مع بداية العدوان الإسرائيلي على غزة كثف مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي تضامنهم مع القضية الفلسطينية عن طريق تداول الصور والنصوص عبر المنصات المختلفة؛ لتوعية العالم بما يحدث داخل القطاع والرد على ما ينشره الاحتلال الإسرائيلي من معلومات مضللة.
وقررت شركة ميتا حذف ما يقرب من 800 ألف محتوى ضمن سعيها نحو محاربة ورصد المعلومات المضللة خلال الحرب الأخيرة، في الوقت الذي اشتكى مستخدمو منصاتها من التضييق على محتواهم الذي لا يتعارض مع سياسة الشركة.
وواجه مستخدمو السوشيال ميديا تضييقًا عبر منصات شركة "ميتا" وتحديدًا "فيس بوك" و"انستجرام" مثل حجب أو إزالة منشوراتهم المتعلقة بالدفاع عن القضية الفلسطينية أو تقليل إمكانية وصولها للمستخدمين عن المعدل الطبيعي.
وهذا دفع العديد منهم لابتكار طرقًا للتحايل على المنصات المختلفة بالتلاعب في الخوارزميات، عن طريق أدوات مختلفة مثل إزالة النقاط من الكلمات أو استبدال بعض الأحرف بأرقام ورموز؛ لتجنب حظر أو منع وصول المنشورات، في الوقت نفسه الذي يقوم الجانب الآخر بنشر الإدعاءات المضللة حول ما يحدث داخل القطاع دون تضييق.
محمد درويش، مالك لإحدى شركات البرمجيات، اخترع أدوات تساعد في النشر والتدوين عن القضية الفلسطينية دون الخوف من تعرض المحتوى للحذف أو حظر مالك الحساب.
وشارك عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك"، رابطًا يُمكن مستخدمي السوشيال ميديا من كتابة المحتوى الذي يرغب فيه، وسيقوم الموقع بتحويله تلقائيًا إلى نص يصعب حذفه ويحتوى الموقع على عدد كبير من الكلمات والتي يزودها "درويش" كل فترة.
وأوضح محمد حسن، مهندس برمجيات، لـ"عين الأسواني" أن كل منصة تمتلك خوارزمية سرية خاصة بها، ويتجه مستخدمو تلك المنصات للتحايل لحماية منشوراتهم من التعرض للحذف أو حظر حساباتهم؛ لأن تلك المنصات موالية للجهة الأخرى وعن طريق الذكاء الاصطناعي تقوم بتحديد المنشورات وحذفها أو منع وصولها لعدد أكبر من المستخدمين.
وأضاف: “نجد الوسائط المستخدمة في 3 أشكال "نص، صورة و فيديو"، ويمكن للمستخدمين لتجنب مشاكل التضييق في حالة النص بتبديل الحروف بأرقام ورموز أو ازالة النقاط، موضحًا أن التلاعب في اللغة العربية يعد أكثر صعوبة عند محاولة الكشف عنها لدى المنصات عن اللغة الإنجليزية.
وأكد: "أنه في حالة الصور إذا احتوت على كلمات مكتوبة يمكننا أن نستخدم نفس طريقة التلاعب في الكلمات للصور، وتعتبر الصور ومقاطع الفيديو التي تحتوي على مشاهد دماء أو قصف من النقاط التي يسهل الكشف عنها فتحذفها المنصات بحجة انتهاكها للمعايير، ويمكن استخدام حيلة التلاعب في القصص لتجنب إقصائها وخفض معدل التفاعل التي عانى منها عدد من المستخدمين عن طريق نشر أي محتوى ليس له علاقة بالقضية مثل صورة منظر طبيعي ثم القصص المتعلقة بدعم القضية الفلسطينية حتى لا يتم كشفها أو إرفاق علم اسرائيل أو نصوص عن الجهة الموالية واقصائها في جانب القصة مما يصعب على الخوارزميات كشفها، ومن الممكن أن ترفع من معدل تفاعلها".
وأشار إلى أن هذه الطرق لا تستمر لوقت طويل فمع مرور الوقت يتم اكتشاف من قبل المنصة، فلذلك يتم باستمرار ابتكار أدوات جديدة حتى يستمر النشر دون تضييق.
وحذر الاتحاد الأوروبي في 12 أكتوبر الجاري "إيلون ماسك " مالك منصة "إكس" "تويتر" سابقًا من استضافة معلومات مضللة ومحتوى غير قانوني حول الحرب، وأمهله 24 ساعة للاستجابة، منوهًا أنه قد يواجه عقوبات بغرامة بالمليارات إذا تم إثبات حدوث انتهاكات.