"وقت وفلوس".. ربات البيوت يكشفن نتيجة "تخزين الطعام" لرمضان  

تصوير: رؤية حسن - سيدة تشتري احتياجاتها من الخضروات بأحد أسواق بورسعيد

كتب/ت رؤية حسن
2025-03-27 12:41:36

اعتادت ربات البيوت كل عام مع حلول شهر رمضان، على تخزين كميات من السلع، خوفًا من غلائها خلال الشهر الكريم، لكن أسعار هذا العام فاجأت الجميع، حيث جاءت على عكس توقعاتهم، ومع اقتراب حلول عيد الفطر، تكشف سيدات من بورسعيد، كيف كانت نتيجة التخزين مُخيّبة لآمال غالبيتهن، فيما وصفه بعضهن بأنه "خسارة وقت وفلوس".

استعدادات

منذ ما يقارب الشهر، سارعت نجلاء فتحي، ربة منزل، بتخزين كميات من السكر والدقيق والأرز، وكذلك "الكوسة"، خوفًا من ارتفاع أسعارها، حيث قامت بتقطيعها ووضعها في ماء ساخن، ثم تجفيفها وتعبئتها في أكياس بلاستيكية، تمهيدًا لوضعها في "الفريزر"، استعدادًا لرمضان.

تقول نجلاء: "أقوم بتخزين المواد الغذائية بشكل منتظم كل عام قبل شهر رمضان لتجنب الزيادة في الأسعار ولتلبية الاحتياجات المتزايدة خلال الشهر الكريم، لذا قمت بتخزين الكوسة حينما كان سعرها 15 جنيهًا للكيلو الواحد، فيما كان سعرها العام الماضي 20 جنيهًا، لكني لو كنت أعلم أن الأسعار لن ترتفع، ما كنت خزنت كل هذه الكميات، فقد شعرت أنني أضعت وقتي وجهدي".

عمل جماعي

أما زينب أحمد، ربة منزل، فجمعت شقيقتها وبناتها ليساعدوها في تحضير "تخزينة رمضان"، وقررت قبل بداية الشهر أن تخزن "البسلة"، عن طريق تنظيفها وغسلها جيدًا ووضعها في أكياس بلاستيكية محكمة الغلق وتخزينها في الفريزر، وكذلك  الطماطم، فكانت تغسلها وتجففها ثم تقطعها وتخزنها في أكياس مُحكمة الغلق في الفريزر أيضًا.

ومع اقتراب نهاية الشهر الكريم تقول "زينب": "ندمت على كل هذا التخزين، لو كنت اشتريت الكميات التي أحتاجها أسبوعيًا لكان أفضل، فأغلب الأسعار ظلت مستقرة ولم أكن أعلم بذلك، إلا أن الخوف من تكرار سيناريو ارتفاع الأسعار كل عام، هو ما دفعني لتحمل معاناة من تخزين كل هذه الكميات".

بقوليات فقط

اختارت "ليلى محمود"، ربة منزل، تخزين البقوليات مثل العدس والفول والسكر والزيت، قبل شهر رمضان، وكان دافعها أن تلك السلع تشكل الأساس للعديد من الوجبات المصرية التقليدية خلال الشهر المنصرم.

ومع اقتراب عيد الفطر، تقول "ليلى" لـ"البورسعيدية": "سعر العدس الأصفر خلال شهر رمضان تراوح بين 44 و50 جنيهًا، بينما كان العام الماضي 60 جنيهًا للكيلو، أما الفول البلدي والمستورد، فكان سعرهما يتراوح بين 28 و34 جنيهًا هذا العام، مقارنة بـ40 جنيهًا في العام الماضي"، وأضافت "هذا السيناريو هو ما دفعني لتخزين كميات كبيرة من البقوليات هذا العام، ولكني ندمت على كل هذا التخزين، لو كنت أعلم أن الأسعار ستكون مستقرة، ما كنت خزنت كل هذه الكميات، الآن لدي أكثر مما أحتاج".

تضييع جهد

وافقتها في الرأي عائشة راضي، ربة منزل، التي كانت تتابع الأسعار بقلق قبل حلول شهر رمضان بأسابيع، مُعتقدة أن أسعار الطماطم والبسلة سترتفع في شهر رمضان، لذا قامت بشراء وتخزين البسلة التي كان سعرها 15 جنيهًا هذا العام، مقارنة بـ25 جنيهًا في العام الماضي، والطماطم التي بلغ سعرها 5 جنيهات هذا العام، مقارنة بـ20 جنيهًا في العام الماضي.

خطة "عائشة" نجحت في التخزين، لكنها لم تنجح في التوفير، لكنها الآن تقول بأسى: "ندمت على كل هذا التخزين، لو كنت أعلم أن الأسعار لن ترتفع، ما كنت خزنت كل هذه الكميات، شعرت أنني أضعت المال والجهد".

كانت أمينة مصطفى، ربة منزل، تشعر بالقلق أيضًا بشأن تكاليف التحضير لرمضان، وقامت أيضًا بشراء وتخزين السلع بالاتفاق مع زوجها، ومع نهاية الشهر الكريم واقتراب موسم عيد الفطر الذي يحتاج لميزانية جديدة، وأمام هذه الميزانية، ترى أمينة أن خطة تخزين سلع رمضان كانت "ضياع للمال".

تخزين الدواجن

وتختلف هنا معهم بعض الشيء، وفاء محمد، ربة منزل، التي قامت بتخزين الدواجن عن طريق تنظيفها وتقطيعها إلى قطع صغيرة ثم وضعها في أكياس وكتابة تاريخ الشراء على كل كيس، وكانت تخزن الدواجن في الفريزر وتستخدمها حسب الحاجة خلال شهر رمضان، وبالفعل كانت تلك طريقة ناجحة لأن الدواجن واللحوم ارتفعت أسعارهم بالفعل، كما كانت تخزن الليمون الذي وصل سعره إلى 80 جنيهًا للكيلو.

أما عما قالته هدى فاروق، ربة منزل أخرى، فكانت تفضل شراء الدواجن الطازجة من السوق بدلًا من تخزينها، حيث كانت تعتقد أن الأسعار لن ترتفع بشكل كبير، وهي الآن تقول بفخر: "الحمد لله إنني لم أخزن، الأسعار كانت مستقرة واشتريت ما أحتاجه فقط".

وتتفق معها فاطمة سعيد، ربة منزل، التي تعارض فكرة التخزين، وترى أنه ليس حلًا مناسبًا لمواجهة ارتفاع الأسعار "أرى أن شراء الكميات الضرورية فقط وبشكل منتظم يوفر الوقت والجهد ويقلل الهدر"، واعتمدت على الشراء من الأسواق المحلية فحسب.

تصوير: رؤية حسن - سيدات يشترين اختياجاتهن من الطعام بأحد أسواق بورسعيد