في قرار مفاجئ ألغى محافظ أسوان، اللواء إسماعيل كمال، الاحتفال بالعيد القومي للمدينة لهذا العام، والذي كان من المقرر إقامته غدًا الأربعاء، وأرجعت المحافظة السبب إلى ترشيد الإنفاق بهدف توجيه الموارد المالية إلى مشروعات البنية التحتية الضرورية، والتي لم تعلن تفاصيلها.
ويُعدّ عيد أسوان القومي من المناسبات الهامة التي تحتفل بها مدينة أسوان سنويًا، إذ يرجع الاحتفاء به لذكرى إنهاء العمل في بناء السد العالي في 15 يناير عام 1971، فهو أحد المشروعات الهامة في تاريخ أسوان ومصر كلها، والذي شارك فيه الأسوانيين بمجهوداتهم وطاقاتهم.
ووفقًا للصفحة الرسمية لمحافظة أسوان فإن إلغاء هذه الفعاليات جاءت بهدف توفير الأموال اللازمة لتطوير وتوسيع البنية التحتية في المحافظة، خاصة في مجالات الطرق والمياه والكهرباء والصرف الصحي.
ورصدت "عين الأسواني" مظاهر الاحتفال بعيد أسوان القومي لدى بعض سكان أسوان، حيث كانت آراؤهم متباينة ومتفاوتة، إذ تحرص نجوى عبد التواب، 45 عامًا، على طقس سنوي في كل عيد قومي، فيما قالت "في هذا الوقت من العام أحرص على زيارة حديقة النباتات ومعبد فيلة، أحب قضاء أطول فترة ممكنة برفقة أولادي وعائلتي. أعتبر هذا اليوم مميزًا بالنسبة لي، فهو يوم راحة وتجمع عائلي، وعلى الرغم من أن هذا اليوم قد يتزامن أحيانًا مع فترة امتحانات أحد أبنائي، إلا أنني لا أفوت هذه الفرصة، بل أذهب للاحتفال بالعيد مع عائلتي، حتى وإن لم يكن ذلك في نفس اليوم".
وعلى الناحية الأخرى لا تعلم مها خيرت علي، 17 عامًا، بالتاريخ الموافق لعيد أسوان القومي، ولا تهتم به، معلقة "أنا لا أعرف متى يكون عيد أسوان القومي، عائلتي وأنا لا نحتفل به، لكننا بعد إنهاء اختبارات النصف الدراسي الأول نخرج في نزهة خفيفة فقط".
أما أحمد صابر، 55 عامًا، فحكى لـ"عين الأسواني" عن ذكرياته مع العيد القومي، بقوله "زمان كنت بحضر الاحتفال، وكان عبارة عن إطلاق صفارات من البواخر وعرض مراكب بالنيل، بالإضافة إلى إقامة طابور عرض بجوار مبنى المحافظة، يشمل فعاليات متنوعة من مراكز الشباب والرياضة والتربية والتعليم وقصور الثقافة، وعرض عربات من الزهور تحمل مجسم السد العالي، وكان يشارك في العرض الخمس مراكز بأسوان".
كل تلك الذكريات تغيرت بعد جائحة كورونا، بحسب حديث صابر، الذي أضاف "الاحتفال تغيّر ولم يبقْ أي احتفال".
جدير بالذكر أن الاحتفال بالعيد القومي لأسوان في السنوات الماضية، حظى باهتمام بالغ من المحافظة، إذ كانت تهتم بإقامة الأنشطة المتنوعة التي تشمل عروضًا فنية وثقافية ومسيرات مهيبة، كذلك حضور كبار المسؤولين والشخصيات العامة.
كما كانت تُنظم عروض عسكرية تُعبر عن القوة الوطنية والإرادة الشعبية، بالإضافة إلى ندوات ثقافية تسلط الضوء على تاريخ المعركة وتضحيات أبناء أسوان.
وكان المحافظون الذين توالوا على مدينة أسوان قديمًا يحرصون على إحياء المناسبة بشكل يعكس الفخر والاعتزاز بالماضي، وكان الاحتفال يشمل كذلك تقديم جوائز تكريمية لأبناء أسوان المتميزين في مختلف المجالات.