أيدينا تحلق، قلوبنا تدق وترفرف، يده اليسرى ملتفة حول عنقي، أشعر بالأمان كأنني في منتصف البحر، لم أكن أتصور أن يأتي يوم ويملأ قلبي كل هذا الأمان، لم يختلج وجداني بهذا الشعور من قبل.
قررنا سويا أن نحتفل باللحظات السعيدة والسفر للمرة الأولى، أن نصبح مثل طائر النورس الذي هرب من الحياة وعاش في أحضان البحر بحثًا عن الأمان، أن نجعل هذا الطائر السعيد شاهدًا على شعوري هذا وأنا بين يد محبوبي.
لأول مرة داخل المعدية في أحضان البحر، كأنني أراها للمرة الأولى واسعة بهذا الشكل ربما بسبب ضيق الحياة من حولي، هذه هي زيارتي الأولى إلى مدينة بورسعيد.
نطعم النورس يقطع محمد الخبز ويعطيني، ألوح بيدي حتى يلتقط الطائر الخبز، حقًا كان شعورًا لا يوصف، قال لي محمد قبل أن أركب معه المعدية أن شعور إطعام الطيور لا يًوصف وهذه التجربة لا تنسى.
مع من كنت تفعل هذا حتى علمت أنه شعور جميل لا يوصف؟، تغيرت ملامح وجهه، ونظر في عيني قائلًا: «لماذا تذكرني بالذي مضى؟»، مسكت يده وإزاحتها عن عنقي، رافقني صوت أستاذ أحمد مشرف الرحلة قائلًا: «يلا يا أستاذة شذى أركبي الأتوبيس عشان المعدية وصلت ونتحرك».
كرر نداءه عدة مرات وأنا لم أسمع سوى صوت واحد في أذني يقول: «مؤلم أفتقدك كثيرًا يا شذى أكثر من أي وقت مضى»، هزتني يد الأستاذة انتصار قائلة: «مالك قومي مش سامعة أستاذ أحمد بينده عليكي».
كانت غفوة جميلة ذكرتني بإحساس لم أجربه طوال حياتي، وكلمات حلمت أن تكون حقيقة، حتى شعور الغيرة لم أتذوقه، حلمت بالحب ٣٠ عامًا ولم أجربه فقد ضاقت حياتي.