لاقت فرقة «دنقلا» السودانية للفنون الشعبية تفاعلًا ضخمًا، بعد عرضها الأخير بمدينة أسوان، في أثناء عروض مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون في دورته الحادية عشرة، المقامة حاليًا بجمعية منشية النوبة.
ومن المقرر أن تتحرك الفرقة نحو معبد أبو سمبل لاستكمال عروضها، وحضور تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني، إذ تشهد محافظة أسوان في الوقت الحالي وفودًا من دول العالم للمشاركة في ذلك الحدث.
افتتحت فرقة «دنقلا» عروضها عبر كلمة مسجلة بثتها إدارة المهرجان لـ«الباقر عكاشة»، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والإعلام بالولاية الشمالية في السودان، وجه فيها الشكر إلى محافظ أسوان اللواء أشرف عطية، والسادة بالهيئة العامة بقصور الثقافة.
كما أثنى الأمين العام على فرقة «دنقلا» التي حالت حرب السودان حضور جميع أعضائها، على ما قدمته من عروض فنية تمثل السودان ومصر، متمنيًا أن يسود السلام والأمن على السودان.
وقاد الفرقة المكونة من 7 أفراد الفنان السوداني المنذر عبدالله، إذ قدمت خلال ساعتين عروضًا متنوعة، لكل ألوان الغناء باللهجتين الفاجيكة والكنزية.
وعن ذلك قال عبدالله فاجيري، رئيس بعثة الفرقة لـ«عين الأسواني»: «إن الأغاني التي قدمتها الفرقة تعبر عن ارتباط النوبي بالبيئة والنيل والمناظر الطبيعية الساحرة في السودان».
وأضاف: «نشارك في المهرجان هذا العام بأعضاء الفرقة المتواجدين بمكتب القاهرة فقط، نظرًا للحرب والأحداث الصعبة التي تشهدها السودان حاليًا، وصعوبة السفر من خلال المعابر الحدودية، لأن الفرقة لديها مكتب في دنقلا والخرطوم، ولكن نظرًا للحرب تفرق الأعضاء في ولايات مختلفة».
فرقة «دنقلا» تتبع جمعية دنقلا للتراث والثقافة النوبية، التي تأسست عام 2005 بمدينة دنقلا، وكانت فرقة غنائية قبل أن تصبح جمعية ثقافية نوبية تقدم ألوانًا من التراث النوبي في السودان، وشاركت في مهرجانات دولية مختلفة، مثل مهرجان القاهرة الدولي، ومهرجان الطبول في ست نسخ، وتشارك هذا العام للمرة الثالثة في مهرجان أسوان للثقافة والفنون.
وخلال النصف ساعة الأخيرة من العرض، بادر عدد من النوبيين والسودانيين المقيمين حديثًا في أسوان جراء الحرب، مشاركة الفرقة في تأدية العروض بجانب عدد من الأطفال.
وقال ساتي عثمان، أحد أعضاء الفرقة: «فوجئت خلال العرض بمشاركة الحاضرين معنا، خلال عرض الرقصة الحلفاوية والسكوت وأسعدني الأمر، لأن مشاركة الحاضرين معنا يعني إعجابهم بالعروض، إذ قدمنا ثمانية عروض مختلفة على إيقاع «العشر بلدي» عن الفلكلور النوبي».
وكان لنا حديث مع المشاركين حول مدى تفاعلهم وإعجابهم بالعرض، إذ قالت سواهر صالح، سودانية مقيمة بأسوان، وإحدى حاضرات المهرجان: «عندما علمت بمشاركة فرقة السودان في المهرجان قررت الحضور، لأن الفرقة معروفة في بلادنا خاصة الفنان المنذر عبدالله».
وكنوع من الشعور بالتقرب من الوطن الذي بعدت عنه سواهر مُجبرة نتيجة الحرب، شاركت مع الفرقة في الأغنية السودانية «ناس أمي وأبوي»، التي تتحدث عن الأم بسبب اشتياقها لأمها إذ فرقتهم الحرب، فظلت الأم في السودان وأتت سماهر إلى أسوان.
وحضرت المهرجان لنفس السبب، نبراس صالح، فتاة سودانية، جاءت من حلف إلى أسوان قبل شهر، وقررت الحضور لمشاهدة الفرقة والمشاركة معهم في أغنية «ناس أمي وأبوي»، التي تعبر عن الغربة التي تعيش فيها: «الأغنية تمس شغاف القلب وتعبر عن اشتياقنا للحديث مع الأهل والجلوس معهم وتناول الشاي وكل العادات اليومية قبل الحرب».