استضافت، أمس، جمعية "صناع السلام" احتفالية خاصة تهدف إلى تعزيز السلام والمساواة والوعي المجتمعي، وذلك في إطار حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
بدأت الفعالية في الثالثة عصرًا بلقاء تعريفي لأنشطة الجمعية، واستمرت فقرات الاحتفالية حتى التاسعة مساءً، واختتمت بعرض مسرحي يعكس قيم السلام والانسجام المجتمعي.
من بين الفقرات التي ضمّت الحفل؛ أنشطة رياضية تحت شعار "رياضة من أجل السلام"، ومبادرة "بصمة" ومبادرة "بمبي"، كما انطلقت حلقة نقاشية حول تعزيز التعايش السلمي بين البشر والطبيعة، فضلًا عن فعالية "تعليم من أجل السلام" التي تركز على تنمية فهم الأطفال والشباب لأهمية السلام والحوار المتبادل.
ويقول محمد شوقي، رئيس مجلس إدارة جمعية "صناع السلام"، في حديثه لـ"عين الأسواني"، إن الغرض من إنشاء الجمعية هو نشر فكرة السلام ونبذ العنف والتمييز العرقي، وقد تأسست الجمعية عام 2016، في فترة الصراع بين قبيلتي الدابودية والهلايلة، بعدها توسعت الجمعية لتشمل محافظة أسوان بأكملها.
مبادرة بصمة للتوعية الأسرية
ولاء محمود فوزي، وهي ميسرة في مبادرة "بصمة"، أوضحت أن هدف المبادرة مواجهة التمييز القائم في التربية الأسرية، وأكدت ولاء على أن المبادرة تعتمد على أنشطة مختلفة تتضمن عروض مسرحية تساهم في توعية الأسر بأهمية عدم التمييز بين أفرادها.
كما أضافت "المبادرة موجهة لشريحتين عمريتين؛ الأولى من 15 إلى 25 سنة، والثانية من 25 إلى 35 سنة، تستمر الأنشطة الخاصة بالبرنامج على مدار يومين لكل فئة، ثم ينظم يوم ختامي يجمع الشريحتين لخلق مساحة تعارف وحوار مشترك".
رسالة السلام عبر اللعب
وفي الجانب الرياضي، تحدثت زينب خالد محمد، عضو لجنة تنظيم الفعالية، عن نشاط "الرياضة من أجل السلام"، وأوضحت أن من بين الأنشطة المقدمة لعبة بالبلالين، تُربط فيها كل بالونة منتفخة بقدم طفل، ويُطلب منهم الحفاظ عليها، فتظهر غريزيًا الرغبة لدى البعض في فرقعة بالونات الآخرين، وبعد انتهاء اللعبة، يشرح المسؤولون عن النشاط عدم وجود ضرورة للاعتداء على الآخرين، وأنه كان من الأفضل أن يركزوا على بالوناتهم، وكان بإمكان الجميع الفوز دون خسارة.
وتضيف زينب "الهدف من اللعبة هو غرس فكرة أن التعاون هو السبيل لتحقيق السلام، خصوصًا للأطفال في الفئة العمرية بين 10 و15 سنة الذين يؤثر اللعب في تكوين وعيهم المستقبل".
زوايا متنوعة لنقل فكرة السلام للجمهور
من جانبه، أوضح عبدالرحمن صابر، عضو الجمعية، وميسر في مبادرة "بمبي"، أن المبادرة تستهدف توعية البنات في سن البلوغ بشأن التغيرات الفسيولوجية التي يمرون بها أثناء الدورة الشهرية.
وأوضح أنه يُجرى العمل بالمبادرة عبر جلسات تثقيف ودعم النفسي على نشر الوعي ومحاربة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتهدف "بمبي" إلى تغيير النظرة المجتمعية والتوعية بالفروق الطبيعية التي تمر بها الفتيات، مستفيدين من الفن كوسيلة للتواصل والتأثير.
وأشارت أشري محمد شوقي، عضو بالجمعية، إلى نية تثبيت اليوم كاحتفالية سنوية للتوعية بالسلام.
الأطفال: "نتمنى إقامة فعاليات أخرى"
وكان للأطفال المشاركين نصيب من الفعالية، حيث عبرت زينب أشرف، البالغة من العمر 12 عاماً من كومبو، عن سعادتها بالمشاركة، وقالت "لعبت ألعابًا كثيرة، وأحببت لعبة البلالين التي جعلتنا نركز على عدم فرقعة البالونات الخاصة بنا، كما استمتعت بلعبة الكرة ولعبة أكس أوه، وأتمنى أن تقام فعاليات أخرى للمشاركة فيها".
أما أدهم محمد شوقي، البالغ من العمر 10 سنوات من نصر النوبة، فقد أضاف قائلًا "جمعية صناع السلام تكبر معنا، وكل يوم تحمل لنا رسالة جديدة. استمتعت بالألعاب التي علمتنا التعاون والتركيز، كما أن صناع السلام غرست في نفسي قيمًا جديدة".
أثر الفعالية على البالغين
وفي تعبيرها عن انطباعها عن الفعالية، قالت أسماء عبد الفتاح، مختصة تطوير تكنولوجي بإدارة كومبو التعليمية، "كنت أتوقع أن يكون اليوم عاديًا، لكنني تفاجأت بما وجدته من اهتمام ووعي لدى هذا الجيل بأهمية التوعية والدعم النفسي. كان يومًا جميلًا، وأشكر المنظمين على الدعوة الكريمة، لقد نجحت جمعية "صناع السلام" في خلق يوم مميز يعكس القيم التي تسعى الجمعية إلى ترسيخها، وهي السلام، المساواة، وتقبل الآخر".