بينما يجلس عمرو رضوان في صالته الرياضية، ظنًا منه أن، الأحد الماضي، يومًا عاديًا، فوجيء بانقطاع المياة والكهرباء عن صالته، ومن ثم قدوم بلدوزر، ليبدأ في هدم المدخل الأمامي للصالة الرياضة، لفتح الطريق لتفريغ محتوياتها، وذلك ضمن خطوات إخلاء نادي بورسعيد، وإنشاء استادًا جديدًا للنادي المصري على أرضه.
يجلس رضوان داخل صالته الرياضية -التي يديرها منذ عام 2003- رافضًا أي محاولات للهدم، ومدافعًا عن "حقه" كما يقول، الذي سيضيع مع عملية الإخلاء.
يروي رضوان لـ "البورسعيدية"، أنه وضع كل رأسماله في إنشاء وتطوير صالته الرياضية داخل نادي بورسعيد وفقًا لعقد مبرم مع محافظة بورسعيد وذلك منذ خروجه على المعاش المبكر بدرجة مدير من إدارة التربية والتعليم. يضيف: "تواصل معي كامل أبو علي، رئيس النادي المصري، منذ أربعة أشهر، واتفق معي على حصولي على مبلغ مادي، تعويضًا عن إخلاء المكان لبناء الاستاد الجديد، ووعدني أن ذلك سيتم في أقرب وقت، بمجرد تواصله مع الشؤون القانونية بالنادي، ولكن لم يتصل بي أحد من وقتها".
وأضاف: "تفاجئت بفسخ محافظ بورسعيد للعقد الذي يثبت أحقيتي في التواجد في نادي بورسعيد، دون وجه حق، وخلال هذه الفترة حاولت التواصل معه أكثر من مرة، ولكن دون جدوى، فرفعت قضية على وزارة الشباب والرياضة والمحافظ، إلى أن تواصل معي مؤخرًا، ياسر يحى، عضو مجلس إدارة النادي المصري، وقدّم لي عرضًا جديدًا، بتوفير مساحة لصالتي الرياضية داخل النادي الاجتماعي للنادي المصري، على أن أتحمل جميع تكاليف إنشاءها من جديد، ولذلك رفضت العرض".
لم يقع الضرر على رضوان خلال الفترة الحالية فقط، بل بدأت معاناته مع إنشاء الاستاد الجديد منذ عامين، عندما بدأت أخبار إخلاء نادي بورسعيد لإنشاء الاستاد في الانتشار، فتخوّف بعض المشتركين في الصالة الرياضية من غلقها فجأة، وفقدانهم لأموالهم، خاصة وأن الاشتراك في الصالة الرياضية شهريًا، مما جعل رضوان يمر بضائقة مالية، وصلت إلى ذورتها حاليًا.
"عرضت الصالة للبيع في شهر يناير الماضي، ولكن لم يهتم أحد بشراؤها"، هكذا قال رضوان الذي حاول الخروج من ضائقته المالية عدة مرات دون جدوى، مندهشًا من آراء البعض، الذين يتهمونه باستغلال الموقف لتحقيق منفعة شخصية، مشيرًا إلى أنه لو كان هذا هو هدفه، لكان طلب تعويضًا كبيرًا، خاصة بعد إنفاقه 2 ونصف مليون جنيهًا، على صالته الرياضية، ولكنه لم يحدد أي مبلغ لمغادرة نادي بورسعيد.
أوضح رضوان أن لو أحدًا عرض عليه مبلغ مقدم وحق تجهيز الصالة الرياضية الجديدة، لكان وافق على الخروج من النادي على الفور، دون أي شروط، مشيرًا إلى أنه يطلب المساعدة لأنه غير قادر على تحمل هذه التكاليف، قائلًا: "لا أريد أن أكون العائق أمام سعادة شعب مدينتي، فأنا مشجع للنادي المصري، وابن مدينة بورسعيد، ولا أريد أيضًا الوقوف أمام قرارات الدولة، ولكن ليس معي المال لإنشاء صالة جديدة".
تواصل "البورسعيدية" مع رجب عبد القادر، نائب رئيس مجلس إدارة النادي المصري، والمتحدث الرسمي باسم المجلس، ولكنه رفض التعليق.
يذكر أنه، بدأ إخلاء نادي بورسعيد الرياضي، في 24 من شهر نوفمبر الماضي، وفقًا لقرار عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، بنقل نادي بورسعيد الرياضي من موقعه الحالي مؤقتًا، إلى الأرض التي تم تخصيصها له بمنطقة الشؤون والمخازن بشارع عادل الشربيني، وذلك لحين الانتهاء من مشروع إنشاء استاد النادي المصري الجديد.
كما نُشر بيانًا سابقًا لمجلس إدارة النادي المصري ، كان نصه: "نؤكد على ضرورة تنفيذ مشروع مجمع استاد النادي المصري الجديد، الحلم، على كامل مساحة الأرض البالغ مساحتها 70 ألف متر مربع تقريبًا، حيث تبلغ تكلفة المشروع حوالي 3 مليار و507 مليون و172 ألف، منهم مليار و280 مليون للاستاد، وباقي التكلفة برج اقتصادي استثماري متعدد الاستخدامات والمنطقة المحيطة به".
وأضاف البيان: "سيقام الاستاد في اتجاه الشمال جنوب طبقًا لاشتراطات الاتحاد الدولي لكرة القدم، وسيشمل 22 ألف و566 متفرج بالإضافة إلى 220 مقعد لكبار الزوار، و8 غرف مميزة، وذلك على مساحة حوالي 38 ألف متر مربع، وطول الملعب من 100 إلى 105 متر، وعرض من 64 إلى 68، ويضم 3 مدرجات للمتفرجين يمين ويسار، كما سيضم المشروع برج متعدد الاستخدامات، يتكون من 30 دور، الأرضي مول تجاري، و15 دور فندق، و15 دور وحدات سكنية، ومحيطه مطاعم وكافتيريات وحمام سباحة".