نظّمت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بالتعاون مع سفارة الهند، مسابقة فنية بعنوان "لمحات من الهند"، أمس الأربعاء، بحضور مسؤولي المركز الثقافي الهندي، على مستوى الإدارات التعليمية، بحديقة فريال بكورنيش النيل، للاحتفاء بالعلاقات الطيبة بين مصر والهند.
وصرحت فاتن علي محمد، موجه عام التربية الفنية لـ"عين الأسواني"، أن مسابقة الرسم نُفّذت لجميع المراحل التعليمية، على مستوى خمس إدارات تعليمية؛ هي أسوان ودراو ونصر النوبة وكوم أمبو وأدفو، فيما تهدف المسابقة إلى تعزيز الصداقة والثقافة المصرية والهندية.
وأضافت الموجه العام أن 1000 طالب وطالبة شاركوا في المسابقة على مستوى الإدارات التعليمية الخمس بأسوان، لزيادة الوعي الثقافي للأنشطة المقامة بالمدارس، فيما شهدت المسابقة إقبال أولياء الأمور لدعم وتشجيع أبنائهم، إذ شاركت العديد من المدارس في المسابقة الحالية، على عكس الأعوام الماضية التي شارك فيها 300 طالب وطالبة فقط.
استمرت المسابقة نحو ساعتين ونصف، بحسب ما ذكرت فاتن، وقامت لجنة التحكيم التي يترأسها مدير المركز الثقافي الهندي، المعروف باسم مركز "مولانا آزاد"، ومسؤولَيْن من السفارة الهندية، وبعد تقييم جميع المراحل التعليمية تظهر النتائج، إذ يُجرى اختيار 5 فائزين في كل مرحلة تعليمية، أي 15 فائزًا، فيما يُمنح الفائزون بالمركز الأول على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، ويحصل باقي الفائزين على شهادات وجوائز عينية.
دعم نفسي للمشاركين
تشارك أميمة كمال الدين، موجه أول أسوان للتربية الفنية، للمرة الأولى في المسابقة دعمًا للطلاب، إذ أنها عرّفتهم معنى الموهبة ودورهم تجاهها، وشددت في حديثها لـ"عين الأسواني" على أهمية التعامل مع المواهب بطريقة صحيحة وعدم إهمالها، موضحة أن بعض أولياء الأمور يعتقدون أن الموهبة قد تكون عائقًا في الدراسة.
وقامت أميمة بتوعية الطلاب بضرورة تقسيم أوقاتهم بشكل منضبط "بحيث يعطون الدراسة والموهبة حقهما"، وأشارت إلى أن المشاركة في المسابقة تعزز الموهبة وتساعد على تطويرها، كما لاحظت وجود تفاعل وتنافس إيجابي بين الطلاب.
ذكرت ثناء عبد النبي، مدرسة تربية فنية بمدرسة الباحثة البادية الابتدائية، أن المدرسة تشارك للمرة الأولى في هذه المسابقة، حيث حضر معها 27 طالبة تدربوا لمدة عشرين يومًا قبل المسابقة، وكانت مراحل التدريب تتضمن رسم لوحات تعبر عن الهند ومعالمها عبر البحث على الإنترنت، مما ساعدهم على الرسم بمفردهم، وعبّرت ثناء عن سعادتها بنجاح الطلاب من إنهاء رسوماتهم في ساعة واحدة، رغم أن مدة المسابقة ساعتين ونصف.
حنان عبد الرازق عبد المقصود، موجه عام التربية النفسية بأسوان، أكدت أن دورها في المسابقة يركز على الجانب التنموي للمواهب ودعم المتأخرين دراسيًا، إذ شملت المسابقة أعمارًا من 6 إلى 18 عامًا، وشارك فيها أكثر من 70 مدرسة.
كما ذكرت دولاجي فخري، معلم أول تربية فنية بمدرسة الأقباط، أنها عرفت بالمسابقة من خلال التوجيه بمديرية التربية والتعليم، واختارت الطلاب بناءً على أعمالهم السابقة وأدائهم، فيما تدربوا- بحسب ما قالت- على رسومات تدمج بين الحضارة الفرعونية والهندية.
الطلاب المشاركون
لم تكن تلك المرة الأولى التي يشارك فيها يوسف أحمد، طالب في المرحلة الثانوية بمدرسة المستقبل، في المسابقة، إذ شارك أربع مرات قبل ذلك، مُحققًا الفوز لثلاث سنوات متتالية، وحصل على شهادة تقدير ودرع من مديرية التربية والتعليم بأسوان، بالإضافة إلى كتاب، لكن لم يحالفه الحظ في السنة الرابعة للفوز.
وذلك بخلاف مروان حسن، طالب بمدرسة المواساة الإعدادية، الذي يشارك للمرة الأولى، وأوضح أنه استخدم ألوان الباستيل للتعبير عن الثقافة الهندية، مُعربًا عن حبه للرسم منذ طفولته، وأشار إلى أن والدته كانت المحفز الأول له، ما جعله يستمر في مجال الرسم.
شاركت أيضًا جنى أحمد، طالبة في الإعدادية بمدرسة محمد مكاوي يعقوب للغات، بالمسابقة، ولا تقتصر مشاركات جنى على الرسم فقط، بل شاركت أيضًا في مسابقات متنوعة مثل مسابقة نادي التجديف، إذ أنها فازت بالمركز الأول في عام 2020، وأضافت أن طرق تعلم الرسم بين الطلاب في المسابقة متنوعة، فمنهم من تعلم الرسم عن طريق النقل، ومنهم من اعتمد على الطبيعة الصامتة، بينما استخدم آخرون الصلصال والألوان المائية.
يُذكر أن مسابقة "لمحات من الهند" أُقيمت للمرة الأولى في عام 1994، إذ شارك في المسابقة الفنية طلاب من المدارس في 17 محافظة على مستوى الجمهورية.