تواصلت إدارة العلاقات العامة بشركة الصناعات الكيماوية المصرية "كيما"، مع عين الأسواني على خلفية مزاعم إلقاء مخلفاتها في مخر السيل، وفقًا لمصدر داخل شركة المياه أن المصنع كان يصرف مخلفاته في محطة وادي العلاقي للصرف الصحي، لكن الأمر لم يدم لوجود مشاكل فنية أدت إلى تعطل الصرف، لتصل بعدها مخلفات المصنع إلى نهر النيل.
كان ذلك عقب الاتهامات التي طالت المصنع من مستخدمي على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن دوره في التسبب في حالات الإعياء والنزلات المعوية التي طالت 480 حالة ترددت على المستشفيات الحكومية، وفقًا لبيان سابق لوزير الصحة خالد عبدالغفار داخل مستشفى الصداقة في 23 سبتمبر 2024.
ربط المصنع بمحطات المعالجة
وأوضح المصنع في رسالة مكتوبة إلى عين الأسواني، مُرفق بها مستندات قرار ربط المصنع بمحطات المعالجة لشركة المياه، أن منظومة الصرف الصحي والصناعي الخاصة بالشركة رُبطت بشبكة الصرف الصحي التابعة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان، ليتم تصريف المياه المعالجة بالكامل عبر محطتي 9 و10 التابعتين لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان، وتُنقل المياه المعالجة إلى الغابة الشجرية في منطقة العلاقي، ضمن خطة شاملة للحفاظ على البيئة وتجنب أي تصريف للمياه إلى نهر النيل أو أي من فروعه.
وأعرب عن رفضه القاطع لما وصفه بـ"الشائعات المغرضة" التي تهدف إلى تشويه سمعة الشركة، واستعداده لاستقبال أي وفود من الجهات الرقابية والإعلامية للاطلاع على عملياتها والتحقق من التزامها الصارم بالمعايير البيئية، واتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة ضد ما أسماه مروجي هذه الإشاعات.
وأكد المصنع أنه منذ تنفيذ ربط أنظمة الصرف، لم يقمْ بأي تصريف لمياه الصرف الصناعي أو الصحي إلى نهر النيل أو أي من فروعه، وأن جميع مياه الصرف تُعالج وفق الإجراءات المتفق عليها وتُوجّه للاستخدام الآمن في الغابة الشجرية.
زيارة السيسي لأسوان
بينما نفى المهندس عبدالصبور الراوي، القائم بتسيير أعمال شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان، لعين الأسواني قيام مصنع كيما بإلقاء مخلفاتها مباشرة في مخر السيل. إذ أوضح أنه تم عمل محطة معالجة ثلاثية، عقب زيارة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي إلى أسوان في عام 2017، لتقوم المحطة بمعالجة المياه لتصبح مطابقة للمواصفات إلى حد صلاحيتها للشرب.
كما فسر دورة انتقال مخلفات مصنع كيما قائلًا إن المصنع يلقي مخلفاته في محطة للصرف الصناعي لديه داخل المصنع ليقوم بمعالجتها لتصبح مياه مطابقة للصرف الصناعي، وتنتقل بعدها إلى محطات شركة مياه الشرب التي تقوم بمعالجتها ثلاثيًا حتى تصبح مطابقة للمواصفات وغير مشكلة لأي ضرر، بعدها تقوم شركة المياه بصرفها في مخر السيل، بجانب صرف مياه مدينة أسوان التي تلقيه شركة مياه الشرب، مؤكدًا على أن المياه التي تُصرف من مخر السيل لا تشكل أي ضرر فهي صرف معالج ومكشوف على ضفة النيل، ولا يمكن أن تتركها الجهات الرقابية في حال تشكيل أي ضرر.
تطوير محطات المياه بعد أزمة أسوان
وعلى خلفية أزمة إصابات أسوان، بدأت أعمال التطوير التي تجريها شركة مياه الشرب في أسوان، وأوضح "الراوي" أنه يتم العمل حاليًا على ربط منطقة أبو الريش التي كانت غالبية الإصابات بالنزلات المعوية منها بمحطة مياه جبل شيشة، إلى جانب تطوير محطات ساحل أبو سليم 1 و2 و3 وأبو سبيرة ومحطة الطويسة والكرور وبعض المحطات في إدفو، وفي مرحلة البدء في إحلال وتجديد ورفع كفاءة شبكة المياه بمحطة بقلويس وأبو سمبل وصحاري.
وتهدف خطة التطوير إلى مسؤولية كل محطة عن صيانة وغسل محطتها لضمان مأمونية المياه، بجانب إنشاء محطات مياه كبيرة لتغذية أكبر قدر من المناطق بدلًا من كثرة المحطات الصغيرة.