شهدت الأسواق ارتفاعًا ملحوظًا في سعر البطاطس خلال الثلاثة أسابيع الماضية، إلى أن استقر سعرها على 23 جنيهًا في غالبية أسواق أسوان، الأمر الذي يؤدي إلى وضع حِمل جديد على كاهل الأسر، خصوصًا أنه لا بديل عنها ضمن محتويات طاولة الطعام المصرية.
بطاطس "السلق" كبديل
عبّرت زينب محمود، ربة منزل بمنطقة السيل عن استيائها قائلة "لا ينتهي غلاء الأسعار أبدًا في وجبات الموسم الرئيسية، العام الماضي كان البصل، والآن البطاطس"، فلا تتخلى السيدة عن البطاطس كعنصر رئيسي؛ سواء مقلية أو مسلوقة أو مُتبلة، كما أنها تُستخدم كطبق خضراوات أو كفتة بطاطس.
ولا يقل استهلاك زينب عن كيلو ونصف بطاطس يوميًا، ما يُقارب 40 جنيه، خاصة في الأسابيع الماضية التي وصل فيها سعر كيلو البطاطس الواحد إلى 25 جنيه، والآن تضطر ربة المنزل إلى شراء البطاطس ذات الحجم الصغير، المُسماة "بطاطس سلق أو بطاطس ناعمة"، وتُضيف "أستخدمها عندما أسلق البطاطس، أو أصنع كفتة البطاطس؛ نظًرا لسعرها المنخفض بالنسبة للبطاطس العادية، فسعرها يصل إلى 12.5 جنيهًا".
ولا ترغب زينب في أن تشعر أسرتها بفارق كبير بسبب الغلاء "لذلك لا أستطيع الاستغناء عن البطاطس"، وتساءلت السيدة "وحتى إذا قررت الاستغناء عنها، فإلى ماذا سألجأ؟"، فسعر كيلو المكرونة يصل إلى 25 جنيه، وبالكاد يكفي لصناعة ثلاث وجبات "بالإضافة إلى أنني لا أستطيع عمل أكثر من أكلة بها مثل البطاطس". تتحسّر زينب على قلة حيلتها، فلم تعد تستطع طهو وجبة لحوم إلا مرة في الشهر، وأحيانًا مرة كل شهرين "على ماذا سنستغني أيضًا لنستطيع الحياة بسلام! ".
تفاجأت أبرار محروس، ربة منزل بمنطقة الحكروب بأسوان، بارتفاع سعر البطاطس المُتسارع، وتقول "ذهبت يوم الأحد الماضي إلى سوق السيل لشراء الخضراوات وتفاجأت من الزيادة الرهيبة في سعر البطاطس "، حتى أنها لم تستطع شراء كافة احتياجاتها من الخُضراوات، ورجعت إلى المنزل تشعر بالإحباط.
متى يتوقف جشع التجار!
توضح أبرار أنها سألت أحد بائعي البطاطس عن سبب الارتفاع فأخبرها أن أصحاب المزارع أصبحوا يبيعون البطاطس للمصانع، وللتجار الكبار في السوق، فأصبحوا هم المتحكمين في أسعار السوق، وتتمنى السيدة تدخل الحكومة لضبط السوق وخفض أسعار الخضراوت "نفسي جشع التجار يقف عند حدّه".
وتقول صفاء حامد، ربة منزل بمنطقة السد العالي، إن البطاطس وجبة أساسية لأطفالها يوميًا، وكانت تشتري كيلو يوميًا، وبعد الغلاء اضطرت لتقليل كمية الشراء، بحيث تستهلك كيلو كل يومين أو ثلاثة حتى لا تتأثر ميزانية المنزل البالغة آلاف جنيه شهريًا.
تحاول صفاء شهريًا إعداد خُطة لصرف الميزانية بحكمة، إلا أن أزمة الغلاء تقف في وجهها، وتشرح خطتها على النحو التالي "أحاول تقسيم الميزانية على أربعة أسابيع وأضع قائمة للمصروفات أسبوعيًا، بما يتناسب مع أسعار السوق والأموال المتبقية ".
قلة المحصول!
ويُرجع أحمد صفوت، مدير عام الغرفة التجارية بأسوان، لـ"عين الأسواني"، سبب الأزمة إلى قلة حجم المحصول المزروع للبطاطس، مُوضحَا أن ارتفاع سعر "التقاوي" المستوردة وعدم توافرها بالإضافة إلى غلاء سماد البطاطس، مما اضطر غالبية المزارعين لتقليل حجم التقاوي، وبطبيعة الحال أدى إلى قلة كمية المحصول"، مُضيفًا أن كثير من المزارعين اتجهوا إلى زراعة البصل بسبب ارتفاع سعره.
وتوقع صفوت انتهاء الأزمة في بداية الموسم الجديد الذي يبدأ في منتصف أغسطس القادم، مُشيرًا إلى ضرورة تدخل وزارة الزراعة لتحديد الكميات التي من المفترض زراعتها؛ مما يُجنّب حدوث أي أزمات مستقبلية، مثل ضبط السوق واستقرار أسعار الخضراوات، وأكد مدير عام الغرف التجارية على أن البطاطس المستخدمة في المصانع "بطاطس تصدير وليست محلية".