أيام قليلة تفصلنا عن وداع عام، واستقبال آخر جديد، وفي بني خلاد، يفضّل الأهالي استقبال العام بحلوى أو كما يطلق عليها "مرطبات" رأس السنة الشهية، التي تزين المتاجر في مثل هذا الوقت، انتظارًا لبدء الاحتفالات.
تجولت "المشعل" بين متاجر حلوى رأس السنة المختلفة، لرصد حركة بيع وشراء الحلوى لهذا العام، خاصة في ظل أزمة نقص السكر، الحليب، والبيض التي تواجهها البلاد حاليًا.
كعكات مختلفة ألوانها وأشكالها، أحدها بالشوكولاتة، وأخرى بالفواكه، تعلوها عبارات التهنئة بالعام الجديد، سواء باللغة العربية أو الفرنسية، هذه هي مرطبات بني خلاد المميزة لأعياد الميلاد.
تقف غادة محمود في منتصف متجرها منتظرة من يريد شراء حلواها اللذيذة، ولكنها تخشى أن يؤثر ارتفاع الأسعار على حركة البيع، قائلة: "ارتفعت المواد الأساسية للطعام، بل وأصبحت محدودة التداول في الأسواق، مما أثر بالتبعية على ارتفاع أسعار الحلويات، فهي تتراوح بين 50 إلى 75 دينار، ويمكن أن تبيعها المتاجر الكبرى بسعر يصل إلى 200 دينار أو أكثر".
تحلى بعض التجار بروح عيد الميلاد، فقرروا عدم رفع الأسعار حتى يستطيع كل شخص شراء الحلوى لأسرته، منهم محمد كبير الذي قال: “بالرغم من ارتفاع تكلفة المواد الأساسية للطعام، إلا أنني حاولت ضبط أسعار الحلوى، حتى تكون مناسبة للجميع، فالأسعار لدي تبدأ من 30 دينار، ومن الممكن أن تصل إلى 85 دينار فقط".
أما التاجر حمزة إبراهيم فكان له رأيًا آخر، مشيرًا إلى ضرورة زيادة الأسعار لموازنة المصروفات، حتى لا يعاني متجره من أية خسائر مادية، فلا يجد الأموال اللازمة لدفع رواتب العمال مستقبلًا، موضحًا أنه وضع أسعارًا متنوعة تتناسب مع الجميع، فأسعار الحلوى لديه تتراوح من 35 إلى 75 دينار.
لم تؤثرالأزمة الاقتصادية على أصحاب المتاجر فقط، بل أثرت أيضًا على أصحاب المشروعات الصغيرة، فوفاء حميد التي تصنع الحلوى في منزلها لتجنب تكلفة إيجار متجر، وجدت نفسها مضطرة لزيادة أسعار الحلوى التي تصنعها، لتصبح 45 دينارًا للحلوى متوسطة الحجم، و65 دينارًا للأكبر حجمًا.
تقول وفاء: "نعيش حاليًا وفقًا لظروف اقتصادية صعبة، فأسعار شراء المواد الغذائية ارتفعت، حتى الفواكة أصبحت باهظة الثمن، وسعر الـ100 جرام من الزبدة الذي كان تكلفته دينارين، أصبح 3 دنانير، ولذلك اضطررت لزيادة أسعار البيع".
كحل للخروج من هذه الأزمة، فكر بعض الأشخاص في صنع الحلوى بمنازلهم، ومنهم ربة المنزل مديحة بالعيد، التي تواجه مشكلة ارتفاع أسعار المستلزمات الغذائية منذ فترة، ولذلك شعرت بأنها لن تستطيع تحمل تكلفة شراء حلويات باهظة الثمن، بجانب توفير احتياجات المنزل الأساسية من الطعام.
ووافقتها الرأي نهى بن عمر، ربة منزل، التي قررت طهي كعكة بسيطة في منزلها للاحتفال بالعام الجديد، عوضًا عن شراء الحلوى من المتاجر.
في حين لا تستطع سمر الورغي، معلمة، الاستغناء عن شراء حلوى رأس السنة لعائلتها، حتى لا تكسر العادة السنوية لتجمع الأسرة حول طبق الحلوى الشهي، وتبادل أطراف الحديث بفرح، قرر محسن الصيد، عامل، عدم شراء الحلويات هذا العام، لأنه يحتاج إلى توفير الضروريات الغذائية لعائلته، بدلًا من صرف الأموال لشراء كعكة واحدة فقط.
ووافقه الرأي أيمن بوستة، الذي يرى أن حلوى رأس السنة يمكن الاستغناء عنها بصنع كعكة بسيطة في المنزل، مشيرًا إلى أن الهام في الأمر هو إضفاء أجواء الفرح في النفوس، وليس من المهم شكل أو سعر الكعكة.
تصوير: نور الزين
-
مرطبات رأس السنة ببني خلاد