بانوراما".. حكاية مطعم قدَّم التراث الأسواني على ضفاف النيل

Photographer: صورة أرشيفية

Written By أمنية حسن
2022-09-29 00:00:00

 

أحجار أثرية .. عملات معدنية تاريخية .. مشروب "الجبنة" .. آلات موسيقية قديمة، وغيرها من الموروثات الأسوانية، بقت حبيسة جدران مطعم وكافيتريا "بانوراما" تفتقد صاحبها الذي جمعها بعد بحثٍ طويلٍ، واعتنى بها حتى فرقهما الموت في يناير الماضي.

يمكنك تمييز المطعم وسط مجموعة من المقاهي المصطفة على ضفة النيل بأسوان؛ فتحمل لافتته الخضراء اسم "بانوراما"، فوق عدة سلالم منخفضة تأخذك لباب الدخول المغلق منذ سنوات، إلى صالة كبيرة تمتلئ جدرانها بلوحات ومخطوطات، وتحف ظل صاحبها يجمعها طوال سنوات حياته.

لم يكن المطعم مشابهًا لغيره، فلم يكتفِ بتقديم المأكولات والمشروبات فقط لزوراه، وإنما ضايفهم بالتراث الأسواني، الذي جاب عويضه لأجله أراضي المحروسة، يجمع كل ما يتعلق به من أحجارٍ، وأواني خزفية، وأعمال فنية.

تخرج عويضة في كلية التجارة، ثم عمل في قصر ثقافة أسوان، ليسافر بعد ذلك لإحدى دول الخليج، ثم يعود مرة أخرى لأسوان بادئًا رحلته في العمل الحر التي انتهت بتأسيس مطعمه "بانوراما".

وكان من القليلين المهتمين بعرض تراث أسوان في مطعمه لكل زواره من المصريين والأجانب؛ إذ اعتبره بمثابة متحف خاص يجمع فيه المقتنيات النادرة، فظل متمسكًا بروح المكان العتيق، فاتحًا أبوابه دائمًا لكل محب للتراث.

احتضن مطعمه أحجار، وأدوات موسيقية عتيقة، وعملاتٍ معدنية تجاوز عمرها المائة عام، في أجواء فاحت فيها رائحة مشروب "الجَبَنَة"، وهي قهوة يقدمها سكان أسوان من قبيلة العبابدة تصنع بطريقة خاصة.

وتعرض المطعم للغلق عدة مرات، تأثرًا بركود السياحة في بعض الفترات، وارتفاع إيجار المكان إلى الضعف، ما دفع صاحبه لرفع قضية بمجلس الدولة في عام 2014م، إلا أنه لا يزال مغلقًا منذ خمس سنوات.

في حياته حاول صلاح عويضة إهداء متحف النوبة بعض المقتنيات التراثية النادرة لكن المتحف رفض ذكر اسمها عليها، فلم يكتمل الأمر.

وتقول ابنة أخيه إيمان عويضة، أن صديقه مدحت فاخوري، الذي رافقه سنوات طويلة، يسعى مع الدكتور شوقي معروف، إلى تشييد متحفٍ بمقتنيات الراحل للحفاظ عليها بعد وفاته.

ويوضح مدحت فاخوري أنهم ينتظرون انتهاء أعمال التجديد بقصر ثقافة أسوان، مشيرًا إلى إمكانية عرض بعض مقتنيات المطعم في "فترينات" قصر الثقافة.

كما أكد في حديثه لـ"عين الأسواني" أن وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم تهتم بالموضوع، لافتًا إلى أنه لا يملك معلومات بشأن مستجدات الوضع حتى الآن