون طلبات المشروبات في تلك الساعات كثيرة، ما يزيد من الإيراد اليومي للقهوة، لاسيما في فصل الشتاء إذ لا يرتاد الكثيرون المقاهي بسبب البرودة التي تمنعهم من النزول"
أما عادل الدرويش، صاحب مقهى آخر، قال إن قناة بث المباريات تكون عبر الإنترنت، وأي صاحب مقهى يستغل تلك المناسبة من أجل زيادة إقبال المواطنين عليه، بسبب عدم اشتراك كثيرون في القنوات الناقلة للمباراة، فيكون أسهل حل لهم هو مشاهدة المباراة على المقهى، وتكون الأجواء حماسية أكثر.
للنساء أيضًا اهتمامات كروية، فتقول نرهان العبيدي، تونسية، أنها ستشاهد المباراة عبر البث المباشر في وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأن القناة التي تبث المباراة غير متوفرة في منزلها، متمنية الفوز للمنتخب التونسي.
لم يقف الأمر إلى حد الحماس والتشجيع، ولكن تكهن الكثيرون من التونسيين بنتيجة المباراة، وجاء أغلبها متوقع الفوز للمنتخب التونسي، لكن ما حدث هو خسارة تونس ضد ناميبيا بهدف نظيف.
ورصد "المشعل" تعليقات مشجعي الساحرة المستديرة حول تلك الهزيمة التي تلاقها المنتخب.
قال بلحسن عون الله، عامل يومي، إنه عاش خيبة أمل كبيرة، بعد نهاية المباراة لأن النتيجة لم تكن متوقعة، والتعويل على المنتخب التونسي كبير، في وقت أضاع فيه الفريق فرصة تسجيل هدفين بكل سهولة: "كانت تلك البداية ولا نعلم ما الذي سيحدث يوم السبت؟".
أما حازم المكني، تونسي ومحب لكرة القدم، رأى أنه في نهاية الشوط الأول كان أداء اللاعبين سيء للغاية، لذلك غادر المقهى ولم يشاهد المباراة حتى نهايتها وعلم فيما بعد بالهزيمة التي تلقاها المنتخب التونسي.
هو نفس الرأي الذي قاله الإعلامي الرياضي مالك بن حمودة، في تصريحه لـ"المشعل" بتأكيده أن فوز ناميبيا كان مستحق بسبب أدائه الجيد، مبينًا أنه على المنتخب التونسي مراجعة عدة أمور لاسيما في الخط الأمامي والهجمات.
وأضاف: "اللاعب السخيري ثقيل للغاية في حركته واللاعب عيدوني مكانه في التشكيل الأساسي، أما اللاعب يوسف المساكني كان أفضل لاعب مع الحارس بن سعيد؛ ولا بد من تلافي كل تلك الأخطاء في المباريات القادمة".
وأوضح أنه يجب على المنتخب التونسي إدارك أن كرة القدم تطورت، وأن المنتخبات لاسيما الأفريقية تطورت وأصبح أدائها جيد، والدليل على ذلك نتائج المبارايات السابقة، لذلك على المنتخب تحسين أدائه.