"تيشرتات" عائلة محب.. مشروع شبابي من "فلوس العيدية"

تصوير: ندى حنيجل

كتب/ت ندي حنيجل
2023-11-26 00:00:00

"ليه مقدرش إن أنا أطبع اي حاجة أنا نفسي فيها" ترددت تلك الجملة في عقل "مؤمن" منذ طفولته، والتي كانت أمنيته هو الطباعة على التيشرتات، والتي لم تكن منتشرة وقتها، وأصبح سوق الملابس شعبي”.

"كنت عايزة أعمل حاجة مفيدة بدل ما أضيع وقتي في الإجازة"، أما عن ملك فكان ذلك ما يدور في عقلها؛ لكي لا تهدر وقتها في الإجازة.

بدأ "مؤمن محب"، طالب الثانوية العامة "شعبة علمي رياضة"، مشروعه الخاص، وهو طباعة التيشرتات من عام ونصف ولحقته أخته "ملك محب" طالبة بالصف الأول  الثانوي في طباعة الحقائب "التوت باجز"، وهي حقائب مصنوعة من قماش الكتان يبلغ مقاسها 30 في 40، ويوجد منها أنواع مُقسمة بجيوب.

وبدأت "ملك" مشروعها لبيع "التوت باجز"؛ لانتشارها وحُب الناس لاستخدامها في حياتهم اليومية، ويقيمان بمدينة طلخا حيث بداية مشروعهما ومكان عملهما وهو منزلهما.
   
يقول "مؤمن محب": إنه بدأ مشروعه عندما كان يفكر في العمل مع أصدقائه واستغلال موهبتهم أيضًا، وبدأت الفكرة عندما كان في إجازة الصف الأول الثانوي "حسيت إني لازم أعمل أي حاجة مفيدة"، كما أضاف أنه "مصمم ديزاينر"، ويحب عمل التصاميم منذ طفولته، ويحب صناعة بوسترات لأفلام الكرتون المفضلة له في طفولته مثل "سبايدرمان، برق بنزين".

بدأ بعد ذلك في تصميم طباعة الملابس بالتحديد؛ لأن سوق الملابس أصبح شعبي فلم يجد ديزاينات لمحبين مُغنين الراب "وهو نوع من أنواع الغناء الهيب هوب".

ويكمل: "فيه ناس بتشوف أشكال حلوة عند محلات وشركات غالية فبيطلبوها مني".

كما أضاف، أن بداية المشروع لم تكن مكلفة له فكانت بـ800 جنيه العيدية الخاصة، وكان ذلك أول مشروع خاص به فقام بفتح صفحة "sytrus store" على تطبيق "الانستجرام".

وواصل: "قدرت بالنظام والسعي إني أوصل للحاجة اللي بحبها، وأن كل يوم اتطور عن اليوم اللي قبله".

وأضاف: أن أهله وأصدقائه هم أكثر الداعمين له، وأن خططه بعد انتهاء الثانوية العامة فتح محل خاص به وشراء ماكينة الطباعة "dtf"رغم غلاء سعرها فهي تزيد عن نصف مليون جنيه، لكنه يؤمن بأنه يستطيع تطوير عمله وشرائها.

ويتم توصيل ماكينة الطباعة بـ"اللاب توب"، وإدخال ملف بالتصميمات بتنسيق معين وتعيين طول التصميم بالمتر، وأشار مؤمن لكبر حجم ماكينة الطباعة.
 
كما أوضح أنه يضيف التصميم المطبوع على التيشرت بورق الزبدة باستخدام المكبس الحراري، ويضع ورق الزبده كى لا يتم حرق التصميم أو تقشيره، وأنه الآن يتعامل مع مطبعة تقوم بالطباعة بتلك الماكينة، وأن الفرق بين تلك الطباعة وأشكال الطباعة الأخرى جودتها وعدم تقشيرها، كما تتمكن من طباعة أية تصميم، ولكن هناك بعض الماكينات ذات طباعة مقيدة كاللون والمساحة.

وأضاف أنه يقوم بتجهيز التصميم على اللابتوب، وقياسه على التيشيرت، وطباعة التصميم وقصه؛ ليتم كبسه على التيشرت الذي يطلبه من المصنع.

