قراءة في كتاب "فن الكلام"

كتب/ت فاطمة زين
2024-03-02 00:00:00

 

واحدة من أهم عوامل النجاح، هي قدرة الإنسان على توصيل إحساسه وأفكاره، فكثير ممن حققوا ذاتهم عرفوا أن موهبة فن الكلام، هي السبب الرئيسي لهذا التميز والنجاح، لكون الاتصال ليس من المهارات الاختيارية التي يمكنك العيش بدونها، وإنما هي رفيقك في الحياة في معظم الأوقات.

 

"فن الكلام"، كتاب يتحدث عن المهارات بشكل مختلف، يتناسب مع واقعنا الذي نعيش فيه والبشر الذين نتعامل معهم، ستجد نفسك في هذا الكتاب وأنت تتكلم وتسمع، كما ستجد فيه أصدقاؤك وأقاربك وزملاؤك يتكلمون وينصتون.

 

يشير الكتاب إلى أهمية الاهتمام في حياتنا الشخصية والعملية بإتقان فن الكلام.

 

ومؤلف هذا الكتاب هو الدكتور إيهاب فكري، كاتب وباحث في علوم الإدارة، من مواليد العام 1971، حاصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من جامعة عين شمس، وماجستير إدارة الأعمال من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، ودرجة الدكتوراه في استراتيجيات التسويق من الجامعة الأمريكية بلندن.

 

أكثر الفصول التي أعجبتني في هذا الكتاب هي فصول المقاطعة، فهناك أنواع لها مثل المقاطعة للمعارضة، عندما يتحدث أمامك شخص ويقول رأيه في موضوع ما لكنك غير موافق على الرأي، فتجد أن هناك بعض المعلومات الناقصة عند المتكلم، وتعتقد أنه تنبيهك له سيغير رأيه، وبهذه الطريقة ينزعج المتكلم من مقاطعتك لحديثه بسبب مقاطعته.

 

أما الفصل الرابع عن المقاطعة للموافقة، فهناك من يريد أن يكمل للمتحدث الجملة قبل أن يقولها، وذلك لأنه متحمس لما يقال له، أو لأنه يريد إثبات أنه يعرف الموضوع، وأن ما تقوله ليس شيئًا جديدًا، بل معروف بشكل جيد، ولكن هنا يشعر المتحدث بعدم الاهتمام لحديثه، وأن هم المستمع الوحيد هو إثبات معرفته الموضوع.

 

ويستكمل الكتاب أن هناك مقاطعة للمرح، فكلما تتحدث يقاطعك الآخر بفكاهة سخيفة أو تعليق يعتقد أنه ظريف، وقد تكون أنت تتحدث في أمر مهم أو قضية تحتاج إلى تركيز، ولكن هذا الشخص لا يهمه سوى إظهار سرعته البديهية في التعليقات الساخرة، حتى يصبح الحوار مملًا.

 

ما لم يعجبني في الكتاب، أن الكاتب لا يتكلم باللغة العربية الفصحى، كما لا يوجد فهرسًا فيه لكنني استفدت الكثير، مثل عدم مقاطعة المتحدث، وعلمت بعد القراءة إنني أفتقد الصمت الذكي وأصبحت أجيده، ولا أتحدث في الأوقات الخطأ، وأفكر قبل الكلام وأن أحول انتباه الآخرين لي عندما أتحدث.

 

وبعد قراءتي لهذا الكتاب أثر على حديثي مع الآخرين تعلمت أن أفكر في كلامي قبل أن أقوله، وعدم مقاطعة الآخرين، لأنه إذا قاطعت أحدًا في حديثه سوف ينزعج ولا أحد سوف ينتبه لحديثه، لذلك ذُكر في الكتاب طريقة التنسيق في الحديث.

 

وعندما قرأت هذا الجزء تعلمت كيف أجعل كلامي مناسبًا للحديث دون مقاطعة أحد، وبعد القراء حين يقاطعني أحد أثناء الحديث أشعر بما ذكره الكتاب جيدًا.