ودّعت أسوان الأحد الماضي، أحد نجومها البارزين، الذي رحل عن عالمنا، الفنان محمد فوزي، صاحب الصوت النوبي الذي طالما أمتع مُستمعيه وارتبط اسمه بأفراح الأسوانيين الذين نعوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مُعربين عن مدى كرمه وتعدد مواقفه الإنسانية، مؤكدين على أن صوته سيظل حيًا في ذاكرة أهل أسوان.
تُوفي الفنان النوبى ابن قرية بلانة بمركز نصر النوبة، محمد فوزي، أثناء استقلال سيارته وتعرضه لحادث تصادم على الطريق الصحراوي الغربي"أسوان القاهرة" أمام قرية بنبان، وكان في طريقه لإحياء إحدى الحفلات بمركز إسنا التابع لمحافظة الأقصر، وأسفر الحادث عن وفاته ومرافقه وإصابة تسعة آخرون.
محبة من القلب
وعبر الفيسبوك ظهرت العديد من المنشورات لمحبيه تُوضّح مدى شعبية الفنان، ومن بين هؤلاء حزن عليه محمود الهواري، الذي حضر لفوزي العديد من حفلات الزفاف، وتحدث معه مرة واحدة فقط، قائلًا "اكتشفت إنه شخص طيب القلب ومحبوب"، وحكى الهواري أنه شاهد بالفعل تواصل أحد الأشخاص مع فوزي هاتفيًا لطلب خدمة "كان يقدم خدمات إنسانية للجميع دون تردد".
أما عن فنه يُوضّح الهواري أن فوزى لاقى حب جماهيري كبير من داخل وخارج أسوان، ففي رأيه أن لديه طابع خاص بالغناء واللهجة النوبية "والشعب الأسواني شعب مبهج، يحب الفرح والفن وهذا ما يجعله شخصًا مميزًا"، داعيًا له بأن يتغمده الله بواسع رحمته.
"محمد فوزي لم يكن مجرد فنان، بل كان أيقونة أجيال"، يروي تامر عثمان مغني أسواني علاقته وارتباطه بالفنان الراحل الذي بدأ مسيرته الفنية منذ التسعينات، وكان شاهدًا على علو نجمه بين محبيه من أسوان للإسكندرية.
تفرّده في العزف
بدأ عثمان في سماع المطرب النوبي منذ أن كان في سن الـ15 عامًا، وكان يحضر حفلاته أيضًا، لافتًا النظر إلى أن عثمان امتاز بانفراده بالعزف على آلة الأورج بمفرده، بدلًا من وجود فرقة كاملة "وكانت تجربة جديدة على المجتمع الأسواني".
وعلى الجانب الإنساني، يرى عثمان أن فوزي كان صديقًا للجميع، وأعاد تكرار الحديث الذي قاله الهواري أنه دائم المساعدة للآخرين، مُستشهدًا بقيام فوزي بإحياء حفل زفاف مجانًا، بعد طلب سيدة لابنتها.
حضر عثمان لحظة خروج الجثمان من المشرحة، مُلاحظًا العديد من المارة الذين توقفوا بمجرد علمهم أنه جثمان المطرب محمد فوزي، وبنبرة حزينة ختم عثمان حديثه بقوله "لقد فقدنا فنانًا أسطورة، وإنسانًا نقيًا، رحيله خسارة كبيرة للفن النوبي وأسوان بأكملها".