عد أن تغيرت معظم معالم المنصورة التي لم يزرها كل سكان الدقهلية، لم تعد ملجأً للاستمتاع كما كانت في الماضي، باتت كثير من معالم المدينة تشكو الهدم أو الخراب.
فتعاني (الهابي لاند) المكان الأشهر على الإطلاق من هدم أجزائها، وتحويلها لمنطقة مهجورة، وتحول جزء من حديقة شجر الدر إلى محلات تجارية، بينما هجرت حديقة حيوان المنصورة على أمل التجديد.
تعد حديقة "الهابي لاند" واحدة من أهم معالم المنصورة والتي نشأت في ستينات القرن الماضي، وتضم أشجارًا نادرة يزيد عمرها عن 150عام، على مساحة 10835 متر مربع، وتعود تلك الحديقة لعهد الخديوي إسماعيل باشا والذي بني له قصر عام 1870 في المنصورة، وضم محكمة استئناف المنصورة وحديقة غناءة متمددة.
مر أكثر من 10 أعوام على محاولة ترميم الحديقة مرة أخرى، ففي عام 2016 طالب محافظ الدقهلية الأسبق بتطويرها لتكون أفضل الحدائق في مصر والوطن العربي بتكلفة 120 مليون جنيه.
ولكن في عام 2018 خلال استكمال أفكار التطوير اقترح محافظ الدقهلية الحالي تحويل الحديقة لفندق على جزء من الأرض بارتفاع 12 طابق وذلك لتتم الاستفادة من مساحة الحديقة وربطها بحديقة "صباح الخير يا مصر"، وتحويل الحديقة لقاعة مؤتمرات لخدمة الفندق.
ومن ضمن حدائق المدينة، "حديقة حيوان" المنصورة التي أنشئت عام 1949 بعد أن تبرع بها الخواجة "توريل" الذي أنشأ الحي الذي تقع الحديقة فيه والتي بنيت علي مساحة 12257متر مربع.
واشترط أن تكون الحديقة للحيوان فقط، و يجب الاهتمام بها ، وإذا تم تغير نشاط الحديقه تعود إلى ورثته، وفي عام 2021 قام النمر الملقب بـ "ببر" حديقة الحيوان بقتل حارسه، وتم بعدها بيع الثلاث ببر.
ونظم أهالي المنصورة حملات ضد البناء على (حديقة الهابي لاند - حديقة صباح الخير يامصر - حديقة عروس النيل وإزالة أشجارها المُعمرة - وهدم قصر ثقافة المنصورة "مسرح أم كلثوم" والذي تم تصميمه من قبل أحد رواد العمارة المصريين "السيد كريم" وسجل قصر الثقافة في قوائم التراث لدى جهاز التنسيق الحضاري) حتى لا تتحول إلى مجموعة أبراج سكنية وإدارية.
فتقول نور وليد - 13عام - إحدى زائرات الحدائق، إنها زارت حديقة الحيوان و حديقة شجر الدر وحديقة الهابي لاند أكثر من مرة، وكانت تقضي هناك الإجازة الخاصة بها منذ كانت في الخامسة من عمرها وحتي الـ9 من عمرها.
وأضافت في حديثها لـ"قلم المنصورة"، إنها كانت تذهب لأماكن أخرى بجانب تلك الحدائق، لافتة إلى أن المدينة فيها أماكن كثيرة للتنزه كالنوادي والمطاعم والحدائق وتلك الأماكن للكبار والصغار أيضاً، وعبرت عن حزنها بسبب هجران تلك الحدائق، مشيرة إلى رغبتها في رجوع تلك الأماكن كما كانت من قبل بسبب أنها كانت الخروجات الوحيدة لمعظم الأشخاص وكانت تبني لهم ذكريات سعيدة وجميلة.
أما سما محمد، فتقول إنها زارت تلك الأماكن مرتين تقريباً عندما كانت في الصف الخامس أو السادس الابتدائي تقريبًا، وأنها كانت تذهب إليها للتنزه في أي وقت، وليس في المناسبات فقط، وتضيف : "تلك الأماكن كانت بمثابة النزهات العائلية لي، لكن الآن يوجد النوادي وهي أكثر ولكن الحدائق كانت أفضل".
أما محمد مدحت - 25 عام - لم يقم بزيارة تلك الحدائق، فهو يعتبر أن الجلوس أمام النيل والذهاب للمطاعم القديمة أكثر إمتاعًا.
ويكمل: "الحدائق التي كانت في ذلك الوقت ممتعة، لكن الآن حدث تطور للعالم فيجب تطويرها، ولا أعتقد أني سأزورها، ولكنني مع تطويرها ليفرح الأطفال بها".
ويقول أحمد وليد - 25 عام - إنه لم يقم إلا بزيارة حديقة الحيوان التي كانت بتوريل، ويرى أنها كانت وسيلة للمتعة وكان الأشخاص يتجمعون فيها.
ويكمل: "أما عن أماكن هذا الوقت فهو لا يرى أنها أماكن للمتعة والخروج، فمن الممكن الذهاب فقط للمقاهي.