وأكمل حديثه بأن أكبر تحدي في مجال التيشرتات هو المنافسة لوجود الكثير يعملون بنفس المشروع فهو يحاول أن يكون مميز عنهم.

أما عن تفاصيل العمل، قال إنه يبدأ من الصغر، لأنه هو من يصنع التصميم، ويقوم بتجهيز الملف لجميع الكمية، ويطلب التيشرتات من مصنع بالقاهرة، ويقوم بطباعتهم وذلك يبذر الكثير من وقته، لكن يقوم بتوفير المال "لو خليت ديزاينر تاني يعملهم بياخد فلوس كتيرة"، خاصة أن أسعار المتر في الطباعة التي يعمل بها تبدأ من 180 جنيه.

أما عن دراسته؛ فقال "أصعب حاجة عدت عليا اني أنظم الشغل في فتره الامتحانات"، وأن وجوده كطالب ثانوية عامة يجعله لا يستطيع تنظيم الأمور بطريقة صحيحة؛ لعدم تنظيم مواعيد دروسه مع مواعيد عمله، ولكنه سوف يضحي بوقته مع أصدقائه في يوم الجمعة للعمل بمشروعه، وسيستمر ذلك الأمر لشهر ديسمبر.

أما بعد ذلك فـسيبدأ ضغط الثانوية العامة، لذا سيقوم بتعيين ديزاينر يقوم بالعمل جيدًا ويمتلك نفس الطاقة والشغف للعمل مكانه. 

وأنهى حديثه: "عمري ما هسيب البيدج إلا لما أكون جبت أخري"، وأنه لا يستطيع إهمال دراسته.

وتقول ملك محب أنها كانت تفكر في بدء مشروعها من الدراسة في العام الماضي، "كنت عايزة أعمل حاجة مفيدة في الإجازة"، وإن فكرة التوت باجز كانت مميزة لها وغير منتشر بيعها أونلاين بالمنصورة، وأنها حقائب عملية في الدروس وتحمل اللابتوب الخاص بها، واختارت فكرة الطباعة باختيار الزبون أي تصميم يريده لأنه لن يجد ذلك الاختيار في المحلات، فقامت بفتح صفحة "Cordelia store" علي الانستجرام لعرض منتجاتها.

وأضافت أنها تستخدم طباعة dtf رغم غلاء سعرها، ولكنها ذات جودة عالية، لتستطيع تقديمها للزبائن، وأنها تشتري التوت باجز من إحدى المصانع في المحلة، ويتم إرسالها لها من خلال إحدى شركات الشحن بكمية كبيرة لطباعتها.

وأكملت حديثها أنها رغم سنها الصغير "المشروع لم يعد صعب، ولكنه بحاجة لشخص قد المسؤولية وعنده شغف"، وأن أصدقائها وأهلها أكبر داعم لها، وأن رأس المال لمشروعها كان من والدها لشراء الخامات، وكان يبلغ 1000 جنيه من ضمنهم كروت المشروع الخاص بها، وأكملت عملها بالمكسب الخاص بها.

وأضافت: "بعمل الكولكيش، وأنزله ولما يجي أوردر من المصنع بجهز الشُنط وأكبسها وأعمل باكدجينج وأجهزه وتنتظر المندوب للتوصيل“.
 
كما أن التحديات التي تواجهها أنها لا تعلم إذا كان سيتم استلام الأوردر حقًا، وتوترها أيضًا بعدم ظبط حجم الديزاين على الحقائب وتأخير مواعيد الأوردر.

وأضافت "ملك" أن خططتها المستقبلية لا تتعلق بمشروعها، ولكنها تأمل أن يكون لها عمل وحياة مستقلة، وستكمل المشروع بجانبهم، وأن تقوم بإدخال منتجات جديدة لمتجرها.

وأضافت أنها لكي تنظم وقت العمل مع الدراسة فهي تنظم يومها بين العمل والدراسة  والجيم.

واجتمع ملك ومؤمن في أنهم يستخدمون للتوصيل شركات شحن، ولكن لأصدقائهم وأقاربهم يقومون بلقائهم وتوصيل الأوردر.