#عيد_أوردِيحِي | تحتل اللحوم الصدارة في قائمة طعام موائد الأسر في عيد الأضحى المبارك، صحن كبير مملوء بالأرز وبضعة قطع من الخُبز المحمص، وبينهم مكعبات لحم الضأن أو البقري، ويفوح من الصحن رائحة شوربة الثوم، لكن هذا العام ستخلو الموائد من الوجبة الرئيسية "الفتة".. في أكثر من تقرير من أسوان إلى بورسعيد في مصر، ومدينة بني خلاد في تونس، تابعنا عبر هذا الملف تأثير ارتفاع أسعار اللحوم البلدي على المستهلكين وعلى الجزارين الذين انخفضت مبيعاتهم في "عيد اللحمة".
"اعتادت عائلتنا على ذبح الأُضحية منذ 13 عامًا، عندما عدنا من محافظة أسيوط واستقرت الأسرة في أسوان، عامًا بعد عام ونحن لا نقطع هذه العادة ونداوم عليها، ونفعل كل ما بوسعنا حتى نقوم بها، إلى أن ارتفعت أسعار الأُضحية إلى حد لا طاقة لنا به، فهذه أول سنة لنا لا نُضحى فيها، وهو قرار أدى إلى غيمة من الحُزن والألم في بيتنا، جعل هذا العيد بلا طعم لدينا" هذا هو حال نعمات محمود، ربة منزل وهذه كلماتها.
يعد ذبح الأُضحية في أسوان طقس هام، ولكن مع الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار الأضاحي هذا العام، استطاع البعض إتخاذ قرار الامتناع عنه، وسط سحابات من الحزن والمرارة تخيم على المنازل، ، بينما لجأ آخرون لحلول أخرى لتوفير ثمن الأضحية مثل المشاركة مع آخرون، كي لا تنقطع تلك العادة السنوية مستقبلًا.
تحدث "عين الأسواني" مع أكثر من 10 عائلات عن ذبح الأُضحية في العيد، ورصدنا أن معظمهم لن يقوم بالذبح هذا العام.
وفسرت العائلات السبب، نتيجة نفقات تجهيز الأبناء للزواج أو القيام بمشاريع أخرى، أو نتيجة لغلاء أسعار الماشية.
تبدأ الأسعار من 7500 إلى 14500 جنيه للخروف، بينما العجول تبدأ 65000 إلى 120000 جنيه، ويكون السهم في اشتراك من 7 أشخاص 1000 جنيه، بينما كانت الأسعار منذ عامين تبدأ بـ3000 جنيه للخروف، والعِجْل يبدأ من 25000 إلى 30000 ويكون السهم ما بين 3500 إلى 4000 جنيه، وهذا وفق الطبيب البيطري، محمد ناجح، الذي يراقب جودة اللحوم، ويعمل في الجزارة.
ويضيف ناجح لـ"عين الأسواني": "إن هذه الزيادة طبيعية وليست بسبب اقتراب العيد، ولكن من المحتمل أن تزداد الأسعار مرة أخرى بعد العيد إذا كان هناك إقبال، لأن المُضحين يتسابقون على شراء إناث العجول للتضحية بها لأنها أرخص في التكلفة، مما سيؤثر على الثروة الحيوانية في مصر ويرفع من معدل الزيادة".
وتحدث "ف.م"، موظف على المعاش، وقال: “اعتدت على التضحية منذ زواجي عام 1990 حتى هذه السنة، وبسبب غلاء الأسعار ومصاريف زواج ابنتي في نفس العام، تركت مضطرًا هذه العادة، وأجبت الجزار الذي تعودنا على الاشتراك معه في العِجْل وقلت له لن اشترك".
ويقول مصطفى محمود، مهندس، إن هذه أول سنة له في الذبح، وقد اتفق مع عائلته على الاشتراك في ثمن العِجْل.
وعلى الرغم من توفير أسرة عزيزة مطاوع، ربة منزل، جزء من الدخل الشهري كل شهر لجمع ثمن الأُضحية، إلا أن ما جمعوه لا يكفي، ما دفعها والأسرة إلى التخلي للمرة الأولى عن عادة ذبح الأُضحية نتيجة لغلاء الأسعار، تضيف: “المحتاجين الذين تعودوا الحصول على جزء من لحم الأُضحية يشعرون بالحزن هذا العام، لذا قررنا توزيع مساعدة نقدية بدلًا منها".
لكن صباح إبراهيم، معلمة، تقول إنه احترامًا لذكرى والدها الراحل، فاشتركت في "جمعية" لجمع مبلغ مالي للاشتراك في ثمن عِجْل، لأن والدها لم يتوقف كل عام عن ذبح الأُضحية وتوزيعها على المحتاجين والأقارب.
فيما يقول علي فاروق، موظف حكومي: "لن نذبح هذا العام لغلاء الأسعار وتركنا الذبح من العام السابق، وذلك لتوفير نفقات زواج الأبناء والبنات"، بينما اشترك أنور حسن، وهو يعمل بشكل حر، في جمعية العام الماضي لإدخار ثمن الأُضحية رغم غلاء الأسعار، خاصة وقد تعود على هذا الأمر منذ زواجه.