على هامش مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة عبّرت دكتورة المونتاج في المعهد العالي للسينما، منى الصبان، والمخرجة هالة خليل، عن فرحتهما الشديدة بالتكريم، مُضيفين أنهما سعيدتا الحظ بهذا التكريم.
وكان قد أعلن مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة بدورته الثامنة، عن تكريم كلا من الدكتورة منى الصبان تقديرًا لمساهمتها في الارتقاء بالثقافة السينمائية وتعليم فنون السينما للأجيال الجديدة، والمخرجة هالة خليل تقديرًا لتعبيرها ببراعة في جميع أفلامها عن مشاعر ومعاناة المرأة المصرية.
كما كرم المهرجان النجمة غادة عادل تقديرًَا لمسيرتها السينمائية الرائعة، والنجمة هند صبري، والنجمة الفنلندية، ألما بويستي، تقديرًا لمشوارها السينمائي الذي يضم العديد من الأفلام المهمة، والمونتيرة التونسية كاهنة عطية، وذلك في حفل الافتتاح الذي يُعقد في الفترة من 20 الى 25 أبريل الجاري.
كانت المونتيرة منى الصبان تكرّمت سابقًا من رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، وحصلت على جائزة المثالية كنموذج مشرف للمرأة المصرية ضمن فعاليات احتفالية يوم المرأة المصرية والأم المثالية في 2024، وقالت الصبان في حديثها "لم أصدق ما قاله لي".
ودار حوار بينها وبين رئيس الجمهورية، قال فيه إنه سيزورها في أكاديمية الفنون.
من بين أهم إنجازات دكتورة منى تأسيسها للمدرسة العربية للسينما، وهو أول موقع على الإنترنت ناطق بالعربية لتعليم السينما والتلفزيون عن بعد، التي كانت مجرد فكرة على ورق تقدمت بها في عام 1999، وتمت بالتعاون مع وزارة الثقافة المتمثلة وقتها في وزير الثقافة فاروق حسني، ونجحت المدرسة في تخريج نحو أكثر من 60 ألف طالب حتى الآن، وتقول الصبان إنه لا يوجد شروق للالتحاق بالمدرسة، وتستمر مدة التدريب عام كامل لكل فنون السينما عن طريق الـ"أونلاين".
وتضيف منى أن المدرسة تعقد امتحانات دورية كل شهرية في مناهج السيناريو والإخراج والمونتاج والتصوير والصوت، ويُمنح المشاركون شهادة مختومة من نقابة السينمائيين ومدرسة السينما وأكاديمية الفنون، بالإضافة إلى عضوية نقابة السينمائيين بعد التخرج.
تمتلك الدكتورة منى الصبان تاريخا مليئا في مجال التدريس، إذ قامت بالتدريس في عدة جامعات ومعاهد منها جامعة حلوان، جامعة مصر الدولية، جامعة القاهرة، معهد التلفزيون باتحاد الإذاعة والتلفزيون، الجامعة اللبنانية ببيروت، وتونس والأردن والسودان والكويت وسلطنة عمان، كما أشرفت على عدة رسائل ماجستير ومناقشة رسائل دكتوراه.
وشغلت منصب رئيسة قسم المونتاج السينمائي في التلفزيون اللبناني، كما شاركت في العديد من المهرجانات والمؤتمرات والمعارض، ولها العديد من المؤلفات منها كتاب "فن المونتاج في الدراما التليفزيونية، و"المونتاج الخلاق – دراسة في التطور التاريخي لأبعاد الخلق المونتاج".
حازت الدكتورة منى الصبان، على جائزة الدولة للتفوق في مجال الفنون عام 2021، بعد مسيرة طويلة في مجال المونتاج والتدريس، كرست فيها أكثر من 24 عامًا من حياتها للعمل على تطوير مدرسة لتعليم فنون السينما والتليفزيون عن بعد التي تُعتبر الأولى من نوعها فى الوطن.
وقالت المخرجة هالة خليل لـ"عين الأسواني" إن التكريم يُمثل لها سعادة كبيرة، ودافع للأمام، وأضافت أنها سعيدة أيضًا بترأسها لجنة تحكيم جائزة الاتحاد الأوروبي لأفضل فيلم أورومتوسطي، وتضم اللجنة في عضويتها المنتجة السعودية المصرية، باهو بخش، ومدير التصوير، حسين بكر، رئيس المركز القومي للسينما، والكاتبة والمنتجة الفلسطينية، ليالي بدر، والممثل والمخرج الفنلندي، شيروان حاجي.
وأكدت إدارة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، أن "تكريم هالة خليل هو انتصار للكيف على الكم، فرغم أن مسيرتها السينمائية تضم عددًا محدودًا من الأفلام سواء الطويلة أو القصيرة، إلا أنها عبرت ببراعة في جميع أفلامها عن أحاسيس ومعاناة المرأة المصرية".
وطرحت أيضًا ككاتبة للسيناريو في أعمالها موضوعات شديدة الأهمية تطرح بجرأة كبيرة قضايا لا تهم المرأة فحسب، بل تهم المجتمع المصري بشكل عام.
وأشارت إدارة المهرجان إلى غياب هالة خليل عن السينما في الفترة الأخيرة، لا يتعلق بقدرتها على الإبداع، لكنه يعبر بصدق عن الأزمة الشديدة التي تواجهها صناعة السينما في مصر، خاصة أن هالة خليل لديها أكثر من مشروع سينمائي معطل لأسباب مختلفة، وشددت إدارة المهرجان على أن وجود مخرجات مثل هالة وغيرها من المبدعات من شأنه أن يثري صناعة السينما المصرية، ويضيف إليها الكثير.
والمخرجة هالة خليل بدأت مسيرتها مخرجة برامج بقناة النيل للدراما، ثم اتجهت للإخراج، فكان أولى أعمالها الدرامية هو مسلسل "شباب أون لاين"، ومن أشهر أفلامها؛ أحلى الأوقات، قص ولزق، نوارة، وكان آخر أعمالها مسلسل بالحجم العائلي إنتاج عام 2018، وقامت بتأليف مسلسل "أحلام سعيدة" عام 2022.
أما النجمة غادة عادل تمتلك تاريخًا رائعًا في مجال السينما، إذ بدأت أولى أعمالها عام 1998 بفيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" مع المخرج سعيد حامد، والتي قدمت خلالها نوعيات مختلفة من الأفلام التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا مثل "عبود على الحدود" و"بلية ودماغه العالية" و"الباشا تلميذ" و"55 إسعاف" و"جعلتني مجرمًا".
وبدأت ألما بويستي مسيرتها الفنية على خشبة المسرح، ولعبت أدوارًا متنوعة، وشاركت في مجموعة من الأفلام القصيرة مثل "أجنيس ومارينا"، و"اليوم العالمي للحيوان"، و"لم أعدك بشيء".
وفي عام 2012 قدمت ألما أول أفلامها الروائية الطويلة "فوساري" الذي عُرض في مهرجان موسكو السينمائي الدولي، وبعدها انطلقت لتقدم شخصيات ثرية دراميًا في العديد من الأفلام السينمائية والتلفزيونية، منها الرعاية النهارية، عروس المسيح، زهور الشر.
وعلى مدار مسيرتها الفنية حصدت ألما العديد من الجوائز والترشيحات، أبرزها جائزة مؤسسة إيدا ألبيرج لأفضل ممثلة شابة عام 2013، وجائزة مؤسسة ستينا كروك عام 2015، وجائزة التنين لأفضل تمثيل من مهرجان جوتنبرج السينمائي عام 2023.