تزامنًا مع موسم المدارس.. "حلاوة المولد" تزيد من الأعباء المادية على الأهالي

تصوير: فاطمة محمد - إقبال ضعيف على شراء حلويات مولد النبي في أسوان

أضاف قدوم موسم المدارس مع المولد النبوي لهذا العام حملًا إضافيًا على الأسر، فضلًا عن ارتفاع أسعار حلويات المولد والمستلزمات الدراسية، مما دفع بعض الأسر للاستغناء عن حلاوة المولد أو صنعها يدويًا في المنزل، مانحين الأولوية لشراء احتياجات أولادهم المدرسية.

 

صناعة حلاوة المولد منزليًا
تقول مها عصام، ربة منزل وتعمل مدرسة، إن أسعار حلاوة المولد مرتفعة للغاية هذا العام، ولا تستطيع شرائها بسبب ضرورة شراء احتياجات المدارس لأولادها الثلاثة، وتحكي قائلة "أصغر أطفالي في الصف الرابع الابتدائي وأكبرهم في الصف الأول الإعدادي، ميزانيتي لا تكفي لشراء احتياجات المدارس بالإضافة لحلاوة المولد".

لذا قررت صنع حلاوة المولد بكميات صغيرة في المنزل "وعند حساب التكلفة وجدت أنها لن تزيد عن 150 جنيه فقط، ولكن عند شرائها سأدفع ما لا يقل عن 400 جنيه”.

وتستكمل مها موضحة أن وفاة زوجها منذ عامين أضاف ضغطًا ماديًا عليها "أتحمل عبء الإنفاق الآن وحدي، وأحاول ألا أشعر أولادي بأي فرق، لذلك أحاول تدبر أمري بقدر الإمكان وأقل تكلفة”.

الاستغناء التام

تُجاهد مريم حسين، ربة منزل، تدبير أمرها هي أيضًا، إذ إن الأزمة الاقتصادية تعصف بالمصريين منذ التعويم الثاني في مارس 2022، وقد وصل سعر الدولار حاليًا إلى 48 جنيه، بعدما كان سعره 20 جنيه بعد التعويم الأول في نوفمبر 2016، وأثر ارتفاع سعر الدولار على أسعار السلع الغذائية والمواد الخام التي تدخل في عمليات التصنيع، مما أشعر المواطنون بغلاء مستمر، فضلًا عن رفع الحكومة أسعار عدد كبير من المنتجات المدعومة مثل البنزين والكهرباء والخبز، بسبب توقيع مصر في مارس الماضي حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي.

وتضيف مريم أن دخلها الشهري لا يتعدى 5 آلاف جنيه، وبسبب الأقساط المطلوبة التي لجأت إليها لشراء أجهزة كهربائية في جهاز ابنتها المتزوجة حديثًا، تعيش مريم بمصروف شهري لا يتجاوز 3 آلاف جنيه، وبسبب الوضع المتأزم لدى أسرتها اضطر زوجها للخروج إلى العمل باليومية في أيام إجازاته، لذلك ستجاهد مريم كثيرًا في توفير نفقات مستلزمات المدارس لأولادها.

في الوقت نفسه تقول مريم: "لا أستطيع إخبار أولادي بوضعنا المادي، خاصة ابني الأكبر، لأني أخاف أن يهمل في دراسته ويقرر العمل لمساعدتنا"، وتحاول الأم الاقتصاد قدر الإمكان في تكاليف المعيشة والمواصلات، مما يضطرها أحيانًا للسير لمسافة كبيرة.

أما عن شراء حلويات المولد، فقد قررت مريم الاستغناء عنها هذا العام تمامًا "في وضعنا الحالي مستحيل إننا نشتريها، وكمان سعر كيلو الحلاويات المشكل وصل لـ180 جنيه، واضطريت أقول لولادي إني نسيت أشتريها". 

العيشة بقت صعبة"

الوضع لا يختلف كثيرًا عند سكر محمد، ربة منزل، إذ اشتكت السيدة من ارتفاع سعرها، في مقابل ضرورة توفير مستلزمات الدراسة التي ارتفع سعرها أيضًا هذا العام، لكنها قررت شراء نصف كيلو حلويات مشكل على الأقل، بدلًا من عادتها في شراء كيلو ونصف.

وقد ارتفعت أسعار حلويات المولد بنسبة تصل إلى 20%، بسبب ارتفاع سعر السكر والعسل والمكسرات، ومواد خام أخرى تدخل في تصنيع الحلويات، وقد تجاوز سعر طن السكر المحلي في يناير 2024، 40 ألف جنيه، بعدما كان سعره عام 2023، 14 ألف جنيه.

حديث سكر بدا يائسًا، إذ تشعر السيدة بالعجز أمام ارتفاع الأسعار بشكل مطرد "العيشة بقت صعبة أوي، ولا أعلم إلام سيصل الأمر!".

20% نسبة ارتفاع حلويات المولد

وفي سؤال بائعي حلويات المولد والمستلزمات المدرسية عن ارتفاع الأسعار، قال سالم إبراهيم إن سعر كيلو حلويات المولد وصل إلى 180 جنيه، بدلًا من 160 جنيه في العام الماضي، وتصل نسبة ارتفاع أسعار الحلويات نحو 20%.

ووصل سعر كيلو الحلويات بالمكسرات إلى 260 جنيه، وسعر كيلو السمسمية 100 جنيه، أما كيلو الفولية فوصل إلى 120 جنيه، وتلك الأسعار خاصة بالأصناف الشعبية، وليس الحلويات ذات الجودة المرتفعة، ويؤكد إبراهيم على أن الإقبال على الشراء ضعيف للغاية، مُرجعًا ذلك إلى انشغال المواطنين بشراء مستلزمات المدارس.

يؤكد صالح محمود، صاحب محل ملابس، على أن الإقبال ضعيف أيضًا، وأرجع ذلك إلى غلاء أسعار الملابس، لافتًا النظر إلى اتجاه الأغلبية لشراء الملابس المستعملة والبالة.
وقال محمود إن أسعار الزي المدرسي للفتيات تتراوح بين 400 و900 جنيه، أما بالنسبة للزي المدرسي للأولاد فيختلف الوضع قليلًا، بسبب بيعه بالقطعة، فسعر القميص يتراوح بين 270 إلى 550 جنيه، بينما سعر السروال من 200 إلى 400 جنيه، وأضاف البائع أن سعر القطعة الواحدة زاد نحو 30 جنيه عن العام الماضي.

تصوير: فاطمة محمد وشهد السيد وإسراء عبد الظاهر - إقبال ضعيف على شراء حلاوة مولد النبي بالتزامن مع موسم الدراسة