الحناء.. تراث السودانيات في أسواق أسوان

Photographer: فاطمة منتصر

Written By فاطمة منتصر
2022-02-22 00:00:00
على زاوية صغيرة بشارع الشواربي تجلس ثلاث سيدات سودانيات، تعرضن منتجات للعناية بالبشرة للبيع إلى السائحات و خدماتهن لنقش أيديهن بالحناء.
تعرف الحناء كعادة فرعونية قديمة، حيث كانت تستخدم كطلاء لأيدي المومياء قبل دفنها وكان في معتقدهم أن وضع الحناء على الأيدي والأقدام يحفظها ويقيها من الشر.
واشتهرت محافظة أسوان بحب أهلها للحناء حيث تكثر في شوارعها السيدات الآتي يرسمن الحناء للفتيات والعرائس؛ ففي بداية شارع الشواربي نجد السيدات السودانيات يعرضن المنتجات العطرية السودانية وحناء الرسم.
تجلس "أم قمر" تستقبل زبائنها بابتسامة واسعة، تقول إنها انتقلت من السودان لتعيش في مصر منها عامان بمدينة أسوان، بدأت فيها عملها برسم الحناء.
تفرق "أم قمر" بين حنة الرسم السريعة والرسم بالدخان والفارق بينهما هو مدة الرسم والحاجة إلى التثبيت، وتقول: "حنة الدخان لها مكونات وطقوس خاصة، ظاما الحنة التي ترسم في الشارع فتحتاج إلي مادة إضافية لتثبيت الرسم ليظل واضحًا لمدة خمسة أيام حيث أن المياه بأسوان بها نسبة من الكلور يؤثر على وضوح النقش".
تضيف "أم قمر": أن الطلب على رسم الحناء يزداد في مواسم الأعياد والأفراح و رأس السنة وفي فصل الشتاء لتواجد السياح ولكنهم دائمًا ما يطلبون رسومات بسيطة و لكنها تحتاج إلي جهد كبير.
على مقربة من موقع جلوس أم قمر جلست "ندى عبدالله"، سودانية أخرى تركت عملها كشرطية في السودان عندما انتقلت مع زوجها للحياة بأسوان قبل سبع سنوات.
تتندر "ندى" بأنها تعلمت رسم الحناء بسبب أنها طلبت من حنانة الرسم لها فأخلفت موعدها، فتعلمت الرسم عندما رسمت لنفسها ما تريده، و شجعها على هذه الخطوة حبها لرسم الشخصيات التاريخية، و بدأت "ندى" بعدها في تحويل هوايتها للرسم إلى مصدر للرزق منطقة الشواربي لمزاولة مهنة الحنانة للفتيات و العرائس.
وجاءت "عائشة محمد" لأسوان عام 2018، لبيع الدلكة، والبخور، والعطور السودانية للتجار ولكنها أضافت لبضاعتها رسم الحناء للفتيات.
تقول إنها تحب الرسم منذ صغرها ترسم في آخر ورقة فى كراسات الدراسة، وأغرب طلب للحناء كان لشخصية كرتونية "تنة ورنة" في البداية تفاجأت حين طلبت زبونة هذه الرسمة، ولم أتقنها لأول مرة ومع التكرار أصبحت سهلة مما أسعد زبائنها.
تستخدم "عائشة" أنواع الحنة الحمراء من مدينة "الدامر" فى السودان، حيث تصنع وتطحن هناك، وأيضًا الحنة السوداء الأشهر استخداما في النقش على الجسد.
وتضيف: أن معظم السائحات يفضلن نقش رسومات بسيطة مثل مفتاح الحياة الفرعوني لأنه رمز شهير لمصر القديمة.